موسكو-سانا
اعتبر المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف دراسة الكونغرس الأمريكي لمشروع قرار حول فرض عقوبات جديدة على روسيا “خطوة غير ودية للغاية” لافتا إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين سيحدد الرد الروسي على هذه العقوبات.
وقال بيسكوف في تصريح للصحفيين اليوم “إن الكرملين لن يصدر في الوقت الراهن أي تقييمات جوهرية حول مشروع القانون الذي تبناه مجلس النواب الأمريكي أمس وسيضع موقفه بشكل نهائي بعد دراسة دقيقة لنص القانون”.
وأضاف بيسكوف “يمكننا القول إنه خبر مؤسف جدا فيما يخص وضع العلاقات الروسية الأمريكية وآفاق تطويرها كما أنها أخبار مدمرة من وجهة نظر القانون الدولي والعلاقات الاقتصادية الدولية”.
كما أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو لن تترك العقوبات الأمريكية الجديدة ضدها بلا رد مبينة أن هذه الخطوة الأمريكية تدمر آفاق تحسن العلاقات الثنائية بين البلدين.
ونقلت وكالات روسية عن سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله اليوم إن “موسكو واثقة من موافقة مجلس الشيوخ الأمريكي قريبا على مشروع قانون تبناه مجلس النواب أمس بشأن فرض عقوبات جديدة ضد إيران وبيونغ يانغ وروسيا إضافة إلى إضفاء صفة القانون على العقوبات السابقة التي تم فرضها بأوامر تنفيذية صادرة عن الرئيس الأمريكي”.
وشدد ريابكوف على أن هذا المشروع لا يترك أي مجال لتطبيع العلاقات الروسية الأمريكية في المستقبل المنظور موضحا أن موسكو كانت حذرت الجانب الأمريكي عشرات المرات من أن مثل هذه الخطوات لن تبقى دون رد.
وأقر مجلس النواب الأمريكي الليلة الماضية مشروع قانون يفرض عقوبات جديدة على كل من روسيا وإيران وكوريا الديمقراطية وهو يتيح فرض عقوبات على شركات أوروبية تعمل في قطاع الطاقة في روسيا كما ينص على آلية غير مسبوقة حيث يمنح النواب الحق في التدخل في حال قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعليق العقوبات المفروضة حاليا على روسيا.
ولفت ريابكوف الى ان هذه الخطوات لا تتوافق مع العقل السليم قائلا إن “معدي وممولي هذا المشروع يخطون خطوة كبيرة نحو تدمير آفاق تطبيع العلاقات مع روسيا”.
واعتبر نائب وزير الخارجية الروسي أن تبني هذا المشروع جاء بقرار اتخذ بكامل الإرادة من جانب أعداء روسيا الذين أطلقوا لأنفسهم العنان نهائيا محذرا من انه انطلاقا من ذلك فإن موسكو ستنظر إلى أمريكا اليوم وقال إن “واشنطن هي مصدر الخطر ويجب أن نفهم ذلك وأن نعمل انطلاقا من هذا الفهم بشكل متزن وعقلاني وبهدوء”.
وفي الوقت نفسه أكد ريابكوف أن موسكو لن تنجر وراء العواطف وستواصل البحث عن صيغ للتوصل إلى حل وسط حول المسائل التي تهم روسيا والولايات المتحدة على حد سواء ومنها محاربة الإرهاب وانتشار أسلحة الدمار الشامل.
موسكو: ردنا على العقوبات سيكون مؤلماً للأميركيين
إلى ذلك أكد رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشوف أن رد روسيا على العقوبات الجديدة التي أقرها مجلس النواب الأيركي ضدها وفيما يخص مسألة الأملاك الدبلوماسية الروسية “سيكون مؤلما” للأميركيين.
وصوت مجلس النواب الأميركي الليلة الماضية بأغلبية لصالح فرض عقوبات جديدة على روسيا وإيران وكوريا الديمقراطية ويتعين أن يوافق مجلس الشيوخ على هذا التشريع قبل إرساله إلى البيت الأبيض ليوقعه الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وذكرت وكالة سبوتنيك الروسية أن كوساتشوف كتب على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك إن “روسيا تحضر ردة فعل رسمية على قانون العقوبات الأميركية الجديدة ضدها وما يخص مسألة الأملاك الدبلوماسية الروسية” مضيفا أنه لا محال من “التحضير لردة فعل لن تكون متكافئة فقط بل مؤلمة للأميركيين بسبب القانون والإجراءات المتعلقة بالمباني والدبلوماسيين وغيرها”.
بدوره انتقد رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الدوما ليونيد سلوتسكي اقرار مجلس النواب الأميركي العقوبات ضد موسكو محذرا من أنه “يقوض بشكل خطير إمكانية استعادة العلاقات الروسية الأميركية”.
ونقلت تاس عن سلوتسكي قوله إنه “مما لا شك فيه أن هذه العقوبات الموسعة من شأنها تقويض إمكانية استعادة العلاقات الروسية الأميركية وتعقيدها في المستقبل المنظور وفي الوقت نفسه فإن إمكانية القيام بمناورات دبلوماسية لفك العقدة المستعصية في الحوار الروسي الأميركي تم تخفيضها الى الصفر تقريبا”.
وحذر سلوتسكي من أنه “في حال وقع الرئيس الاميركى هذه العقوبات فانها ستكون الاكثر تعقيدا وتوسعا منذ عام 2014 وسيطال تأثيرها الدول الأخرى التي تتعاون مع روسيا في قطاع الطاقة مناقضا بذلك الأعراف والقوانين الدولية كما انه ينتهك استقرار وامن الطاقة في أوروبا”.
وأعرب سلوتسكي عن أمله في أن “ترد المفوضية الأوروبية بالشكل الملائم قريبا وألا تدعم العقوبات الأميركية التي يتم املاؤها عبر المحيطات” مشددا على أن “الوقت حان حتى تبدأ بروكسل في تنفيذ سياساتها الخاصة بدلا من الرقص على ألحان واشنطن وإطاعة تعليماتها في تحديد من يجب أن يكون صديقا معها ومع من يجب ان تتاجر معها”.
وكان الاتحاد الأوروبي دعا في الـ 23 من تموز الماضي واشنطن إلى عدم إقرار أي عقوبات اقتصادية جديدة ضد روسيا من جانب واحد قد يكون من شأنها الأضرار بالاقتصاد الاوروبي حيث أدانت كل من المانيا والنمسا بشدة الأسبوع الماضي قرار العقوبات الاميركية الجديد ضد موسكو وقالتا في بيان مشترك أن هذا الإجراء يضيف “سمة جديدة وسلبية للغاية على العلاقات الأوروبية الأميركية” وأنه “لا يمكن القبول بالتهديد بعقوبات خارج الحدود ضد الشركات الاوروبية التي تسهم فى توسيع موارد الطاقة الاوروبية بشكل يعد انتهاكا للقانون الدولي”.
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: