ما جديد هيئة الكتاب؟

دمشق-سانا

يضم كتاب “الأعمال النقدية في السرد الروائي” للدكتور نضال الصالح مسيرة الناقد الصالح مع الرواية العربية في أربعة مؤلفات صدرت له في هذا المجال بين عامي 2000 و 2004 .

الكتاب الذي صدر حديثا مجلده الأول عن الهيئة العامة السورية للكتاب يحتوي على كتب “المغامرة الثانية.. دراسات في الرواية العربية” و”النزوع الأسطوري في الرواية العربية المعاصرة” و”معراج النص.. دراسات في السرد الروائي” و”نشيد الزيتون.. قضية الأرض في الرواية العربية الفلسطينية”.

وكتب الصالح في مقدمة الكتاب.. “في هذه الأعمال والمؤلفات النقدية الخاصة بالسرد الروائي أنا كما شئت أن أكون وكما يجب أن أكون منحازاً للنص لا للشخص ومخلصاً لشرف الكلمة لا لثقافة السوق ومعنياً بالحقائق لا بالاستعارات” مشيرا إلى أنه رغم ردود الأفعال السلبية لبعض الكتاب ممن تناول نصوصهم في هذه المؤلفات ظل “مخلصا لشرف الناقد وضميره”.

وظهر عبر صفحات الكتاب بمؤلفاته الأربعة أسلوب النقد الصارم الذي ذهب إليه الصالح بشقيه الإيجابي والسلبي ليكون الكتاب عصارة نقد تحتاجه الساحة الثقافية مقدما صورة عن الأدب العربي بشكل عام والسوري بشكل خاص ولا سيما أن النقد الطاغي على الأدب حاليا يميل للعرض والطرح المباشر.

ويتعامل الصالح نقديا كما هو واضح في الكتاب مع مختلف المدارس الأدبية في كتابة الرواية بما فيها تلك التي تصنف ضمن خانة الانسياق مع الفكر الغربي أو الدخيل على منطقتنا.

ويقدم الصالح في الفصل الأول من الكتاب الذي احتوى على “المغامرة الثانية.. دراسات في الرواية العربية” ما سماه معاينة لتسعة نصوص روائية ينتمي كتابها إلى أقطار عربية مختلفة وإلى أجيال وتجارب متعددة ومتفاوتة تعود معظمها لتسعينيات القرن الماضي ما عدا رواية “المغمورون” للأديب الراحل عبد السلام العجيلي مبينا انه اعتمد في دراسته على فكرة أن الممارسة النقدية مغامرة ثانية في حقل مغامرة أولى هي الممارسة الإبداعية.

أما في الفصل الذي ضم كتاب “النزوع الاسطوري في الرواية العربية المعاصرة” فيتناول عبره الصالح استلهام الروائيين العرب للأسطورة كإنجاز نوعي للخطاب الروائي العربي منذ ستينيات القرن الماضي لتشمل الدراسة الروايات الصادرة بين عامي 1967 و 1992 .

ويركز الفصل الذي احتوى كتاب “معراج النص.. دراسات في السرد الروائي” على الرواية السورية ضمن مكونها السردي حيث قدم الصالح دراسة لثلاثة عشر نصا روائيا ينتمون لأجيال أدبية مختلفة ورؤى فكرية متعددة.

وخصص الكتاب فصله الأخير لعرض كتاب “نشيد الزيتون.. قضية الأرض في الرواية العربية الفلسطينية” حيث عمل الصالح على إظهار انعكاس القضية الفلسطينية بمختلف أبعادها على الأدب الروائي الفلسطيني خلال الفترة ما بين “1965 انطلاقة الكفاح الفلسطيني المسلح وبداية الغزو الإسرائيلي عام 1982”.

وعبر دراساته النقدية اختار الصالح عددا من الشخصيات الروائية الماثلة بشكل واضح على الساحة الثقافية والتي أراد من خلالها ان يبين ما يريده من رؤى نقدية وثقافية وأدبية تقدم ما هو جديد في عالم النقد الأدبي ولاسيما في العصر الراهن.

المغمورون وجسر بنات يعقوب وقبل الرحيل وروايات أخرى تدخل في مجال التصدي لمنظومات معادية لم يتطرق إليها النقد بشكل حقيقي حيث أظهر الصالح ما تريده هذه الروايات في مضامينها الفكرية والوطنية والاجتماعية فقدمت رواية “المغمورون” لعبد السلام العجيلي حالات إشكالية من عالم المؤلف والعوالم الأخرى بعين المؤلف.

على حين يسلط الصالح أضواء منهجه النقدي على رواية جسر بنات يعقوب لمؤلفها حسن حميد والتي جاءت بموهبة إبداعية تضيف سمة جديدة إلى التجارب الروائية لاسيما القلق الجمالي المعبر عن طموح الكاتب.

وفي الوقت عينه غطى الصالح الجوانب الشاملة التي ذهبت إليها الرواية العربية في مواضيع تفتقدها الرواية اليوم متناولا مؤلفين تحتاج الثقافة العربية أن تعرف عنهم الكثير كصنع الله ابراهيم صاحب رواية اللجنة وتوفيق الحكيم صاحب رواية عودة الروح متجها في ذلك إلى تحريض المثقف العربي ليتقدم بشكل واع إلى مراجعه الثقافية التي تشكل معادلا موضوعيا مهما في بناء شخصيته الثقافية.

ويهتم الصالح بفكرة التنوير في الرواية العربية ليعرف بالدور الذي نهضت به بواكير الجنس الروائي العربي في حركة التنوير العربية وصولا إلى استجلاء الإرهاصات الأولى لهذه الحركة كما تتجلى في أعمال الروائيين العرب الرواد مثل رواية غابة الحق فرنسيس مراش.

الكتاب الذي شمل كل الأسس النقدية التي تتصدى للمتاهات المهددة للرواية العربية والسورية يقدم خدمة للرواية العربية بشكل عام والسورية خاصة عبر توثيق نقدي وعابر للنص للحركة الروائية في نصف قرن.

وعن رأيه بإصدار هذا الكتاب قال الروائي الدكتور حسن حميد “طبع الأعمال الكاملة للدكتور نضال الصالح في مجال النقد الأدبي هو بمثابة جائزة كبرى له ولأبناء جيله من أدباء ونقاد عقد الثمانينيات وهو تحقيق لواحد من الأحلام الكبرى التي علمنا بها نحن أبناء ذلك الجيل ولاسيما أن هذه الأعمال الكاملة بما تتضمنه من دلالات أدبية ومعنوية تعبر عن العين النقدية الحساسة والموشورية للناقد الصالح وتجسد حلما أدبيا للأدب السوري برمته”.

أما مدير التأليف في الهيئة العامة للكتاب نذير جعفر فقال.. “يعد كتاب الأعمال النقدية في السرد الروائي للدكتور نضال الصالح إنجازا مهما في المشهد النقدي العربي كونه يتناول عددا كبيرا من الروايات السورية والعربية في مضامينها وتقنياتها الفنية نظرية وتطبيقا” معتبرا أن الكتاب سيكون بمثابة مرجع لكل طلاب الدراسات العليا وللمشتغلين في النقد التطبيقي.

محمد خالد الخضر وسامر الشغري

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency