السويداء-سانا
تحضر المرأة في لوحات التشكيلية ناديا نعيم بطريقة مفعمة بالحياة والحلم والاسطورة عبر تمازج قوي بين الألوان مشكلة هالة من الجمال والحلم خالطة بين السوريالية والواقعية التعبيرية عبر تداخل شخوصها الأنثوية مع خلفية لوحتها المفعمة بتيارات لونية جارفة.
وعبر أكثر من ثلاثين لوحة بأحجام متنوعة بين المتوسط والكبير وبتقنية الزيتي كان الجمهور على موعد مع نعيم في معرضها المستمر حاليا في صالة المعارض بالمركز الثقافي بالسويداء.
وعن موضوع معرضها قالت التشكيلية نعيم في حديث لـ سانا “في هذا المعرض لم أتناول المرأة فقط لأنها ذلك الموضوع الغني الذي يمكن أن أجد من خلاله أفكارا في الخط واللون بل لأنه محتوى فني واسع أراه من خلال رؤى شخصية فرضت نفسها على منهجي”.
وتابعت “المرأة في لوحتي هي من النسيج الداخلي لتركيب المرأة الموجود في داخلي الذي أستشعره وأستمتع فيه للتعبير عن تلك الرغبة القوية في العيش بعالم يزخر بالحب والعاطفة ويتسع لكل الأحلام ويستقطب كل المشاعر الأنثوية”.
وحول الأسلوب الذي تعتمده أوضحت الفنانة نعيم أنها تقترب في لوحاتها كثيرا من المدرسة السوريالية وفي بعضها تبتعد عن ذلك الأسلوب لتكون أقرب من الواقعي التعبيري بما يخدم فكرة العمل وتكوينه الفني العام.
ورأت نعيم أن الأزمة التي نعيشها وضعت في داخلنا الكثير من الألم والجراح وقالت “أؤمن بأن للفنان رسالة في التعبير عن هموم ومعاناة مجتمعه ووطنه وبالوقت ذاته أحسست أن لوحتي تخفف وطأة الألم وتصنع حالة من البهجة يحتاجها الإنسان السوري اليوم لذلك فضلت أن أقدم الجمال”.
وعن أثر الأزمة على الحركة التشكيلية السورية قالت الفنانة نعيم إن “الأزمة خلقت حالة من عدم التوازن في هذه الحركة ما اضطر عدد من الفنانين إلى مغادرة البلد وتركز نشاط الكثيرين في الأماكن الآمنة” مشيرة إلى أن “المؤسسات الثقافية لم تكن راعية للفنان بالشكل المطلوب والجزء اليسير الذي يحصل عليه الفنان من الرعاية غير كاف”.
ودعت التشكيلية نعيم اتحاد التشكيليين ليكون فاعلا وحاضرا بشكل أكبر في الحياة التشكيلية السورية مبينة أن القائمين على العمل في الاتحاد حاليا فنانون مهمون وينتظر منهم مبادرات فعالة في المستقبل القريب.
وتعمل الفنانة نعيم على تجديد لوحتها بشكل دائم ولا تركن إلى أسلوبية أو نمطية محددة في لوحتها وحول ذلك قالت “لدي تجارب جديدة في عالم اللوحة فأنا ضد محدودية الفكر والبقاء ضمن إطار واحد وأرى أن الفنان يحتاج إلى حرية البحث وعدم التأطير مع المحافظة على روح الأداء الواحدة”.
وأكدت أهمية استقطاب المواهب الفنية الشابة ضمن مشاريع محلية في مجال تخصصاتهم وتوجيههم دون التدخل برؤاهم ودعوة هؤلاء إلى عدم التأثر والنقل والاقتباس وترك العنان لموهبتهم للوصول إلى الإبداع.
ولفتت الفنانة نعيم إلى أنه رغم وجود عدد كبير من الفنانين الموهوبين في بلدنا إلا أن الحالة العامة لإنتاج الفن تحتاج إلى إعادة تأهيل وبناء كي نكون متفائلين بمستقبل الفن التشكيلي السوري.
الفنانة ناديا نعيم تخرجت من كلية الفنون الجميلة بدمشق قسم الاتصالات البصرية عام 1989 ولها عدة مشاركات في معارض وملتقيات داخل سورية وخارجها لها معرض فردي في بيروت عام 2004.
محمد سمير الطحان
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: