دمشق-سانا
“هكذا غنى الفرات” ديوان شعر لأمل محسن المناور يحتوي قصائد جمعت بين الأصالة والحداثة وجاءت مشبعة بمقومات الشعر وفق شكلين ..الأول الشطران والثاني التفعيلة.
ويظهر في الديوان الصادر حديثا عن دار فلستينا الشجرة عاطفة تستحوذ على مناخات الشاعرة وبيئتها فتأتي بألفاظ رقيقة ولا سيما عندما تخاطب ولدها في قصيدة “سافرت” حيث اختارت الروي الملائم لمجزوءات البحور فتقول..
“سافرت لكن لم تسافر.. ما زلت في العينين حاضر
أو هل تظن بأن قلب.. الأم تعنيه السواتر
مهما بعدت فأنت قربي..مثل اسمي أنت ظاهر
يا ابن روحي ابن قلبي.. ها خيالك صوت شاعر”.
أما قصيدة “تغافلني الأمنيات” فعبرت فيها المناور عن إحساس امرأة تريد أن تطرح رؤيتها الإنسانية والفكرية عن تجاربها الحياتية وما فيها من فرح وألم حيث انتقت لذلك تفعيلة بنت فيها القصيدة بشكل موحد فقالت.. “تغافلني الأمنيات.. وتسرق السمع حتى أنام فتأتي.. تباغتني الأغنيات.. وتهمل هذا الفضاء القصي.. لتختار موتي.. ألقنها كيف تخرج من فوهة الورد.. علمتها كيف تدخل بيتي”.
أما الانتماء الوطني فعبرت عنه المناور في قصيدة “أنا والفرات ودير الزور” على قارب البحر الكامل الذي جاء بحرف اللام المضمومة كروي مليء بالشجن والشوق يؤكد تعلق الشاعرة بمسقط رأسها وانتمائها لبيئة الفرات فقالت..
“فالمرء دوماً نحو مسقط رأسه.. يبقى يحن وللتواصل يأمل
وأنا يظل برغم طول بعادنا.. بالروح حبك يا فرات مؤصل
قلبي رقيق كلما قالوا له.. يا بنت دير الزور فوراً يجفل”.
وجاءت الشام في ديوان المناور حالة جميلة محببة مليئة بالكبرياء والفخر فعبرت عنها كأنثى تلهم الشعراء لتقول في قصيدة يا شام..
“إن قلت أنت الروح لا تتعجبوا.. او قلت أنت القلب لا تستغربوا
اذ كيف للأنثى تحب جميلةً.. وعلى لهيب غرامها تتقلب يا شام إن
هاجرت يوماً فاعلمي.. أنت المحيط وياسمينك مركب”.
بدورها قالت مي أحمد شهابي مديرة دار فلستينا الشجرة “يشكل ديوان المناور منعطفاً مهماً في النتاج الشعري الأنثوي السوري ليؤكد مجددا انتماء المرأة في سورية ونزوعها الوطني الذي جاء كاملاً في أغلب نصوص الديوان إضافة لما يمتلكه من قصائد امتازت بلغة عربية عالية وقدرة على التعبير”.
محمد خالد الخضر