طهران-سانا
أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن أعداء الإسلام أثاروا مصائب كبيرة جدا وحالة انعدام الأمن و الاستقرار في سورية ولبنان و فلسطين و ليبيا وباكستان لتحقيق مصالحهم.
وأشار روحاني خلال كلمة له اليوم أمام اجتماع اللجنة الإدارية في محافظة خراسان رضوي شمال شرق إيران إلى أن انعدام الأمن وعدم الاستقرار في المنطقة معضلة كبيرة وينبغي السيطرة عليها وقال: “إن النار التي تم اشعالها في المنطقة من الممكن أن تمتد إلى خارجها لافتا إلى أن بلاده قدمت المساعدة للأخرين لإعادة الأمن والاستقرار في دولهم”.
وقال روحاني إن الشعب العراقي يعاني من أوضاع متردية من التهجير و توتر الأوضاع الداخلية الصعبة جدا مضيفا لا نستطيع أن نتصور في دولة إسلامية مجاورة لنا أن تكون الفاجعة إلى حد تقوم المجموعات الإرهابية ببيع الفتيات والنساء في الأسواق.
ودعا الرئيس الإيراني المسؤولين الإيرانيين إلى اليقظة والتنبه تجاه الأخطار المحدقة بالمنطقة .
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني أكد أمس أن إيران اتخذت أوسع الخطوات من أجل إرساء الأمن والاستقرار في دول المنطقة وأن شعوب هذه الدول تعاني نتيجة الإرهاب والتدخلات الأجنبية في شؤونها الداخلية.
من جانبه أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن الولايات المتحدة ليست جادة في محاربة تنظيم داعش الإرهابي الذي دعمته في سورية بمختلف أنواع الدعم مشددا على أن محاربة الإرهاب والتطرف بحاجة إلى “تعاون دولي”.
وقال ظريف في حديث للتلفزيون الإيراني اليوم إن “الأميركيين لم يكونوا لغاية اليوم جادين كثيرا في موضوع محاربة تنظيم داعش الإرهابي بسبب معاييرهم المزدوجة” إذ أنهم دعموا هذا التنظيم بشتى أنواع الدعم منذ فترة طويلة في سورية وهم الآن لا يستطيعون اتخاذ القرار ولا يعلمون ماذا يفعلون بالشعارات التي طرحوها الواحد تلو الآخر وورطوا أنفسهم بها”.
وأضاف ظريف أن “هذا التنظيم الإرهابي خطير حيث شكل خطرا على العراق يوما ما ومن ثم توجه إلى سورية وعاد إلى العراق مرة أخرى وسيشكل غدا خطرا على المنطقة بأسرها” موضحا أنه “لم يتبلور لغاية الآن قرار وفهم وإدراك جاد عند الأمريكيين لحجم هذا الخطر الحاصل ليقوموا بتحرك ضده”.
ولفت ظريف إلى أن إيران تنبهت إلى هذا الخطر منذ البداية ودعت إلى محاربته مشيرا إلى المبادرة التي طرحها الرئيس الايراني حسن روحاني في الجمعية العامة للأمم المتحدة العام الماضي بعنوان “عالم خال من العنف والتطرف” والتي كانت نابعة من المعرفة الحقيقية لهذا الخطر إضافة تحذيرات قائد الثورة الإسلامية علي خامنئي من خطر التطرف والتحجر الفكري.
وبين ظريف أن بلاده تدرك حجم هذا الخطر الذي تمثله التنظيمات الإرهابية تماما حيث وقفت منذ بداية هذا التحرك الهمجي إلى جانب الشعب العراقي بجميع أطيافه وتمكنت في ظل التعاون معه من الحيلولة دون انتشار هذا الخطر إلا أنه مازال يهدد المنطقة كلها ما يستدعي قيام تعاون دولي لمحاربته.
ظريف و نظيره الدنماركي يدعوان إلى تشكيل ائتلاف دولي لمحاربة الإرهاب
إلى ذلك أكد ظريف رفض بلاده سياسة المعايير المزدوجة في مجال مكافحة الارهاب و التطرف مشددا على ضرورة وجود معيار ثابت لمكافحة هذه الظاهرة المشؤومة.
وقال ظريف خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم في مدينة مشهد شمال شرق إيران مع نظيره الدنماركي مارتين ليدغارد الذي يزور إيران حاليا “إن محاربة الارهاب بحاجة إلى تحرك وائتلاف دولي ولذا ينبغي عدم وجود معايير مزدوجة في مكافحته” داعيا جميع الدول الى تقديم حلول جادة في هذا الشأن لإجتثاث هذه الظاهرة وليس فقط الى قوة عسكرية للقضاء على تنظيم /داعش/ الإرهابي.
وتابع ظريف” أعتقد أن العالم بأسره أدرك بأن التنظيمات الإرهابية نظير ” داعش و” جبهة النصرة” لا تسعى لتحقيق الديمقراطية في دول المنطقة” مضيفا ” رؤيتنا للأحداث في سورية مختلفة عن رؤية أصدقائنا وبحثنا هذا الملف مع وزير الخارجية الدنماركي”.
وفيما يخص بعض التقارير التي تتحدث حول موافقة قائد الثورة الاسلامية في إيران للتعاون مع امريكا في مجال مكافحة تنظيم “داعش” الإرهابي أوضح ظريف أن هذه التقارير لا أساس لها من الصحة ونفاها مكتب قائد الثورة الإيرانية ووزارة الخارجية الإيرانية جملة وتفصيلا.
وأكد وزير الخارجية الايراني أن سياسة الحكومة الايرانية في مجال السياسة الخارجية هي اقامة علاقات متينة مع جميع الدول وأن دول الجوار في أولويات علاقاتها الدولية.
إلى ذلك شدد ظريف على أن نشاطات البرنامج النووي الايراني سلمية وقال “إن حل الملف النووي الإيراني لا يمكن إلا عن طريق المفاوضات”.
وحول موضوع حقوق الانسان في إيران أوضح ظريف أن طهران مستعدة لإجراء مفاوضات بشكل صريح حول هذا الموضوع مع الدنمارك مشيرا إلى ” أن 73 بالمئة من الشعب الإيراني شارك في الانتخابات الرئاسية الاخيرة واختار أكثر المرشحين اعتدالا “.
وأشار ظريف إلى أن الملف الافغاني كان حاضرا في جلسة المباحثات مع ليدغارد إضافة إلى بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في جميع المجالات.
بدوره دعا وزير الخارجية الدنماركي الى تشكيل ائتلاف عالمي لمحاربة الارهاب مشيرا الى انه بحث هذا الموضوع بشكل تفصيلي مع ظريف اضافة لخطر الارهاب على المنطقة و الساحة العالمية.
ولفت ليدغارد الى تشكيل ائتلاف من 10 بلدان أوروبية خلال قمة حلف شمال الأطلسي التي عقدت مؤخرا في ويلز البريطانية لمواجهة تنظيم ” داعش” الارهابي حيث تقرر اتخاذ تدابير عملية في هذا المجال مؤكدا أن أهم استراتيجية لمحاربة تنظيم “داعش” الارهابي هو منع ارسال المال و السلاح اليه داعيا ايران والسعودية وبقية دول المنطقة الى التعاون في هذا المجال.
من جهة أخرى أشار وزير الخارجية الدنماركي إلى أن فرض الحظر على إيران قد الحق ضررا بالاقتصاد العالمي وليس فقط باقتصاد أوروبا معربا عن أمله في التوصل إلى اتفاق نهائي حول الملف النووي الإيراني.
مسؤولون إيرانيون: أي ائتلاف لمكافحة الإرهاب دون أخذ مصالح دول المنطقة بعين الاعتبار محكوم بالفشل
في سياق متصل أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني علي شمخاني أن تشكيل أي ائتلاف اقليمي ودولي بذريعة مكافحة الإرهاب دون أخذ المصالح والاعتبارات الأمنية والسياسية لدول المنطقة بعين الاعتبار محكوم بالفشل.
وقال شمخاني في تصريح له اليوم “إن ماضي الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية يشير إلى أن تواجدهم في المنطقة بذريعة مكافحة الإرهاب أدى إلى مزيد من زعزعة الأمن وعدم الاستقرار وظهور مجموعات إرهابية جديدة” داعيا في الوقت ذاته إلى المحافظة على مبدأ عدم تدخل الدول من خارج المنطقة والتعاون الاقليمي المشترك لارساء الامن والاستقرار ومنع تأثره بشعار مكافحة الإرهاب.
واعتبر شمخاني أن تصريحات وإجراءات الدول الغربية تجاه الأزمة في العراق تأتي من باب الطابع الاستعراضي وغير الصادق لشعار مكافحة الإرهاب مؤكدا أن إيران تتابع بدقة مجموعة التطورات السياسية والدفاعية والأمنية على مستوى المنطقة والمحاولات العلنية والخفية لبعض اللاعبين لتغيير الهندسة السياسية في الشرق الأوسط وتستخدم طاقاتها السياسية للحيلولة دون نفوذ سياسات الغرب السلطوية في المنطقة.
وأكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أن طبيعة مكافحة إيران للإرهاب تتعارض مع إجراءات الولايات المتحدة الاستعراضية وغير المؤثرة مشيرا إلى البث الممنهج لبعض الاخبار الكاذبة والملفقة من قبل وسائل الإعلام الغربية حول وجود تعاون بين إيران وأميركا في الأزمة الناجمة عن تجدد الارهاب في المنطقة “مايعتبر جمع النقيضين وهذا ما لا يمكن حدوثه”.
وفي السياق نفسه أكد عضو لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني محمد حسن آصفري أن الدعم الغربي وخاصة الاميركي لتنظيم داعش الارهابي مفضوح ومكشوف تماما وقال “إن أميركا تدعي محاربة تنظيم داعش الإرهابي للتظاهر بالدفاع عن حقوق الانسان”.
وأضاف آصفري في تصريح له اليوم أن الوثائق والسوابق تتحدث بصراحة عن أن التنظيم الإرهابي المذكور تم تشكيله بدعم وغطاء أميركي في السنوات ما بين /2003/ و/2006/ عندما كان الاميركيون يحتلون العراق مشيرا الى ان احدى الخطوات التي قام بها التنظيم الارهابي اطلاق سراح /500/ ارهابي من معتقل غوانتانامو وهذا الموضوع موجود في الوثائق ما يشير الى ان هناك تنسيقا بين هذا التنظيم الارهابي والادارة الاميركية.
وأوضح آصفري أن اميركا كانت بحاجة الى تشكيل تنظيم ارهابي باسم /داعش/ لتتمكن من زعزعة الامن في المنطقة وتنفيذ هذا التنظيم عمليات ارهابية بحق الشعب العراقي بغية أن يتمكن الاميركيون من اختلاق الذرائع للعودة الى العراق لافتا إلى أن التنظيم نفذ خلال السنوات الثلاث الماضية عمليات ارهابية في سورية وسفك دماء العديد من السوريين والعراقيين فيما نظم وزير الدفاع الاميركي جولات سياحية الى الدول الاوروبية والشرق الاوسط ليتمكن من خلالها من جمع الاموال لتمويل العمليات التي ينفذها هذا التنظيم الارهابي ودعمه من وراء الكواليس.
بدوره رأى عضو لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الايراني محمد صالح جوكار في تصريح له اليوم أن الدول الغربية التي اوجدت تنظيم /داعش/ الارهابي توصلت الى حقيقة مفادها ان هذا التنظيم سيخلق لها المشاكل والازمات.
وأكد جوكار أن الدول الغربية غير جادة لمواجهة تنظيم /داعش/ الإرهابي لانها تعمد إلى خلق الأزمات وزعزعة الاستقرار في العالم الاسلامي واصفا تعامل الدول الغربية وفق المصالح والانتقائية مع التنظيم الارهابي بأنه أمر غير مقبول فهي تبنت فكرة مواجهته عندما رأت أن مصالحها في اقليم كردستان شمال العراق في مهب الخطر.