دمشق-سانا
يحتفل الشعب الإيراني اليوم بالذكرى الثامنة والثلاثين لانتصار الثورة الإسلامية بقيادة الإمام الراحل الخميني التي اطاحت بنظام الشاه البائد ووضعت إيران على طريق التطور والتقدم العلمي والتكنولوجي وتحقيق حضور مؤثر في مختلف الساحات الاقليمية والاسلامية والدولية بعيدا عن التبعية والارتهان للغرب ومخططاته المعادية لدول المنطقة وشعوبها.
وشكلت الثورة الايرانية عام 1979 منعطفا تاريخيا ومفصلا مهما في مسار منطقة الشرق الأوسط برمته كما ادت الى نهضة داخلية كبيرة إضافة إلى تعاظم الدور الايراني في العالم الاسلامي والساحة الدولية.
وعلى الصعيد الاقتصادي حققت الثورة الاسلامية العديد من المنجزات ومن أبرزها الحفاظ على موارد الثروة مثل النفط والغاز والحؤءول دون نهبها من قبل الدول والشركات الغربية إضافة إلى تدعيم البنى التحتية للتنمية وإعداد الكوادر المتخصصة في المجالات المختلفة وتطوير طرق إنتاج الطاقة وبناء السدود وتحديث شبكة الطرق والمواصلات والموانىء وإشاعة مراكز التعليم في مستويات متعددة من اجل تحقيق هدف الوصول الى مرحلة الاكتفاء الذاتي في التصنيع العسكري والطبي والمدني كصناعة السيارات والصلب والتكنولوجيا كتقنية النانو وصولا الى الفضاء ومجالات اقتصادية متنوعة اخرى.
وتمكنت ايران من السير في مسيرة البناء والإعمار والتعليم وتنمية القطاعات الزراعية والصناعية والبحث العلمي وتطويرها رغم وجود الموانع والعقبات مثل الحظر والعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها من قبل الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين منذ انتصار ثورتها فدارت عجلة الاقتصاد داخل البلاد بشكل متسارع لتحقق طفرة كبيرة في العقدين الأخيرين فيما حققت الانجاز الأكبر من خلال دخولها مجال الطاقة النووية
للاستخدامات السلمية وهو ما يفتح أمامها مجالات اوسع في مجالات الطاقة والتنمية والتطوير.
ورغم أن الحرب الاقتصادية التي تشنها دول إقليمية وغربية على إيران والانخفاض المتلاحق في أسعار النفط أثرت بشكل نسبي في بعض القطاعات الاقتصادية والمالية الإيرانية إلا أن المؤءشرات الاقتصادية لعام 2017 تؤكد أن الجمهورية الاسلامية الايرانية استطاعت التكيف مع التطورات المتلاحقة وخاصة بعد التوصل الى الاتفاق النووي مع مجموعة دول الخمسة زائد واحد عام 2015 واستردادها عشرات المليارات من أموالها المجمدة لدى الدول الغربية وتسابق دول كثيرة من بينها دول اوروبية لزيادة تعاونها الاقتصادي مع إيران.
وشملت منجزات الثورة في إيران ايضا المجالات العسكرية الدفاعية حيث شهدت البلاد نقلة نوعية على صعيد تطوير الأسلحة لديها وصناعتها بمجهودها الذاتي كصناعة وتطوير الصواريخ الباليستية والأقمار الاصطناعية وصناعة المدرعات والسفن الحربية والمقاتلات الجوية بالإضافة الى صناعة الرادارات والدفاعات الجوية ما جعل إيران قوة يحسب حسابها من حيث قدراتها الدفاعية ضد أي عدوان خارجي.
وفي المجال السياسي تميزت الثورة الاسلامية في ايران بمواقفها الصادقة التي تبنتها تجاه قضايا المنطقة وخصوصا القضية الفلسطينية فمنذ اليوم الأول لانتصارها قطعت إيران كل العلاقات الدبلوماسية والسياسية مع الكيان الإسرائيلي وطردت سفيره فورا وحولت سفارة هذا الكيان إلى سفارة فلسطينية كما قطعت النفط والغاز عن هذا الكيان الغاصب في حين دعمت ولا تزال مقاومة الشعب الفلسطيني حتى يومنا هذا بكل أشكال الدعم لمواجهة الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة الى جانب تقديمها الدعم الكبير للعراق في حربه ضد الارهاب الذي يستهدف الشعب العراقي بمختلف مكوناته منذ عدة سنوات.
ومنذ انتصار الثورة الاسلامية كانت العلاقة الاستراتيجية الراسخة مع سورية ركنا أساسيا من أركان سياساتها الخارجية في التصدي لكل المشاريع الصهيونية والغربية التي تستهدف المنطقة وأمنها واستقرارها حيث ظلت هذه العلاقة قوية ومتينة في مختلف المجالات على الرغم من كل التحديات والظروف.
وخلال الحرب الإرهابية التي تتعرض لها سورية منذ نحو ست سنوات استمرت إيران في تقديم مختلف أنواع الدعم وقدمت الكثير من أجل تعزيز صمود سورية حكومة وشعبا وجيشا في مواجهة هذا العدوان الارهابي التكفيري وفي مواجهة التدخلات الخارجية التي تستهدف سورية حيث شددت القيادة الايرانية منذ بداية الازمة في سورية على الحل السياسي الذي يضمن وحدة البلاد وسيادتها واستقلالها ويحقق تطلعات الشعب السوري.
كل هذه المواقف والانجازات التي حققتها إيران تؤكد أن هذه الثورة شكلت ولا تزال علامة فارقة في تاريخ المنطقة وإحدى الروافع الأساسية إلى جانب قضايا المنطقة العادلة ولاعبا اساسيا للتصدي لكل مشاريع الهيمنة والمخططات المعادية لشعوبها.
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: