حمص – سانا
تعتبر النوادي الصيفية الطليعية فرصة مميزة لرعاية مواهب الأطفال وصقلها وملء أوقات الفراغ بما هو مفيد ونافع لهم فضلا عن دورها في إيجاد بيئة طفولية آمنة يمارس الأطفال من خلالها الأنشطة المحببة لهم بما يساهم في استثمار أوقاتهم بشكل مفيد من خلال برامج تربوية وترفيهية متنوعة وهادفة حسب ميولهم ورغباتهم وفق مراحلهم العمرية.
وتعمل منظمة طلائع البعث خلال الصيف باستمرار على إقامة مثل هذه النوادي بهدف تنمية مواهب الطلاب ورعايتها وإكسابهم المهارات والخبرات الميدانية المختلفة وإثراء فن الحوار والتعامل مع الآخرين لدى الطلاب وترسيخ الانتماء الوطني والارتباط الوثيق في العلاقة بين أفراد المجتمع وفقا لأمين فرع طلائع البعث في المحافظة “معيوف الدياب”.
ويبين الدياب أن المنظمة كانت اعلنت بداية الشهر الماضي عن إقامة /60/نادياً صيفياً موزعاً في محافظة حمص وريفها شارك فيها مئات الطليعيين واستمرت لغاية بداية العام الدراسي الحالي مشيرا الى أن فعاليات هذه الأندية الترفيهية شملت إقامة نشاطات فنية كالرسم والموسيقا والرقص وثقافية في مجال توعية الطفل بالعديد من المجالات البيئية والصحية وتعليمية مثل الدورات في مجالات اللغة العربية والرياضيات والمعلوماتية فضلا عن النشاطات الرياضية التي تسهم في صقل مهارات الأطفال وتوسيعها خارج نطاق البيت والمدرسة.
ويشرف على هذه الأندية عدد من الكوادر التربوية والطليعية ومن طلاب كلية التربية والمعاهد المتوسطة للفنون والموسيقا الخاضعين لدورات تدريبية في مجال العمل الطليعي وكيفية التعامل مع الطفل وتلبية رغباته.
ويشير الدياب إلى دور النشاطات المتنوعة ولا سيما الرياضية في تنمية الوعي لدى الطفل ونشر الثقافة الرياضية وتصحيح سلوكياتهم الخاطئة ليعتاد ممارستها منذ الصغر بما يساعده على اكتساب بنية جسمية قوية وسليمة فيما النشاطات التثقيفية تسهم في إكسابهم القيم الوطنية والسلوكيات التربوية والإجتماعية والأخلاقية والمحافظة على الممتلكات العامة وترشيد الاستهلاك بجميع المجالات والتعاون والأمانة والصدق وتوعيتهم بمخاطر الانترنت وبعض الألعاب التي تحاول زعزعة القيم والأخلاق والتحريض على العنف والعدوانية.
ويلفت المشرف الطليعي في مركز الأنشطة الفنية بوحدة الشنية “فهد اسماعيل” إلى غنى المركز بالأنشطة الرياضية والموسيقية والفنية والمحاضرات الصحية والمسابقات الثقافية وإلى دورها في توعية الاجيال وتثقيفها بما يحاك لبلدها وتشجيعها على ممارسة هواياتها واكسابها قيم حب الوطن والاخلاص له وأهمية الشهادة في الحفاظ على سيادة الأوطان.
ويوضح اسماعيل أنه شارك في النادي الذي أقيم في وحدة الشنية 140 طليعياً وعدد من طلاب كلية التربية طوروا من خلاله خبراتهم وعرفوا زملاءهم بتجاربهم وملوؤا أوقات فراغهم بما هو نافع ومفيد مبينا اهتمام الأهالي بضم أطفالهم الى الأندية التي رؤوا فيها مكاناً مناسباً لتعليم الأطفال كل ما هو مفيد لاسيما في الريف الذي يفتقر إلى المراكز الرياضية والتعليمية والترفيهية.
وتشير مديرة مدرسة عكرمة المخزومي في قرية الشنية فاطمة الحسين الى انه تم استقبال نحو 500 تلميذ و تلميذة من أطفال الطلائع من المدرسة والمدارس المجاورة و توزيعهم بحسب فئاتهم العمرية الى مجموعات ومارس الاطفال باشراف المدربين والمشرفين الطليعيين مختلف هواياتهم الفنية في الرسم و الموسيقا والرياضة والغناء والعزف وغيرها لافتة الى انه يتم متابعة الموهوبين من خلال تشكيل فرق فنية و رياضية من الاطفال خلال النشاطات اللاصفية والطليعية طوال العام الدراسي بهدف تنمية مهاراتهم وابداعاتهم.
وتلفت المشرفة على رسومات الاطفال في مدرسة عكرمة المخزومي مي الجردة الى استضافة الاطفال لأقرانهم من السوريين المغتربين في المانيا مع ذويهم الذين تواصلوا مع المدرسة عبر صفحات التواصل الاجتماعي / فيس بوك/ و رغبتهم بمشاركة الاطفال لأوقات الصيف بمتعة و مرح في المدرسة بينما أسرهم تقضي عطلة الصيف مع الاهل والاحبة.
وعكست لوحات كل من جاد و ملحم كرم اللذين قدما من المانيا مع والديهما الى المدرسة المذكورة حبهما للطبيعة والوطن رسماها بالوان زاهية تبعث الامل بالنفوس كحلم الطفولة.
وتركز النشاطات الطليعية الترفيهية على خروج الاطفال من اجواء الازمة القاسية والعيش بكنف الطبيعة والانسان و الطفولة والوطن الجميل عبر لوحات و اشغال فنية عكست براءة الاطفال و طبيعة تفكيرهم العفوية الصادقة اضافة الى الاهتمام بمواضيع الصحة العامة كالابتعاد عن التدخين في البيت والمدرسة و انجاز لوحات الرسم على الزجاج واستعمال مختلف الادوات و الالوان و بقايا الطبيعة و البقايا الصناعية لتعويد الاطفال الاستفادة من توالف البيئة والصناعة وتحويلها الى لوحات فنية و اشكال ابداعية تزيد البيئة جمالا و بهدف غرس قيم المحبة و الجمال في نفوس الاطفال.
ويعبر عدد من الأطفال عن سعادتهم بالأنشطة التي نفذت في النوادي حيث لفتت الطفلة /بتول ديوب/إلى اكتسابها لبعض مهارات الرسم والتلوين خلالها بمساعدة المشرفين المختصين في حين بين الطفل /أسامة عيد/ دور المشرفين في حث الأطفال على ممارسة ما يرغبون من هوايات وإكسابهم أساسيات ممارستها .