اللاذقية-سانا
استطاع الشباب السوري ابتكار وتطوير حلول تساعد على الحد من مشاكل التلوث التي تتعرض لها الطبيعة ومن هذه الحلول هوايات يقوم بها العديد من الشباب تهدف إلى تزيين مخلفات الطبيعة والمنزل وإعادة تدويرها لتصبح صالحة للاستخدام مرة ثانية.
ومن هؤلاء الشباب مايا تله التي تحدثت لنشرة سانا الشبابية عن تجربتها في هذا المجال قائلة.. إنها تمارس هواية تزيين أعمالها الفنية من الطبيعة حيث تعتمد أدواتها على أشياء مهملة منتشرة في الأرض والغابات والحقول كما تجمع كل شيء يابس ومهمل من أغصان وأوراق وثمار الأشجار وتستخدمها في تزيين منتجها ليتشكل لديها فيما بعد لوحات ومجسمات فنية رائعة.
وتوضح تله أن هوايتها هذه اقتصرت في البداية على تصنيع لوحات تزين بها أركان منزلها ومنزل أصدقائها وتقديم الهدايا لهم في المناسبات ليساعدها ذلك فيما بعد على انتشار أعمالها حيث بدأ أصحاب محلات بيع الأدوات المنزلية يتهافتون على شراء كل منتجاتها.
وأشارت إلى أنها عملت على ابتكار طريقة جديدة للاستفادة من موارد الطبيعة وكل ما هو يابس وجاف ولونه مائل إلى اللون الخشبي لتشكل منها مجسمات ولوحات ومزهريات موضحة أن أعمالها في البداية افتقدت للجودة والاتقان الا انها تمكنت من خلال سيدة تتقن حرفة التزيين تعلم كيفية ترتيب الاشياء بعناية ولصقها ودهنها باللكر لتصبح لوحة فنية رائعة بترتيب وتشكيل جميل وأنيق.
وعن الأدوات التي تستخدمها في أعمالها قالت تله.. إنها تستخدم مادة السليكون للصق ومادة اللكر للمحافظة على المواد وتلميعها وقطع الخيش للخلفيات وتثبيت المواد عليها في حين تستخدم مواد متعددة في التزيين ومنها الاعشاب وأوراق الشجر وثمر الدوام وسنابل القمح والشعير والبزر والفستق الحلبي وبذور جميع الثمار دون استثناء والزهور بكل أنواعها البرية والمنزلية والبقوليات والخضار وعناقيد السماق حتى لب الثمار كالجوز واللوز وثمار الصنوبر وحباته.
وتستخدم تلة الكثير من الأشياء التي تزينها وتحويلها إلى أدوات للعرض كتزيين ادوات المطبخ خشبية اللون كالملاعق الخشبية الصغيرة والكبيرة والحمالات وتزيين أبواب البرادات وخزائن المطبخ وعلب البهارات ورفوفها والقبعات والمكانس وإطارات الصور واللوحات التي يقوم النجار بتصنيعها بأشكال متعددة.
أما الصعوبات التي تعاني منها فهي بحسب تله تتمثل بكيفية الحصول على بعض المواد من مزروعات وأزهار داعية الشباب السوري إلى الاهتمام أكثر بالمحيط الذي يعيشون فيه والتقليل من رمي النفايات كونها تضر بالبيئة المحيطة بهم.
من جهتها تحدثت الشابة نسرين حيدر من ذوي الاحتياجات الخاصة والحاصلة على ثانوية فنون نسوية عن هوايتها قائلة إن أعمالها الفنية تعتمد على إعادة وتدوير النفايات والاستفادة منها حيث تعمل على الاستفادة من مخلفات ثياب أصدقائها وأقاربها وتنزع السحابات والأزرار عنها وتقص الأقمشة لتستخدمها في صناعة الحقائب وتزيينها وبيعها للاستفادة من مردودها المادي.
وتقول حيدر.:إننا نعيش في مجتمع أكثر ما فيه هو رمي الأشياء والنفايات وأفضل ما نستطيع فعله هو تقليص كمية النفايات الناجمة عن نمط حياتنا اليومية عن طريق الاستفادة منها ثانية بإعادة صناعتها ليستفيد منها أشخاص آخرون.
وعن هوايتها في صناعة الشموع وقولبتها والأدوات التي تستخدمها تقول حيدر إنها تعمل على إصلاح علب البلاستيك والكولا والشوكولا والفناجين والكاسات المكسورة لتستخدمها فيما بعد كقوالب لصب الشمع بعد تذويبه على نار هادئة لتضيف بعدها الألوان المناسبة لها وبعد أن تجف تعمل على تزيينها بالأشرطة وأوراق الأشجار الجافة والملونة.
وأشارت حيدر إلى أن أصدقاءها يعملون على جمع الأصداف والأحجار ذات الأشكال الجميلة التي تقوم بوضعها في كأس شفاف في داخله رمل وفوقه ترتب هذه الأصداف والحجارة وتضع أوراق الأزهار المجففة بعد تلوينها لتصب فوقها الشمع وتزينها من الخارج بالشرائط الجميلة لتصبح صالحة للعرض في أي ركن من المنزل.
كما تعمل حيدر على بناء مجسمات للقلاع بالأحجار الملونة المزينة بالأزهار الجافة.
سلوى سليمان – نعمى علي