عزيمة المرأة الريفية في تأسيس مشاريع بإمكانيات محدودة

طرطوس-سانا

تؤكد المرأة السورية في كل يوم قدرتها على مواجهة التحديات والتغلب على الصعوبات التي تواجهها خاصة في ظل الأزمة التي ولدت لديها ثقافة جديدة عززت من تصميمها على العمل والتميز والإبداع والاعتماد على النفس لتأمين حياة كريمة لها ولأسرتها وإثبات دورها إلى جانب الرجل بالمجتمع حتى ولو كان ذلك من خلال مشاريع صغيرة تشكل النواة الأولى لمشاريع كبيرة قادرة على المساهمة في بناء الوطن ودعمه اقتصاديا.

ويتميز في هذا المجال دور المرأة الريفية بمحافظة طرطوس والتي برهنت عن إرادة وعزيمة قوية من خلال تأسيس مشاريع بامكانيات محدودة ونشير بذلك إلى ما عرضه المستفيدون من قروض الهيئة العامة للتشغيل وتنمية المشروعات بطرطوس في معرض “منتجات المرأة الريفية والمشاريع الصغيرة” بالمدينة القديمة بطرطوس من قصص نجاح لمشاريع مختصة بالصناعات التراثية واليدوية الريفية المتنوعة والمنتجات الغذائية التقليدية بهدف الترويج لها تسويقها.

وأكدت المهندسة سحر الموعي مديرة فرع الهيئة العامة للتشغيل وتنمية المشروعات بطرطوس لنشرة سانا الشبابية أن المستفيدين عرضوا باكورة أعمالهم ومشاريعهم التي أسسوها بمساعدة الهيئة التي قدمت الدعم المادي والتدريبي لهن للانطلاق بها وإدارتها لتصبح منشات حقيقية تؤمن العديد من فرص العمل.

وأشارت إلى الخدمة الجديدة التي اطلقتها الهيئة بالتعاون مع المؤسسة الوطنية للتمويل الصغير وهي تقديم قرض وطني لكل أسرة شهيد ترغب بتاسيس مشروع خاص ضمن معايير وشروط محددة في إطار اتفاق تعاون بين الجانبين تم من خلاله تنفيذ أول دورة تدريبية للاستفادة من هذا القرض والتجهيز لتنفيذ دورة ثانية للاستفادة من هذه الخدمة.

ولفتت إلى ما تقوم به الهيئة من برامج لتنمية المشروعات والتدريب من أجل التشغيل المضمون وحاضنات الأعمال وغيرها، مؤكدة أهمية النشاطات الترويجية الأخرى التي أطلقتها الهيئة لدعم المشاريع من خلال إشراكها بالمعارض داخليا وخارجيا والاشتراك بالمسابقات المحلية والدولية وتشبيك المشاريع المتكاملة فيما بينها.

وقالت “إن الفرع شارك في العديد من المعارض داخل وخارج سورية كان آخرها معرض منتجات المرأة الريفية والمشاريع الصغيرة والمتوسطة بمشاركة 11 مشاركا ومشاركة ممن استفادوا من قروض الهيئة بمشاريع متنوعة تتمركز في مدينة طرطوس وأريافها”.

وبهدف الحفاظ على الصناعات التراثية والتقليدية أكدت نجوى ضاحي أن مشاركتها بالمعرض تأتي لتعريف الناس بصناعة الخيزران وأهمية هذه المادة وإمكانية الاستفادة منها لتصنيع الكثير من المنتجات الجميلة التي يرغب العديد من الناس باقتنائها، مشيرة إلى أنها استطاعت من خلال دعم فرع الهيئة بالمحافظة الحصول على قرض لتمويل مشروعها الصغير لصناعة منتجات يدوية من الخيزران بشروط سهلة وميسرة ما ساعدها على الانطلاق به على أمل أن يتوسع المشروع في حال توفر التمويل اللازم.

أما أروى أحمد فأوضحت أنها عرضت من خلال مشاركتها مجموعة من المنتجات المتميزة كالألعاب وأكياس الهدايا والاكسسوارات وعلب المجوهرات إلى جانب أعمال يدوية متنوعة لافتة إلى دور الهيئة ودعمها لها في بداية مشوارها والانطلاق بمشروعها المتمثل بإقامة منشاة للتعبئة والتغليف الأمر الذي يؤكد قدرة المرأة الريفية ودورها في تنمية المجتمع في حال توفر لها الدعم اللازم.

وبينت الفنانة روجيه ابراهيم أن مشروعها يضم اعمالا فنية وتراثية مصنوعة من شرانق الحرير التي ترمز للسلام والمحبة لافتة إلى أنها استفادت من فرع الهيئة بتسويق أعمالها حيث أتاح لها فرصة التقدم لمسابقة الباسل للإبداع والاختراع وحققت نجاحا في عمل إبداعي بعنوان سوريانا الذي يشكل وجه الأم سورية بشموخها وكبريائها.

وأشار ثابت علي أبو علي صاحب منشاة محمصة العنازة إلى أن النجاح يجب ألا يقف عند حد معين وخاصة أن وجد من يساعد على تمويل رواد الأعمال لتأسيس مشاريعهم الصغيرة وتطويرها لكي تصبح ذات جدوى اقتصادية تنعكس ايجابا على دخل العائلة وعلى المجتمع ككل، لافتا إلى ما قدمه له فرع الهيئة لتحقيق حلمه في توسيع محله الصغير حيث اصبح لديه 9 فروع متوزعة بمختلف مناطق المحافظة ومعمل واحد لتحميص الموالح والمكسرات وصناعة الحلويات.

وأكد أمين كباس صاحب منشأة كباس لتعبئة المواد الغذائية أنه استطاع الانطلاق بمشروعه من خلال فرع الهيئة بطرطوس الذي ساعد في تمويله من خلال تقديم قرض بشروط ملائمة لظروفه حيث تمكن من إقامة منشاته التي تقدم منتجات ريفية متنوعة من برغل وعدس وحمص ورز وزعتر ورب البندورة وصابون غار وزيتون.

وأشار إلى ما يعانيه أصحاب المنشات الصغيرة من صعوبة تسويق منتجاتهم خاصة في ظل الظروف الحالية الأمر الذي يتطلب إقامة معرض دائم في المحافظة لترويج وتسويق منتجات المشاريع الصغيرة.

ثورة الصموعة-ديمة الشيخ