يجسّد الجيش العربي السوري قولاً وفعلاً شعاره: وطن شرف إخلاص، والشهادة أو النصر في كل المعارك التي خاضها ويخوضها اليوم وسيخوضها في المستقبل دفاعاً عن الشعب السوري والأمة، والأمثلة والبطولات لا تعد ولا تُحصى على تمثّل أبطاله هذه المعاني العظيمة التي تعكس حقيقة الحضارة السورية الضاربة في عمق التاريخ.
بالأمس، بطلٌ من أبطال هذا الجيش، وهو الشهيد يحيى الشغري، لم يُرهبه إجرام عدوه الإرهابي، وأبى إلا أن يعبّر عن حقيقة مؤسسته الوطنية على الرغم من معرفته بأن مصيره لن يكون مختلفاً عن مصير زميله البطل الآخر المكبل اليدين، الذي كانت نظراته وتعبيرات وجهه وهو يتلقى رصاصات الغدر تقول ما قاله الشغري: والله لنمحيها أي «دولة الخلافة» التي أعلن إقامتها تنظيم «داعش» الإرهابي، متحديين قاتلهما الذي أراد منهما أن يقولا «باقية».
على مدى الحرب التي يخوضها جيشنا الباسل منذ أكثر من ثلاث سنوات هناك الكثير الكثير من البطولات، وثبت أبطاله يدافعون عن الوطن وبنائه ومواقعهم العسكرية، ولم يتزحزحوا إلا بأمر عسكري أو أن ينالوا الشهادة، وهو ما أبهر العالم ودفع الدول التي تشن هذه الحرب الإرهابية على سورية إلى اليأس واجتراع كأس المرارة، وقريباً سيقبلون الهزيمة صاغرين، والفضل الأول يعود لتضحيات جيشنا البطل وتمثّله لعقيدته وقَسَمه.
والأهم من ذلك، أن مؤسسة الجيش الوطنية تعمل بصمت، ولا تبخل عن تقديم التضحيات في سبيل الوطن وعزّة ورفعة أبنائه الذين يقدّرون ذلك، ويعرفون أنه لولا صمود أبطال هذه المؤسسة واستعدادهم الدائم للتضحية لما كانوا ينعمون اليوم ببقاء سورية التي لن ولم تستطع أي قوة في العام إطفاء نورها الذي يستمد إشعاعاته من لآلئ الشهداء التي تزين وتحمي سماء الوطن وأرضه وماءه.
والشعب الذي يعي هذه الحقائق ويقدّرها، لا بد أن يكون قلباً وقالباً مع مؤسسة الجيش الوطنية، ويعتز ويفرح بكل دعم تتلقاه عرفاناً لدورها العظيم وتضحيات أبطالها، ومن هنا لا بدّ أن يُنظر إلى هذه المؤسسة الحارسة دائماً على استمرار نور سورية بشكل مختلف عن غيرها من المؤسسات الوطنية الأخرى، فمن يضحّي بحياته ليعيش الآخرون وينعموا بالحياة يستحق من الدولة والمواطنين رعايةً وتقديراً مختلفاً على كل المستويات، ويجب أن تكون لهم الأولوية والصدارة لينعموا بالاستقرار النفسي والذهني وهم يسطّرون الانتصارات من موقع لآخر.
إنّ هؤلاء الأبطال الشجعان لا شيء يقابل ما يقدمونه، ولذلك يجب أن يحظوا بالاهتمام مع أسرهم، وعلى الحكومة الجديدة أن تجسّد مطالب الشعب وتوجهات الدولة، بدعم مؤسسة الجيش وشهدائها وجرحاهاً قولاً وفعلاً في المرحلة المقبلة وفي كل وقت، فهذه المؤسسة هي أملنا ومستقبلنا، وعطاؤها يشملنا جميعاً.