لندن-سانا
كشفت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية أن السلطات الأميركية لم تحاول أبدا التواصل واستجواب مرافق الصحفي الأميركي ستيفن سوتلوف الذي كان برفقته عند اختطافه على يد تنظيم “دولة العراق والشام” الإرهابي ومن ثم مقتله وفوتت بذلك فرصة هامة للحصول على معلومات قيمة حول التنظيم الإرهابي.
وتساءلت الصحيفة عن السبب الذي جعل السلطات الأميركية تمتنع عن استجواب المرافق أبو بكر الذي عمل كمترجم لـ سوتلوف ويحمل الجنسية السورية وهو يمتلك معلومات قيمة حول مقتل الصحفي الأميركي وغيره من الرهائن الأجانب.
وأجرت شبكة سي إن إن الأميركية مقابلة مع أبو بكر أكد فيها “أن أحدا من الحكومة الأميركية لم يقم بالتواصل معي أو طرح الأسئلة علي أو التحقيق معي على الرغم من أنهم يستطيعون إيجادي بسهولة” مضيفا إنه يمتلك معلومات قيمة حول الجماعة التي اختطفتهما.
وبين أبو بكر الذي رفض إعطاء اسمه بالكامل أن عناصر من تنظيم “دولة العراق والشام” الإرهابي اختطفت سوتلوف وقامت بضربه مرارا على رأسه طالبين منه أن يغلق عينيه لافتا إلى أن المسؤولين الأمريكيين لم يتواصلوا معه على الرغم من أن أسرة سوتلوف على اتصال معه وبعلم الأجهزة الأمنية الأمريكية.
وفي معرض ردود الفعل قال باراك بارفي المتحدث باسم عائلة الصحفي الأمريكي القتيل إن “هذا أحد الأخطاء الكثيرة التي ارتكبتها الولايات المتحدة”.
وأشار أبو بكر إلى أن عملية اختطاف سوتلوف لم تستغرق أكثر من 30 دقيقة بعد دخوله سورية عبر الحدود التركية لافتا إلى أن المسؤولية تقع على عاتق مسلح على الحدود السورية التركية والذي قام بخيانة سوتلوف.
وتابع أبو بكر: “إن عناصر تنظيم /داعش/ اختطفته وسوتلوف مع أشخاص آخرين إلى معمل للنسيج في ضواحي حلب حيث كانت المرة الأخيرة التي شاهده فيها مضيفا أنه تم إطلاق سراحه بعد 15 يوما فيما اقتيد سوتلوف إلى الرقة التي يسيطر عليها عناصر التنظيم”.
ولفتت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة تستعد لضرب تنظيم “داعش” الإرهابي في العراق وسورية وسط معلومات غير مؤكدة عن عدد الرهائن الغربيين المختطفين من التنظيمات الإرهابية المسلحة هناك.
وفي وقت سابق أكد المتحدث باسم عائلة الصحفي الأمريكي أن إحدى المجموعات المسلحة التي توصف في الغرب بالمعتدلة باعت الصحفي الأمريكي للتنظيم المذكور الذي قام بقطع رأسه ونشر فيديو عملية الإعدام الوحشية على شبكة الانترنت.
وأوضح بارفي في لقاء مع شبكة سي إن إن الأمريكية أن عملية بيع سوتلوف لتنظيم “داعش” الإرهابي جرت في منطقه حدودية في سورية بمبلغ يتراوح بين 25 إلى 50 ألف دولار، مشيرا إلى أنه حصل على هذه المعلومات من أحد عناصر هذه “المجموعة المسلحة المعتدلة “.
وكانت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما خصصت ملايين الدولارات لتدريب من يطلق عليهم مسمى” المعارضة المسلحة المعتدلة ” لتواصل بشكل فاضح تجاهل حقيقة أنها المسؤولة الأولى عن انتشار الإرهاب في سورية عبر تقديمها الدعم المادي والسياسي والعسكري إلى جانب دول الاتحاد الأوروبي ودول بينها تركيا والأردن وقطر والسعودية للتنظيمات الإرهابية.
يذكر أن إرهابيي تنظيم “داعش” تبنوا مطلع الشهر الجاري في شريط فيديو بث على الإنترنت قطع رأس الصحفي الأميركي سوتلوف.