كوكبرن: الإطلاق الغامض لسراح الرهائن الأتراك يثبت العلاقة الحميمية بين الحكومة التركية و”داعش”

لندن-سانا

أكد الكاتب البريطاني باتريك كوكبرن في مقال نشر في صحيفة الاندبندنت أن الغموض يحيط بعملية إطلاق تنظيم دولة العراق والشام الإرهابي المفاجئ سراح الرهائن الأتراك ال49 من الدبلوماسيين وعائلاتهم بعد أن احتجزهم لأشهر مثيرا بذلك الشكوك حول ما دفع تنظيما كهذا مشهورا بقسوته وعدم رحمته لتسليم الرهائن إلى السلطات التركية بدون عملية مقايضة.

وأضاف كوكبرن في المقال الذي حمل عنوان “تركيا متهمة بالتواطؤ مع تنظيم دولة العراق والشام في مواجهة أكراد سورية والحكومة هناك بعد الإطلاق المفاجئ للرهائن ال49” “إن إطلاق الدبلوماسيين الذين احتجزوا على يد التنظيم في العاشر من حزيران الماضي في مدينة الموصل العراقية في عملية تباهت بها الحكومة التركية زاعمة أنها نصر لتركيا أثار أسئلة جديدة حول حقيقة العلاقة بين الحكومة التركية والتنظيم” .

ولتفادي الأسئلة بشأن حقيقة ما حدث زعم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أن إطلاق الدبلوماسيين الأتراك جاء نتيجة عملية سرية للاستخبارات التركية يجب أن “تبقى تفاصيلها سرية” قائلا “هناك أشياء لايجوز الحديث عنها” .

وتابع الكاتب “أن الظروف الغريبة المحيطة بعمليتي اختطاف الأتراك ال49 ومن ثم إطلاقهم يثبت بأن السلطات التركية لديها علاقة مختلفة مع تنظيم داعش عن الدول الأخرى وأكثر حميمية”.

وأشار الكاتب إلى أن مواقع تركية مؤيدة لتنظيم داعش أكدت أن الرهائن الأتراك أطلقوا بأوامر مباشرة من المدعو أبو بكر البغدادي متزعم التنظيم الإرهابي وتم نقلهم من الموصل إلى الرقة في سورية وقال كوكبرن “كان جميع الرهائن من النساء والرجال على حد سواء يرتدون ملابس جيدة ويبدو أنهم لم يعانوا كثيرا خلال فترة احتجازهم وذلك في تناقض حاد مع وضع وأسلوب معاملة السائق البريطاني المختطف الان هاينان الذي اختطفته داعش في سورية أو وضع الصحفيين الذين قتلهم التنظيم هناك”.

وأشار الكاتب إلى أن هناك العديد من الحقائق التي تبدو غريبة بعض الشيء ففي الفترة التي تم فيها اختطاف الدبلوماسيين الأتراك من الموصل كانوا قد تقدموا بطلب إلى حكومة انقرة لسحبهم إلى تركيا ولكن طلبهم قوبل بالرفض وقامت صحيفة موالية للحكومة التركية فيما بعد بالقول إن القنصل العام التركي في الموصل اوزتورك يلماظ تلقى أوامر بمغادرة المدينة وأنه رفض ذلك.

ويرد دبلوماسيون أتراك سابقون بالقول إن مسألة عصيان أوامر حكومية من قبل مسؤول رفيع كالقنصل في وضع حرج كهذا وفي مسألة خطيرة أمر لا يمكن تصوره .

وكان محللون سياسيون أكدوا أن سياسة حكومة حزب العدالة والتنمية أدت إلى ظهور تنظيم دولة العراق والشام الإرهابي ويقول مارك بيرينى المحلل في مؤسسة كارنيغى يوروب وسفير الاتحاد الأوروبي السابق لدى تركيا “أن أنقرة تتحمل مسؤولية مباشرة عن ظهور تنظيم داعش وهي اليوم تشعر بحرج كبير وأدركت متأخرة أن هذا التنظيم يمكن أن يشكل تهديدا مباشرا لها”.

ويشكك الخبراء في إمكانية تغيير تركيا موقفها من التنظيم الإرهابي الذي أنشأته ورعته ومنهم بيرينى الذي قال “لا أعتقد أن تركيا ستغير سياستها وتتخذ موقفا مختلفا جذريا وهجوميا ضد الجهاديين”.

وقدم النائب عن حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض سزجين تانريكولو مؤخرا مذكرة مساءلة برلمانية لوزير الداخلية التركي افكان الا حول استمرار دعم الحكومة التركية للإرهابيين من تنظيم داعش ومساعدتهم والتغاضي عنهم في تركيا وكذلك التزامها الصمت أمام الجرائم التي يرتكبها الإرهابيون في سورية والعراق.