دمشق-سانا
تناولت الندوة التي أقامها اتحاد الكتاب العرب بالتعاون مع المستشارية الإيرانية بدمشق وجمعية الصداقة الفلسطينية بعنوان مرور 45 عاما على جريمة إحراق العدو الصهيوني للمسجد الأقصى المبارك.. عروبة القدس والأطماع اليهودية فيها وفي المسجد له وإحراق العدو الصهيوني للأقصى وتحرير القدس كواجب وطني وقومي وديني وإنساني.
وفي بحثه الذي جاء بعنوان “احتلال القدس وتهويدها” قال الدكتور حسين جمعة رئيس تحرير الكتاب العرب إن الباحثين في التاريخ الإنساني عامة وتاريخ ما يسمى بالشعب اليهودي أدركوا أن هذا الشعب كيان مخترع وفق ما انتهى إليه الباحث اليهودي “شلومو ساند” مضيفا “ان الحركة الصهيونية استطاعت اختراع شيء من لا شيء من خلال الدين الموسوي الذي لا يمت بصلة إلى ما عرفه الناس عن يهوه منذ العهد الاخميني حيث صبغت هذه الحركة كل مشاريعها بصبغة توراتية تلمودية في منهج قائم على الكذب والتزوير لجذب يهود العالم إلى نظريتها في أرض الميعاد وشعب الله المختار”.
وأضاف جمعة إن هذا التزوير وقع على الآثار الكائنة في فلسطين والعراق ولا سيما التي تعود إلى عام 1200 قبل الميلاد ثم انتهت الحركة الصهيونية إلى رسم خطط تعتمدها في مشاريعها كالتعصب والانغلاق والعزلة والاستعلاء ضد الآخر وتوفير الدعم المادي والمعنوي من القوى العظمى التي تظهر في العالم وجعلها مسخرة لأهدافها والاستحواذ على الأرض ومقدراتها والتوحش بالعنف والقتل لبث الرعب في قلوب الناس وتغيير الواقع والتاريخ ليوافقا تاريخ الحركة الصهيونية.
وفي بحث جمعة أفكار لافتة ذهب خلالها إلى ما تمثله القدس من نزوع روحي للمسيحيين والمسلمين والشرفاء ومدى أهمية الدفاع عنها وخطورة الانتهاك الصهيوني على كل الأصعدة إضافة إلى التهويد.
في حين رأى الكاتب السياسي الفلسطيني علي بدوان أن قضية القدس تتجاوز بشقيها الغربي المحتل عام 1948 والشرقي المحتل عام 1967 المفاوضات المطروحة على جدول أعمال التسوية المأزومة والمتوقفة في الشرق الأوسط وتتعدى المسؤولية الفلسطينية فيها لتصبح مسؤولية عربية وإسلامية ومسيحية بامتياز كون قضية القدس رمزية وهي الأكثر عدالة لشعب مقهور لم يذق طعم الاستقلال منذ ما قبل محنته عام 1948 وهي بهذا المعنى قضية عادلة وصارخة لمدينة وتاريخ فريدين.
وبين بدوان أن رحلة الاستيطان الصهيوني التهويدي التوسعي داخل المدينة وعلى حدودها تلخص بشاعة الاجحاف الذي تمارسه “إسرائيل” بحق الشعب الفلسطيني وحاضره ومستقبله حيث لم تكن الأرض الفلسطينية ومن ضمنها المدينة المقدسة وشعبها الطيب سوى موقع ترحيب وإخاء لجميع أبناء البشر من كل الديانات والرسالات منذ الماضي وحتى لحظات انفلات إخطبوط الغزو الصهيوني الاستيطاني.
وأوضح بدوان أن مخططات الهدم والتهجير الإسرائيلية الصهيونية في مدينة القدس ومحيطها تتم بخطوات متسارعة من أجل تحويلها لمدينة يهودية خالصة في سياق المشاريع الإسرائيلية الهادفة لإحداث الانقلاب الديمغرافي لصالح أغلبية يهودية على حساب الوجود العربي الإسلامي والمسيحي وإفراغ القدس الشرقية المحتلة تماما من العرب وصولا لعام 2002 وبناء ما تسميه مصادر الاحتلال بالجدار الديمغرافي اليهودي.
بدوره قال الباحث الدكتور غازي حسين في محوره “إسرائيل وإحراق المسجد الأقصى” لقد “أتت نيران الحريق الوحشي التي أشعلها بث الحقد والكراهية والتعصب والتمييز العنصري الذي رسخه كتبة التوراة والتلمود والمؤسسين الصهاينة والكيان الصهيوني ضد العروبة والإسلام والمسيحية على محراب صلاح الدين وحولته إلى رماد وكادت أن تدمر المسجد الاقصى المبارك بكامله لولا ابناء شعبنا الذين هبوا من جميع انحاء الضفة الغربية لإطفاء الحريق”.
كما أضاف حسين إن هناك أشياء أخرى قام بها الصهاينة كتعطيل مضخات المياه للفلسطينيين ومحاولة منعهم من إخماد النيران في المسجد الأقصى إلا أن إخوتهم المسيحيين وقفوا إلى جانبهم وساعدوهم.
وأشار حسين إلى أن القانون الأميركي الغاش يعترف بالقدس عاصمة موحدة للكيان الصهيوني الغاصب كما اتخذتها حكومة الاحتلال مقرا إضافة إلى الكثير من المواقف الجائرة ضد الفلسطينيين والعرب التي اتخذتها الولايات المتحدة.
بدوره قدم الشيخ نبيل الحلباوي مداخلة أشار فيها إلى العلاقة بين المسجد الأقصى والمسجد الحرام وارتباطهما بحادثة الإسراء مشيرا إلى إن إسراء الأمة لا يكتمل إلا بتوأمة المسجدين لإنقاذ الأمة.
واعتبر أن الخطر الكبير على الأمة هو خطر بني إسرائيل فالدين عند الله واحد ولكن الشرائع مختلفة مشيرا إلى أن إسراء الأمة لا يكون إلا بالمقاومة والدفاع عن فلسطين وما حولها وكل المقدسات.
يشار إلى أن جريمة إحراق المسجد الأقصى وقعت في 21 آب عام 1969 على يد الصهيوني الاسترالي دينس مايكل ونجم عنها تدمير الجناح الشرقي للجامع القبلي الموجود في الجهة الجنوبية للمسجد الأقصى بما في ذلك منبر صلاح الدين الذي بناه في أعقاب تحريره للقدس.
ميس العاني-محمد الخضر