دمشق-سانا
حمل التشكيلي الدكتور بطرس المعري نتاجه الفني الذي انجزه خلال العامين الماضيين معه من ألمانيا لجمهور دمشق ليحط رحاله مساء اليوم في صالة تجليات للفن التشكيلي حيث اختار لهذا المعرض عنوان “دكانة ابو ماتيس”.
المعرض لم يخرج في مجمل أعماله عن الخط الفني المعروف للمعري والمعتمد على اللوحة التعبيرية التراثية بمفرداتها الفنية والمصاغة وفق رؤية تشكيلية حداثوية تخلط التفاصيل الحياتية الدمشقية بالأفكار العميقة في مضمونها والبسيطة في شكلها مستخدما في أغلبها الكلمات والعبارات الشعبية لإيصال المبتغى منها.
وجاءت الأعمال الخمسة والثلاثون متنوعة من حيث الحجوم بين الصغير والمتوسط والكبير فكانت اللوحات الصغيرة اقرب لفن الكوميكس أو الكاريكاتير والتي لا تخلو من النقد والتهكم حيث سماها بياع الذرة وحملت مواضيع متعلقة بالحرب على سورية ومنعكساتها الاجتماعية والاقتصادية على الناس كما نشاهد في اللوحات الأكبر مواضيع طريفة ومن الحياة الدمشقية مثل لوحة كيوبيد الدمشقي او مجموعة شامنا فرجة ولوحة اسعد الوراق وغيرها والتي طغى على أغلبها اللونان الأبيض والأسود مع تفاوتات الرمادي في صياغتها لإعطاء الأثر المظلم للحرب على حياة دمشق وأهلها مستفيدا من تخصصه الفني الأساسي في الغرافيك.
اللوحات التي جاءت بتقنية الأكريليك على قماش وأحبار والوان على ورق وفي بعضها دخل الكولاج جاءت كأسرة لنمطية العمل التشكيلي عادة وانتمائه في الأغلب لإحدى المدارس الفنية الكلاسيكية أو الحديثة المعروفة مما يحسب للمعري ويلقي الضوء على تجربته الفنية من جديد حيث سعى عبر سنوات عمله الفني لتقريب اللوحة من عامة الناس وكسر الحواجز بينها وبين المتلقي لتكون توليفة فنية بصرية تعبر عن الناس بقالب تشكيلي حداثوي قادر على ترك الاثر وايصال الفكرة دون ابتذال او استسهال.
وعن عنوان المعرض قال التشكيلي المعري في تصريح لسانا: “عنوان دكانة ابو ماتيس جاء لتنوع الاعمال الفنية التي يتضمنها المعرض من ناحية المواضيع وهو استكمال لما بدأته في معرض بيروت العام الماضي في محاولة لكسر رهبة الذهاب لمعرض فني ثقافي امام الجمهور ولتكون دعوة للجميع للحضور ومشاهدة الأعمال التي تتحدث عن الانسان السوري ويومياته من حزن وفرح واحلام وعن مدينة دمشق بكل ألقها وما تعانيه وكل ذلك لتكون اللوحة اقرب للانسان وفي متناول عقله ووجدانه ويده”.
وتابع التشكيلي المعري: “المعرض يأتي مساهمة في النشاطات الثقافية التي تقام في دمشق والتي تعتبر فعلا يقارع الدمار وبشاعة الحرب” مبينا أن في النشاط الفني والثقافي حياة ودمشق تستحق أن تبقى حية على مدار الساعة كما يستحق شبانها جهدا صغيرا مثل هذا المعرض.
ولفت المعري إلى أن هدف المعرض هو إطلاع الجمهور السوري على أعماله التي أنجزها خلال العامين الماضيين بغض النظر عن حالة الاقتناء والبيع المتوقفة نوعا ما في السوق الفنية السورية والتي لا تعتبر أولوية بالنسبة له.
والفنان بطرس المعري من مواليد دمشق عام 1968 حاصل على الإجازة في الفنون الجميلة قسم الحفر عين معيدا في كلية الفنون الجميلة عام 1995 وحصل على دبلوم الدراسات المعمقة DEA من فرنسا وبعدها شهادة الدكتوراه بدرجة “مشرف جدا مع التهنئة” من EHESS باريس وله كتابات في الفن وعمل في مجال الغرافيك والإعلان وفي رسومات المجلات والكتب.
محمد سمير طحان
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: