الشريط الإخباري

سوق المهن اليدوية..أنامل مبدعيه تعمل بروح التراث رغم الأزمة

دمشق-سانا

لم يتوقف مبدعو الحرف السورية في سوق المهن اليدوية في التكية السليمانية يوما عن العطاء في ممارسة عملهم الذين برعوا فيه فتمسكوا به تعلقا بتراث الأجداد وماضيهم وحضارة عمرها آلاف السنين متفائلين بعودة الانتعاش لبضائعهم التي خف الطلب عليها بسبب قلة السياح.

ويقول هشام الحلبي صاحب محل للموزاييك والصدفيات وعلب الأفراح في سوق المهن في التكية لنشرة سياحة مجتمع ” أنه لا يزال يعمل في ورشته بجد دون كلل أو ملل لإنتاج المزيد من قطع الموزاييك مختلفة الاحجام والاشكال ليقوم بعرضها في محله في السوق على الرغم من تبعات الأزمة التي تمر بها سورية”.

ويتابع الحلبي وهو يقوم بتلميع إحدى القطع ويعرضها علينا بعشق يوازي تعلقه بدمشق وتراثها ” لم أفكر يوما بتغيير المهنة التي ورثتها عن أبي وجدي وأمارسها بفن وإتقان وحب وما زلت مصرا على العمل ليس بنفس الكمية التي كنت أقوم بها سابقا بل أعتمد على حركة السوق المحلية بشكل أكبر”.

وفي جولة صغيرة بين الرفوف التي تروي حكايات لا تنتهي عن تراث الأجداد وابداعات الحرفي السوري في طريقة صناعة القطع وتطعيمها بالصدف والخشب يتوقف الكلام أمام هذا الكنز الذي لا تضاهيه كنوز العالم كله بحسب الحلبي الذي يأمل بعودة السوق الى سابق عهده وعودة المنتوجات السورية التي كانت تجوب العالم كله وتلقى رواجا كبيرا إلى تألقها من جديد.

ويرى الحلبي أن “سوق المهن تأثر بالأزمة التي تمر بها سورية فيما يتعلق بأسواق التصريف الخارجية إلا أن السوريين لايزالون أوفياء لماضيهم ولتراث أجدادهم وهم يأتون لانتقاء الهدايا كتذكارات عن الأصالة والحضارة يحملونها معهم أينما ذهبوا كما يحرصوا على تزيين بيوتهم بها”.

وبجانب الحلبي يقف ابنه الصغير يستمع إلى حكايات وإرشادات الوالد حول طريقة صناعة القطع ويتعلم منه أصول البيع والشراء وهو يجد في أبيه مثالا يحتذى في عشقه لمهنته ولوطنه معا.

مي عثمان