كيري وظريف يبحثان الأخطار التي يشكلها تنظيم “داعش” الإرهابي والمفاوضات حول الملف النووي الإيراني

نيويورك-سانا

بحث وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف خلال اجتماع في نيويورك أمس الأخطار التي يشكلها تنظيم دولة العراق والشام الإرهابي.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن دبلوماسي كبير في الخارجية الأميركية قوله.. “إن الوزيرين الأميركي والإيراني التقيا في أحد فنادق نيويورك على مدى نحو ساعة من الوقت وقد تباحثا خلال اجتماعهما في سير المفاوضات حول الملف النووي الإيراني كما بحثا أيضا في الأخطار التي يشكلها تنظيم دولة العراق والشام المتطرف”.

وكان كيري أعلن الجمعة خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي أن “لكل دولة في العالم بما فيها إيران دورا تلعبه في محاربة تنظيم داعش الإرهابي”.

وأعلنت إيران أنها رفضت طلبا أمريكيا للانضمام للتحالف الذي تعمل واشنطن على تشكيله تحت شعار محاربة تنظيم داعش الإرهابي وشككت بجدية الولايات المتحدة بهذا الصدد.

ورفض قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي طلب الولايات المتحدة الأمريكية للتعاون في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي واصفا تشكيل تحالف دولي من أجل محاربة هذا التنظيم الإرهابي بأنه “ادعاء مغرض وفارغ وأجوف”.

يذكر أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أعلن في الحادي عشر من الشهر الجاري أن خطته لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي تتضمن استهداف التنظيم في أي مكان وأنه لن يتردد بضربه في سورية والعراق.

وفيما يتعلق بالمفاوضات حول الملف النووي الإيراني التي استؤنفت في نيويورك يومي الأربعاء والخميس بين طهران ومجموعة خمسة زائد واحد قال الدبلوماسي الأميركي إن الوزيرين “ناقشا الخطوات التي انجزت والعمل الذي مازال يتعين القيام به” لحل هذا الملف قبل حلول مهلة 24 تشرين الثاني المحددة للتوصل إلى اتفاق نهائي.

واتفق الوزيران على أن يلتقيا مجددا في نيويورك الأسبوع المقبل “إذا كانت هناك ضرورة لذلك”.

وبحسب المصدر الأمريكي فإن اللقاء بدأ ثنائيا بين كيري وظريف ولاحقا انضم إليهما عن الجانب الإيراني نائبا وزير الخارجية عباس عراقجي ومجيد تخت روانجي وعن الجانب الأميركي نائب وزير الخارجية وليام بيرنز ومساعدة الوزير للشؤون السياسية ويندي شيرمان موضحا “أن المجتمعين أمضوا بعض الوقت في مراجعة وضع مفاوضات مجموعة خمسة زائد واحد بشأن البرنامج النووي الإيراني”.

وفي سياق متصل أجرى كيري اتصالا هاتفيا مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تباحثا خلاله حول “كيفية توسيع النقاش الذي بداه حول الدور الذي قد ترغب روسيا في أن تؤديه في التحالف ضد تنظيم دولة العراق والشام الإرهابي” وذلك بحسب ما أدلى به مسؤول آخر في الخارجية الأميركية للصحفيين.

وقال المصدر “لقد كنا واضحين للغاية بشأن قائمة وسائل المساهمة لذلك أعتقد أننا ننتظر لنسمع من الروس ما الذي ينوون فعله”.
ومن المقرر أن يلتقي كيري ولافروف هذا الأسبوع في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وكان مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أكد أن أي ضربات جوية ضد تنظيم داعش على الأراضي السورية دون التنسيق مع الحكومة السورية هي انتهاك خطير للمبادئ الأساسية للقانون الدولي ويمكن أن تكون لها آثار مدمرة على الأوضاع في سورية بما في ذلك الوضع الإنساني.

ظريف: سياسات بعض الدول المتسمة بقصر النظر هي العامل الأساس وراء تقوية ظاهرة الإرهاب

إلى ذلك أكد ظريف أن سياسات بعض الدول المتسمة بقصر النظر هي العامل الأساس وراء تقوية ظاهرة الإرهاب البغيضة والتهديدات القائمة أمام شعوب المنطقة مشددا على أن التداعيات المدمرة لسياسات هذه الدول ستطالها فيما لو لم تبادر إلى إحداث تغييرات جادة في تلك السياسات وأن هذه الأخطار ستتسع أكثر فأكثر.

وأشار ظريف خلال لقائه في نيويورك نظيره القبرصي ايوانيس كاسوليدس إلى أهمية زيادة المشاورات بين البلدين في ظل التهديدات المحتملة في المنطقة.

بدوره أكد وزير الخارجية القبرصي صوابية الرؤية الإيرانية فيما يتعلق بالإرهاب وضرورة التصدي له بشكل أساسي وقال: إن الأوضاع الراهنة في المنطقة مقلقة جدا وأن الدول التي حاولت بمختلف الأساليب والتدخلات تغيير الحكومات الشرعية لبعض الدول دعمت مجموعات معينة ما أدى إلى ترويج الارهاب وزعزعة الأمن في المنطقة.

وأشار كاسوليدس إلى المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة 5 زائد 1 معربا عن أمله بأن تؤدي إلى الحل المطلوب الذي يتضمن الحقوق الأساسية للشعب الإيراني.