القاهرة-سانا
واصلت الولايات المتحدة تجاهل دورها في تنشئة الإرهاب ودعمه وتوجيهه حيث اعتبر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن “التهديد الإرهابي في المنطقة قد يتحول إلى تهديد إرهابي للعالم برمته” مضيفا “هذا ينطبق على تنظيم “داعش” الذي لا يعرف شره وعنفه أي حدود”.
وقال كيري في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري سامح شكري في القاهرة اليوم إن الاجتماعات التي أجراها في الآونة الأخيرة مع عدة دول “تهدف جميعها لمناقشة الجهد العالمي والدولي لمواجهة تنظيم “داعش” واستمرار الحرب ضد الإرهاب” مضيفا “لن يكون هناك مكان للتنظيمات الإرهابية كتنظيم “داعش” في العالم”.
وبما يدل على انفصال الإدارة الأمريكية الحالية عن الواقع واستمرارها بتجاهل مسألة التنسيق مع دول المنطقة في مواجهة الإرهاب زعم كيري أن بلاده “جاهزة ومستعدة للعمل مع كل الدول من أجل المساهمة في وقف تقدم الإرهاب”.
وأشار وزير الخارجية الأمريكي إلى أن مواجهة تنظيم “داعش” الإرهابي عسكريا لا تكفي بل يجب العمل على “تجفيف منابع تمويل الإرهاب ووقف تدفق المقاتلين الأجانب وانضمام المزيد من الدول إلى التحالف في مواجهة الإرهاب وتوزيع المسؤوليات عليها” دون أن يكلف نفسه عناء الخوض في أسماء الدول الراعية والداعمة والممولة للإرهاب العالمي وعلى رأسها السعودية وتركيا.
ولفت كيري إلى الدور الذي تلعبه مصر في مواجهة الفكر المتطرف وقال إن “الولايات المتحدة تخوض مع مصر معركة مشتركة ضد الإرهاب والتطرف” معتبرا أن مصر في مقدمة الدول التي تواجه تهديدات المجموعات المتطرفة ولذلك فإن الولايات المتحدة أعلنت الشهر الماضي أنها ستقدم لمصر 10 مروحيات أباتشي لمواجهة الإرهاب.
من جهته أكد وزير الخارجية المصري أن مصر تدعم كل الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب وتعمل على اتخاذ الإجراءات التي تؤدي إلى القضاء على تنظيم “داعش” الإرهابي “سواء كان في القارة الإفريقية أو العراق أو ليبيا أو غيرها من الدول”.
وأوضح شكري أن الفكر الذي يجمع التنظيمات الإرهابية واحد وأن مصر ترصد العلاقات بين هذه التنظيمات مضيفا إن “خطورة الفكر المتطرف تكمن في أنها تعبر حدود الدول وتعمل على دحر فكرة الكيان القومي في الأوطان وإزالة هذه الدول من الوجود”.
ولفت شكري إلى أن القضاء على الإرهاب هو مسؤولية جماعية لجميع أعضاء المجتمع الدولي مؤكدا وجوب أن “يكون هناك تفاهم وتوافق وتنسيق بين جميع الدول للقضاء على الإرهاب في أي مكان كان واتخاذ خطوات صادقة لمنع كل أشكال تمويل الإرهاب والتواصل بين التنظيمات الإرهابية”.
ويقوم كيري بجولة في المنطقة وأوروبا بهدف بناء “تحالف” مزعوم لمواجهة تنظيم “داعش” الإرهابي في الوقت الذي يتضح فيه بشكل أكبر عدم جدية الولايات المتحدة في مواجهة الإرهاب حيث تضاربت مؤخرا التصريحات بين كيري نفسه والإدارة الأمريكية حول مسألة ما إذا كانت “الولايات المتحدة في حالة حرب ضد تنظيم داعش” أم لا.