حمص-سانا
فيلم “مطر حمص” للمخرج جود سعيد كان خيار القائمين على مهرجان سينما الحرب ليفتتحوا بهذا الفيلم عروض المهرجان الذي يستضيفه مسرح دار الثقافة بحمص.
المهرجان الذي تنظمه المؤسسة العامة للسينما ومديرية ثقافة حمص شهد في أول ايامه حضورا من مخرج وأبطال “مطر حمص” ليشهدوا العرض الجماهيري الأول لهذا الفيلم الذي صورت مشاهد عديدة منه في مدينة حمص قبل عامين.
وتدور أحداث فيلم “مطر حمص” داخل المدينة القديمة في الفترة ما بين شباط وأيار من عام 2014 ويتحدث عن شخصيات حوصرت من قبل الإرهابيين في حمص القديمة جمعتها قساوة الظروف لتجعل منها عائلة واحدة تتحدى الألم والمعاناة.
وفي تصريح لسانا أشار مخرج الفيلم جود سعيد الى ان مطر حمص اختير ليكون فيلم افتتاح المهرجان لانه يتناول خصوصية مدينة حمص في لحظة تاريخية معينة ويروي قصة مجموعة من العوائل الحمصية التي بقيت ضمن المدينة وعاشت تجربة فريدة من نوعها لافتا الى أن الفيلم هو محاكاة لهذه التجربة.
وأضاف سعيد: “هذا العرض اهداء لمدينة حمص وهو يتزامن اليوم مع خلو المدينة من السلاح غير الشرعي” مبينا أن المهرجان خطوة ايجابية يجب أن تتبعها خطوات اخرى لتفعيل الفن السابع منها البدء بترميم صالات السينما بحمص واعادة وضعها بالخدمة لتحريك النشاط الثقافي والمعرفي ضمن مدينة تنهض اليوم من الحرب فالسينما برأيه “نوع من تمرين الروح على اللاعنف وهي غذاء معرفي للعقل وطقس لالتقاء الناس مع بعضهم البعض”.
وفيما يتعلق بالأفلام التي انتجت في سورية اليوم وتتناول الحرب السورية أوضح سعيد أنها وجهة نظر يحق للسينمائيين ان يعبروا عنها فيما جرى بوطنهم وكيف يرون الازمة ويعيشونها ومن ثم نقل وجهة النظر هذه إلى الناس ضمن قالب فني لتكون وثيقة وشاهدا على ما جرى ومن هنا تأتي أهمية المهرجان”.
وأوضح المخرج أن “مطر حمص” تم تصويره مباشرة بعد خلو مدينة حمص القديمة من السلاح والمسلحين واستغرق تصويره حوالي 100 يوم وصور بفترة زمنية قريبة جدا من الفترة التي يحاكيها وهو من إنتاج مؤسسة السينما و”ادمس برودكشن” عام 2017.
بدوره وجه الفنان أيمن زيدان كلمة لجمهور حمص قبل بدء العرض جاء فيها “افسحوا المجال للسينما كما اتمنى أن تبقى السينما السورية بخطوات ثابتة للأمام” معتبرا “أن الضوء بدأ يلوج بالأفق وعلينا أن نفتح له منافذ قلوبنا ليعود وينير أرواحنا ونعود كما كنا سوريين مثيرين للدهشة”.
وبين الممثل حسين عباس في تصريح لسانا أن الفيلم يحكي وجع حمص ويرصد فترة تاريخية مهمة من حياتها موضحا أنه يؤءدي دور الاب ايليا الذي كان محاصرا من قبل التنظيمات الارهابية المسلحة داخل حمص القديمة ورفض الخروج وبقي فيها حتى النهاية هو ومجموعة من الاشخاص.
ولفت عباس إلى أن الفيلم يحكي عن هؤءلاء الاشخاص والعلاقات الجديدة التي تربط بينهم وتأقلمهم ضمن هذه الظروف وتفاصيل حياتهم اليومية من طعام وشراب ويتضمن بعض المواقف الكوميدية.
بدورها بينت الممثلة لمى الحكيم أن عرض الفيلم بمدينة حمص رهان كبير بالنسبة للممثلين يظهر من خلاله مدى تفاعل المعنيين مع هذا الفيلم معربة عن أملها بأن يكون “مطر حمص” لامس ولو جزءا بسيطا من وجع أهالي حمص وتجسيد الواقع الذي عاشوه معتبرة ان سينما الحرب توثيق سيبقى بذاكرة الناس وتتطلب الامانة بنقل الصورة الحقيقية.
وبين عدد من الحضور في تصريحات مماثلة ان الفيلم لامس وجع اهالي المدينة وحرك مشاعر الألم والمعاناة التي عاشوها خلال فترة صعبة من الصعب محوها من الذاكرة بينما تحمل نهاية الفيلم جرعة من الامل بحاضر ومستقبل أفضل يحلم به الجميع ويستمر المهرجان حتى يوم الخميس القادم بعرض أفلام عند الساعة السادسة مساء على مسرح دار الثقافة بحمص.