دمشق-سانا
يمتلك الممثل أسامة جنيد حضورا مسرحيا خاصا عبر تمكنه من أدواته التمثيلية ومنها صوته القادر على أداء الأدوار الصعبة بدرجة عالية من الاحترافية ما جعله يبرز في الدوبلاج لأعمال درامية أجنبية وإن لم يحظ حتى الآن بفرصة حقيقية لإظهار ما لديه من موهبة في الدراما أو السينما.
وعن مشروعه الفني يقول الفنان جنيد في حديث لـ سانا: “سقف طموحي الفني مفتوح ولكن محاولة الوصول له هي الأصعب فبعد جهد ثلاثة وعشرين عاما من العمل كممثل والتنقل من مسرحي الهواة والمحترفين مرورا بورشات العمل المسرحية ثم استوديوهات الدوبلاج فمازلت حتى اليوم لم أحقق الكثير مما أطمح إليه”.
ويتابع جنيد..”طموحي الحالي في المسرح مشروع محترف مسرحي ضمن مؤسسة خاصة لها مكان صحي يتم من خلاله تقديم عروض كمنتج وطني محلي وحمايته للوصول لمشروع فني جماعي بعيدا عن الفردية” معتبرا أن هذا المشروع رد فعل على ما سماها “الأنا الفنية المتضخمة عند بعض الفنانين والفردية التي تتسم بها أغلب المشاريع المسرحية”.
ويرى صاحب التجربة المسرحية الطويلة أن أزمة المسرح السوري اليوم تكمن في المسرحيين وما ينتجونه من أعمال وفي الجهات التي تدعم وتنتج لأبي الفنون على قلتها مبينا أن ضعف إمكانيات الإنتاج هي أمر طبيعي في زمن الحرب على وطننا.
ويؤكد جنيد أن استمرار المؤسسة الثقافية الرسمية بإنتاج العروض المسرحية وإن كان ضمن الحد الأدنى من متطلبات الإنتاج إنجاز بحد ذاته مشيرا إلى أن استمرار العملية الإنتاجية لأعمال مسرحية لا يعفي القائمين عليها من ضرورة إيجاد الحلول والطرق المناسبة لتطوير العمل الفني على كل الصعد ومنها القوانين واللوائح المالية التي تحكم العملية الإنتاجية للفعل الإبداعي لتتناسب ظروف العمل الفني مع ما يتطلبه من تكاليف مالية.
ويقول جنيد.. “تأثر المسرح الخاص بصورة أكبر بمنعكسات الحرب على سورية فتوقف عن الإنتاج نوعا ما مع وجود تجارب مسرحية في هذا القطاع تستحق الاحترام والتقدير لمجرد عملها وتقديمها للعروض رغم كل الصعوبات التي تواجهها”.
ويصف جنيد واقع الدراما الحالي بالمتراجع معيدا ذلك لتعامل بعض المشتغلين فيها كعمل موسمي استهلاكي محملا إياهم مسؤولية هذا التراجع داعيا في الوقت نفسه لتحصين الدراما كصناعة فنية بشكل علمي وقانوني والاستفادة من تراكم تجارب سنوات طويلة للانتقال بأعمالنا التلفزيونية لآفاق أوسع وتطويرها للتناسب مع سوق الدراما العربية.
ويرى جنيد أن المنتج الفني السوري ظلم في السوق التلفزيونية العربية خلال السنوات الست الماضية ولم يعامل على أنه منتج فني مجرد بل ربط بمعايير سياسية مما انعكس سلبا على تسويقه وانحسر أغلب الطلب في الدراما التلفزيونية المدبلجة باللهجة السورية.
ويلفت جنيد إلى أن مفاتيح نجاح الدراما المتلفزة اليوم تقوم على السوق والمنافسة بالجودة إلى جانب وجود المعلن والراعي للعمل ونتيجة ذلك صار المنتج هو من يحدد نوعية الأعمال الدرامية ويتدخل في بعض الأحيان في بنيتها وتفاصيلها واختيار الممثلين والمخرج الذي يعمل تحت إدارته وإرادته.
ويقول.. “جزء كبير من الأعمال الدرامية التي كانت تنتج لدينا في الماضي والتي تصل في الموسم الواحد إلى ستين عملا دراميا كانت تمول برأسمال خارجي وتنفذ العملية الإنتاجية شركات سورية وعندما سحب هذا التمويل ضعف المنتج الفني إنتاجيا وهذا من النتائج المباشرة للحرب على سورية” مؤكدا ضرورة تقييم الوضع الحالي من قبل شركات الإنتاج الوطنية للخروج بحلول ناجعة تتجاوز كل معاناة الدراما السورية الحالية.
وحول واقع الدوبلاج الذي يعمل فيه عدد كبير من الفنانين السوريين يقول جنيد.. “أعلن عن تجمع فني للعاملين في حقل الدوبلاج تحت رعاية نقابة الفنانين بهدف حمايته كمنتج فني سوري ومجلس إدارة هذا التجمع يعمل بشكل جدي مع النقابة لتحقيق هذا الهدف” لافتا إلى أنه إذا لم يتم إيجاد حلول جذرية ومبنية على علم ومعرفة وقوانين تحمي الفن السوري عموما وتتعامل معه كمنتج فني وطني يمنع التلاعب به والارتجال في صناعته.
ودعا المختصين وأصحاب القرار لمراجعة وتقييم الواقع الراهن بهدف وضع منهجية تشمل كل من يعمل في المهن الفنية من فنانين وفنيين لتكون وفق معايير عالمية تحدد من هم المستحقين للعمل في المجال الفني.
والفنان أسامة جنيد من مواليد 1975 موظف اداري في مديرية المسارح والموسيقا وبدأ في مهنة التمثيل منذ ثلاثة وعشرين عاما من مسرح الهواة والمنظمات الشعبية وشغل رئيس قسم المسرح في فرع شبيبة ريف دمشق ومديرا إداريا لمهرجان شام المسرحي بدورته الثالثة وانتقل للمسرح القومي كما شارك في بعض الأعمال الدرامية ومنها المسلسل المصري فرقة ناجي عطا الله فضلا عن مشاركته في كل المهرجانات المسرحية المحلية وبعض المهرجانات الدولية ومشاركات عديدة في الاعمال المدبلجة باللهجة السورية وأفلام الكرتون وبعض الاعمال الوثائقية.
محمد سمير طحان
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: