موسكو-سانا
أكد إيفان سولتانوفسكي مدير دائرة التعاون الأوروبي العام في وزارة الخارجية الروسية أن ظروف تطبيع العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي متوافرة ولكن ينبغي على دول الاتحاد أن تنتهج الخط السياسي الخاص بها.
وقال سولتانوفسكي في تصريحات للصحفيين على هامش مؤتمر المجلس الروسي للشؤون الدولية في موسكو اليوم “إن العقوبات التي فرضها الاتحاد على روسيا ألحقت ضررا كبيرا بعلاقاتنا ولكن كما قال وزير الخارجية سيرغي لافروف إن نقطة اللاعودة في علاقاتنا مع الاتحاد الأوروبي لم نصل إليها بعد” موضحا “أن الظروف لتطبيع العلاقات متوافرة ولكن ينبغي على أوروبا أن تنطق بلسان حالها وهذا ما لم نره بعد”.
وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أن “القيادة الروسية ستبت بالقرار الخاص بعقد قمة كاملة النصاب بين روسيا والاتحاد الأوروبي” مؤكدا ضرورة تهيئة الظروف الطبيعية وإيجاد جو من الثقة لهذه القمة.
يشار إلى أن الاتحاد الأوروبي وبناء على موقف الولايات المتحدة فرض في وقت سابق عقوبات ضد روسيا بسبب موقفها من الأزمة الأوكرانية حيث استهدفت الجولة الأخيرة من القيود التي دخلت حيز التنفيذ في 12 أيلول الجارى قطاعات البنوك والطاقة والدفاع الروسية وهو الأمر الذي ردت عليه روسيا بفرض عقوبات مماثلة مؤكدة أن هذه العقوبات ذات تأثير عكسي.
وأعرب عن اعتقاده بأن “موقف الاتحاد الأوروبي إزاء هذه الجريمة النكراء سيكون بمثابة اختبار حقيقي عن التزام هذا الاتحاد بمسألة حقوق الإنسان” مشيرا إلى “أننا نتذكر الموقف الذي اتخذه الغرب ومحكمة الجنايات الدولية الخاصة بيوغسلافيا فيما اليوم لا يوجد مثل هذه المحكمة الدولية حول أوكرانيا ولكن من حيث المبدأ كان بإمكان دول الاتحاد الأوروبي أن تسهم في إجراء تحقيق دولي مستقل لو توفرت الإرادة السياسية لدى قيادات هذه البلدان”.
من جهة ثانية قال سولتانوفسكي إنه يجب على الاتحاد الأوروبي أن يسهم في إجراء تحقيق دولي مستقل بمسألة اكتشاف مقابر جماعية بالقرب من مدينة دونيتسك في جنوب شرق أوكرانيا.
ولفت سولتانوفسكي إلى أن “الاتحاد الاوروبي مازال ينظر في اتجاه واحد فقط “مؤكدا أن “روسيا ستصر على إجراء التحقيق الدولي المستقل في هذا الموضوع حيث أثرنا هذه المسألة في إطار منظمة الأمن والتعاون في أوروبا كما أن خبراء من بعثة المراقبة رصدوا هذه الوقائع”.
واعتبر سولتانوفسكي أنه “يجب أن تشكل لجنة مستقلة وأن يجرى تحقيق قضائي مستقل في هذا الحادث كما يجب أن يتم الاتفاق حول صيغة وشكل هذا التحقيق ولكن المهم هنا هو توفر الإرادة السياسية لإجراء هذا التحقيق” مشددا على عدم جواز إخفاء نتائج التحقيق في مثل هذه المسألة “بالرغم من أننا لا نستبعد مثل هذه الاحتمالات نظرا للمواقف التي اتخذها الغرب في حوادث سابقة ومنها حادث الطائرة الماليزية”.
وكانت وزارة الخارجية الروسية أبدت أمس إصرارها على اجراء تحقيق فى جرائم حرب محتملة ارتكبت في شرق أوكرانيا على خلفية اكتشاف مقبرة جماعية بالقرب من مدينة دونيتسك.
وقالت في بيان لها بعد العثور على جثث فى مقبرة بمنجم “كومونار” في دونيتسك إن “الحديث على ما يبدو يدور عن جرائم حرب لا يوجد تبرير لها” داعية إلى إجراء تحقيق شامل وعاجل وغير متحيز وموضوعي في الأمر ومحاسبة المسؤولين عن ذلك.