لندن-سانا
مع تحول الشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل الاجتماعي إلى أداة خطيرة بيد التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها ما يسمى تنظيم /دولة العراق والشام/ الإرهابي واستغلال هذه المواقع من أجل اختراق عقول الشباب وتجنيد المزيد منهم لارتكاب جرائم فظيعة بحق المدنيين سواء في سورية أو في العراق أطلق كاتبان في صحيفة الاوبزرفر البريطانية تحذيرات جديدة من الاستخدام المتزايد للمواقع الالكترونية من قبل الإرهابيين دون وجود أي رادع أو إجراءات ملموسة من قبل الدول الغربية يمكن أن تحد من هذه الظاهرة الخطيرة.
وفي سياق مقال نشرته الصحيفة لفت الكاتبان الصحفيان مارك تاونسند وتوبي هيلم إلى خطورة ما يقوم به تنظيم /داعش/ الإرهابي من استغلال لمواقع التواصل الاجتماعي بالموازاة مع الجرائم التي يرتكبها على الأرض في سورية والعراق حيث يستخدم هذا التنظيم جيشا الكترونيا يضم مجموعة من الاشخاص الذين أطلق عليهم اسم الناشرون الجدد ويعملون تحت اشراف خبراء في التطرف من اجل تجنيد المزيد من الإرهابيين ونشر أفكارهم المتطرفة والاجرامية.
ومع انتشار عشرات الصور والفيديوهات المروعة التي يبثها إرهابيو ما يسمى تنظيم /داعش/ على مواقع التواصل الاجتماعي وتظهر بشاعة الجرائم والمجازر التي يقدمون على ارتكابها بحق الأبرياء أوضح الكاتبان أنه لم يسبق أن لعبت مواقع التواصل الاجتماعي دورا كبيرا كما يجري حاليا حيث خرجت للعالم فيديوهات تضم لقطات التعذيب وجثث عشرات الضحايا وبقيت هذه المشاهد في عقول الأجهزة الأمنية الغربية لما تحويه هذه الفيديوهات من إنتاج عالي الدقة.
واكد الكاتبان أن وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دورا مهما في تجنيد الإرهابيين الأجانب بشكل أساسي وذلك ما تؤكده الاحصاءات الأوروبية الرسمية التي أفادت مؤخرا بوجود ما يقارب 12 ألف أجنبي في صفوف التنظيمات الإرهابية في سورية.
وفي إشارة إلى الاجراءات الجديدة التي بدأت الدول الاوروبية باتخاذها في محاولة لمنع ارتداد الارهابيين الذين صدرتهم إلى سورية وعودتهم لشن هجمات داخل اراضيها رأى الكاتبان أن المواجهة بين الغرب و”الجهاديين المتطرفين” ستتأثر بمن سيكسب الحرب الإعلامية والدعائية وساحة المعركة هنا شبكة الانترنت.
وقام أكاديميون في المركز الدولي لدراسة التطرف الذي يتخذ من لندن مقرا له بتتبع إلى أي مدى ينجذب الإرهابيون الأجانب إلى الأوضاع التي تشهدها سورية وكشفوا عن وجود عملية لتجنيدهم بشكل مباشر تنظم غالبا عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها موقع تويتر.
إلى ذلك أوضح البروفيسور بيتر نيومان مدير المركز الدولي لأبحاث التطرف انه ليس من الضروري ان يكون ارهابيو تنظيم /داعش/ المختصون في مجال المواقع الالكترونية والذين يطلق عليهم اسم “الناشرون الجدد” موجودين في سورية أو العراق فهناك احتمال كبير بأن يكون مقرهم في لندن أو غيرها لافتا إلى الدور الكبير الذي تلعبه وسائل التواصل الالكترونية في تجنيد المزيد من الارهابيين الاجانب.
من جهة ثانية حذر جيمي بارتليت مدير مركز تحليل وسائل الاعلام الاجتماعية في مركز أبحاث ديموس البريطاني من ظاهرة تجنيد الإرهابيين الأجانب عبر شبكة الانترنت مشيرا إلى أن التطورات الاخيرة وانتشار الصور المروعة التي ينشرها ما يسمى تنظيم /دولة العراق والشام/ الارهابي يظهر بشكل جلي استغلاله لنشر صورته على الصعيد العالمي.
ووفقا لتقارير سابقة قامت وحدة مكافحة الإرهاب التي ترصد الانترنت والمواد العنيفة والمتطرفة على شبكة الإنترنت في بريطانيا بازالة 1100 مادة إعلامية بما فيها صور ومقاطع فيديو تنتهك تشريعات مكافحة الإرهاب بينها نحو 800 مقطع فيديو وصورة لها صلة بسورية أو بالعراق.
كما أغلق موقع تويتر مؤخرا العشرات من الحسابات الالكترونية المتصلة بما يسمى تنظيم /دولة العراق والشام/ الارهابي وذلك بعد تزايد الصور التي نشرها ارهابيو التنظيم عن المذابح والجرائم الشنيعة التي يرتكبونها في سورية والعراق.
وعلى الرغم من مقاطع الفيديو المروعة والمشينة والمخالفة لابسط حقوق الإنسان التي ينشرها الإرهابيون بكثرة على شبكة الانترنت إلا أن الحكومات الغربية وعلى رأسها البريطانية والامريكية تواصل تجاهل ضرورة التعاون مع حكومات ودول المنطقة في محاربة الإرهاب الذى كان الغرب سببا أساسيا في نشوئه وتمدده حتى بات يطول داعميه ومموليه على حد سواء مكتفية بسن قوانين تمنع عودتهم إلى دولهم ظنا منها أنها بذلك تحمي نفسها من المارد الذي صنعته وغذته واعتنت به.