استعراض تاريخي لتعامل العرب مع الأزمات في كتاب مظاهر الإبداع في حل الأزمة الوطنية

دمشق-سانا

يسلط كتاب “مظاهر الإبداع في حل الأزمة الوطنية في الدولة العربية في العصور الوسطى” للدكتور علي أحمد الضوء على الطرائق والأساليب المختلفة التي اعتمدها العرب في التعامل مع الأزمات الكبرى منذ ظهور الإسلام مرورا بالخلافات الراشدية والأموية والعباسية وفي مناطق المغرب العربي والأندلس انتهاء بدولتي الأيوبيين والمماليك.

ويتضمن الكتاب الواقع في 223 صفحة من القطع المتوسط خمسة فصول بدءا من “مظاهر الإبداع في حل الأزمة الوطنية في العصرين الراشدي والأموي” مقدما عرضا لسياسة الرسول محمد “صلى الله عليه وسلم” في الدعوة للإسلام وإصراره على حماية أصحابه من الأذى والعدوان والحلول التي كان يلجأ إليها لتحقيق هذه الغاية ومؤءاخاته للأنصار والمهاجرين ومعاملته بالحسنى للقرشيين وللمؤلفة قلوبهم بالحسنى لدى فتح مكة فضلا عن استعراض سياسات الخلفاء الراشدين في الفتوحات وتركيزهم على تخفيف خسائر الجيوش العربية المنطلقة للفتح قدر الإمكان.

وأشار المؤلف إلى أن حل الأزمة الوطنية في العصر الأموي أصبح نشيطا للغاية جراء اتساع الدولة وتعدد مكوناتها البشرية والثقافية والمعرفية لافتا إلى تركيز الحكام الأمويين على استمرار وحدة الدولة واستقرارها وتطبيق مفهوم المواطنة الذي شمل العرب المسيحيين ومشاركتهم في العمل الإداري بمختلف مفاصل الدولة مبينا أن سياسة التعريب من أهم مظاهر حلول الأزمة الوطنية في هذا العصر عبر الاعتماد على العنصر العربي في كل مؤسسات الدولة وتشجيع الهجرة العربية للمناطق المفتوحة وتعريب الدواوين والنقد.

وفيما يخص العصر العباسي فإن المؤلف رأى أنه بالرغم من طول فترته فإنه كان فقيرا بمظاهر الإبداع في حل الأزمة الوطنية والسياسية والإنسانية لدخول عناصر اجنبية في كيان الدولة شغلت أدوارا سلبية أدت إلى غياب كل وسائل الحرص على القضايا الوطنية والإنسانية لأن هذه العناصر كان جل اهتمامها بتحقيق مصالحها الخاصة.

وجاء في الكتاب أن العباسيين ولا سيما في بداية حكمهم تابعوا سياسة الأمويين في تحصين الثغور الشمالية بوجه البيزنطيين واعتمدوا على اصطناع أعداء خارجيين لمواجهة أعدائهم المحليين كما فعلوا لمواجهة خطر الدولة الخوارزمية عندما دعوا المغول لغزوها.

كما تناول الكتاب مظاهر الإبداع في حل الأزمة الوطنية في المغرب العربي الكبير لدى الدويلات التي ظهرت هناك كالتسامح مع مكونات المجتمع المتباينة ومع السياسات الاقتصادية المنفتحة في التعامل مع دول مجاورة عربية وأوروبية.

وحول الأندلس رأى المؤءلف أن حل الأزمة الوطنية والسياسية فيها كان غزيرا وواضح المعالم يعود ذلك لموقعها الذي يحتاج استعدادا دائما لصد أي عدوان وسعي الإسبان المستمر لإخراج العرب من الأندلس ما ساعد على الحفاظ على الوجود العربي طيلة ثمانية قرون.

ولفت المؤلف إلى أن كلا من الأيوبيين والمماليك سعوا لاستبعاد العرب في كل مفاصل القيادة وصنع القرار ما دفع بهؤلاء لمحاولة تخفيف هذا التغييب عبر تجذير بذور التعريب ولا سيما في بلاد الشام ومصر والحفاظ على الوحدة الوطنية والتمسك بحق المواطنة لجميع السكان.

يشار إلى أن كتاب مظاهر الإبداع في حل الأزمة الوطنية في الدولة العربية في العصور الوسطى صادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب أما المؤلف الدكتور علي أحمد فهو أستاذ بكلية الآداب في جامعة دمشق اختصاص تاريخ العرب والإسلام له أكثر من 35 بحثا منشورة في مجلات محكمة داخل سورية وخارجها وأكثر من عشرة كتب مطبوعة وهو عضو في اتحاد الكتاب العرب وفي لجنة كتابة تاريخ العرب بجامعة دمشق.

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency