ريف دمشق-سانا
على مدار أربعة أيام احتضنت مدينة بلودان مهرجان بلودان السياحي 2017 الذي اختتمت فعالياته الليلة الماضية بمشاركة الآلاف من السوريين الذين قدموا من دمشق والمناطق المحيطة بها تعبيرا عن فرحتهم وسعادتهم بالأمن والأمان الذي عاد بفضل تضحيات بواسل الجيش العربي السوري.
وخلال حفل استثنائي قدم كل من الفنانين أذينة العلي وكنانة القصير وجهاد الأمير بقيادة المايسترو هادي بقدونس باقة من أجمل الأغاني الوطنية والتراثية والفلكلورية التي اشعلت المسرح وبثت الفرح والبسمة على وجوه الجمهور وأعادت نبض الحياة للمنطقة.
وتخلل الحفل تكريم أصحاب المنشآت السياحية الذين تكمنوا من فتح مطاعمهم رغم الظروف الصعبة حيث لفت نصر منصور صاحب مطعم الأطلال إلى أنه كان حريصا على استئناف نشاط مطعمه رغم كل الصعوبات في وقت قياسي وبدأ باستقبال الزائرين في وقت قياسي بفضل جهود الحكومة وإنجازات الجيش العربي السوري بينما أكد المهندس عصام موسى صاحب مطعم النزيه أن ما يعيشه أهالي المنطقة هو بمثابة حلم كونهم لم يتوقعوا هذه الحشود الكبيرة التي قصدت بلودان من كل المناطق للمشاركة في المهرجان الذي كان بغاية الروعة ما ساعد في تنشيط الحركة السياحية منوها بالجهود التي قامت وزارة السياحة ومحافظة ريف دمشق بها لإظهار المهرجان على هذه الصورة.
وأكد جمال مورة صاحب سناك مورة أنه طوال فترة الأزمة لم يغلق مطعمه وهذا كان تحديا للإرهاب لافتا إلى أن مدينة بلودان كانت درع دفاع وطني لدعم الجيش العربي السوري وبقيت صامدة منوها بالجهود والأعمال الكبيرة التي أنجزتها وزارة السياحة والمحافظة خلال فترة قصيرة لإطلاق المهرجان بهذا الشكل اللائق والراقي.
وأشار نجيب مورة صاحب مطعم حدائق مورة إلى أن مطعمه كان مخربا نتيجة استهدافه بالقذائف لكنه أصر على ترميمه بسرعة وفتح المطعم لمواكبة ما تقوم به الحكومة من جهود لإنعاش السياحة في المنطقة مجددا.
وفي تصريحات لـ سانا أكد العشرات من المواطنين أن المهرجان كان بمثابة عرس جماهيري شاركت فيه مختلف الفعاليات الثقافية والفنية والرياضية لإعادة الحياة الطبيعية للمنطقة والتأكيد للعالم أن سورية وشعبها أصحاب تاريخ وحضارة لا يمكن محوها رغم الإرهاب والحصار ووصف الشاعر كرم نصار من بلودان المهرجان بأنه لوحة فنية تتخللها جميع الألوان والأطياف وقال “ما بدي قصور وزينة وخزنة جوهر تغنيني.. نسمة رقيقة ونقطة مي من بلادي بتكفيني” معبرا عن سعادته بعودة الألق السياحي مجددا لبلودان.
ووجه حمد عثمان من قرية الروضة في الزبداني تحية كبيرة للجيش والقيادة لما قدموه لهذه المنطقة لتعود أفضل مما كانت عليه آملا بأن يعم الخير جميع انحاء سورية كما عبرت المواطنة عبير السعدي من دمشق عن فرحتها الكبيرة لاستعادة الحياة الطبيعية لبلودان وانطلاق هذا المهرجان الذي أعاد البهجة والفرحة لقلوب الناس متمنية بأن يعم الفرح قريبا جميع أنحاء سورية وأكدت رابعة حلواني من دمشق أن بلودان اليوم في غاية الروعة وتدعو الجميع لزيارتها فيما عبر عدد من الشابات والشبان عن سعادتهم الكبيرة بعودة الأفراح مجددا إلى دمشق وريفها.
إلى ذلك أشار عضو المكتب التنفيذي في محافظة ريف دمشق عن قطاع السياحة بسام قاسم في تصريح مماثل إلى أن الحضور الجماهيري للمهرجان كان منقطع النظير وفاق كل تصور وقال إن “الجميع تخطوا حاجز الخوف وأتوا ليعبروا عن سعادتهم وفرحتهم الكبيرة بعودة السياحة والمهرجانات السياحية التي توقفت منذ ست سنوات” لافتا إلى أن المواطنين بدؤوا يشعرون بطعم الأمن والأمان والسلام والمحبة والتكاتف والتآلف الجماهيري خلال الأيام الثلاثة الماضية ونظرا للإقبال الكبير للمهرجان تم تمديده ليوم رابع.
من جانبها أكدت الفعاليات الاقتصادية المشاركة في معرض “صنع في سورية” المرافق للمهرجان أهمية مشاركتهم في المهرجان وقالت إنه “خطوة مهمة” لانعاش المنطقة اقتصاديا حيث لفت نبيل ايوب من شركة ساندي للمنظفات إلى أن المعرض كان ناجحا بكل المقاييس وأكد محمد عبد العزيز مدير التسويق في مجموعة شاهين التفاح الأخضر أنه يشارك في مختلف المعارض التي تقيمها غرفة الصناعة وكان حريصا على المشاركة في معرض بلودان لأهمية هذه المدينة التي بدأت في استعادة عافيتها.
وبين محمد صادق شيخ حدادين من شركة توليدو للتجارة والصناعة أن بلودان ستكون سوقا جديدا لهم سيما وأن لديهم الكثير من المنتجات الغذائية الجديدة مشيرا إلى أن الشركة خصصت الكثير من العروض لأهالي بلودان والزائرين فقط واكد محمد الحافي من شركة بن الحموي ستي كافيه أن مشاركته في معرض بلودان تأتي لاكتشاف المنطقة والاطلاع على أذواق الناس وخاصة أن المنطقة كانت مغلقة لمدة طويلة مؤكدا أن المعرض فتح آفاقا جديدة أمام منتجهم وخاصة أن الإقبال كان مفاجئا وحقق نسبة مبيعات كبيرة.
وقبل بدء الحفل الفني أكد وزير السياحة المهندس بشر يازجي في تصريح للصحفيين أن بلودان كانت نموذجا يحتذى لاحتضانها هذا المهرجان مشيرا إلى أنه استقطب نحو 19 ألف زائر خلال الأيام الثلاثة الماضية وهذه رسالة مهمة للعالم تؤكد أن الشعب السوري لا تقهره الصعاب وبدأ في من جديد في بناء سورية.
ولفت يازجي إلى أن تكريم اصحاب المنشآت السياحية الذين كانوا سباقين في افتتاح منشآتهم واستقبال الحشد الكبير من الزائرين كان مشجعا لتنشيط المنطقة سياحيا.
وزير التعليم العالي الدكتور عاطف النداف أشار في تصريح مماثل إلى أن عودة الحياة اليوم إلى الريف الغربي لدمشق وخاصة لمنطقة بلودان من خلال المهرجان أتت نتيجة الجولات والاجتماعات التي عقدتها اللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة شؤون المنطقة وقال إن “الإقبال الكبير الذي شهده المهرجان كان لافتا وفاق كل التوقعات وهذا كله بفضل تضحيات الجيش العربي السوري والقوات المسلحة”.
من جانبه بين محافظ ريف دمشق المهندس علاء منير ابراهيم أن عودة الأمن والأمان الى بلودان اسهمت في عودة الفرح لقلوب الناس ولاسيما أن المهرجان استقطب الآلاف من المواطنين الذين نفضوا غبار الحرب عنهم وأتوا للمشاركة في انتصارات الجيش لأن ما نشهده اليوم هو انتصار لسورية.
وأوضح أمين فرع ريف دمشق لحزب البعث العربي الإشتراكي الدكتور همام حيدر أن أهمية مهرجان بلودان تكمن في الرسالة التي يقدمها للعالم أجمع بأن الشعب السوري صامد وسينتصر على الإرهاب التكفيري بفضل تضحيات الجيش العربي السوري التي لم ولن تذهب هدرا.
بدوره أكد قائد شرطة ريف دمشق اللواء عصام شحادة الحلاج أن إرادة الحياة لدى الشعب السوري لا يمكن ان تهزم لافتا إلى أن الإجراءات التي اتخذت هي استكمال لما قدمه الأهالي وجاءت لتعزيز وترسيخ سيادة القانون.
وكان مهرجان بلودان الذي تنظمه وزارة السياحة مع محافظة ريف دمشق انطلق يوم الخميس الماضي بفعاليات ونشاطات ثقافية وترفيهية وفنية ورياضية بمشاركة شعبية واسعة.
سفيرة اسماعيل