دمشق-سانا
اقيم في المنتدى الثقافي العراقي بدمشق اليوم ندوة حوارية حول مجموعة “صرت الآن غابة” للشاعرة سوزان ابراهيم.
ورأت الشاعرة ابراهيم أن نشأتها في قلب غوطة دمشق كان لها أثر كبير على مخيلتها الصورية وزودت ذاكرتها بخيالات ذات ألوان كثيرة حاولت عبرها أن تتم مجموعتها الشعرية ثم قرأت مقاطع منها فقالت في إحداها.. “مولعة بإقلاق راحة الخطوط.. بإرجاعها إلى نقاط أصلها.. مولعة بالوصل بينها.. بطريقة أخرى”.
وبرأي الإعلامي ملهم الصالح الذي أدار الندوة إن خصوصية مجموعة “صرت الآن غابة” مستمدة من تجذر الشاعرة ابراهيم في الأرض كصوت نسائي سوري والذي تجلى في تنوع نتاجها الأدبي من الشعر إلى القصة ولاحقا في طباعة مجموعة من قصائدها إلى اللغة الفرنسية معتبرا أن الأسلوب السردي كان واضحا في أغلب قصائد المجموعة فضلا عن اختيار رموز تعبر عن الواقع الحالي وخاصة الموت والخراب.
وتطرق الشاعر عماد فياض إلى تأثر الشاعرة ابراهيم في هذه المجموعة بالصوفية والرومانسية بدءا من عنوان المجموعة موضحا أن كلمة الغابة هي رمز صوفي لما له من عمق ومجاهيل فضلا عن كونها رمزا للمرأة التي تمنع وتعطي وتصد لتعكس ما تحتويه المجموعة من أبعاد.
وأشار فياض إلى الرمزية التي طالما استخدمتها الشاعرة ابراهيم في مجموعتها كما في تصويرها لرجل يزور معرضا يضم لوحات فنية حيث جعلت من هذه اللوحات نساء فيهن أرواح وحياة يحاورن الرجل ولم تبقهن جامدات لافتا إلى تقسيم الشاعرة مجموعتها إلى ثلاثة فصول حملت عناوين أشجار-أوراق-حطب جاءت كناية للتعبير عما تتعرض له سورية جراء الحرب عليها في إطار من المرارة والسخرية وضمن حالة الاغتراب التي تعاني منها الشاعرة.
واختتم فياض مداخلته بالحديث عن طغيان الروح المنكسرة في مجموعة صرت الآن غابة رغم التصعيد في الأنا العليا لدى الشاعرة مبينا أن استعانة ابراهيم برموز أدبية عالمية في قصائدها مثل سارتر وأراغون وماركيز لما لهذه الرموز من طابع متمرد ومتهور يلائم العالم الداخلي للشاعرة.
أما الشاعرة ليندا عبد الباقي التي نشرت المجموعة فبينت أن توجهها إلى مجال النشر كان نتيجة لمعاناتها الشخصية كشاعرة مع دور الطباعة ولرغبتها في البقاء بين الكاتب والكتاب مشيرة إلى أنه من خلال متابعتها لنتاج ابراهيم الشعري لاحظت تمسكها بسوريتها وبأنها سخرت حواسها خدمة لإحساسها.
واعتبر الناقد أحمد هلال أن تجربة ابراهيم الشعرية تقوم على المغامرة وعلى الهدم والبناء والذي يتصل بالحداثة الشعرية التي تنطلق منها ولا سيما في قصيدة النثر معتبرا أن الخيار الذي تسلكه الشاعرة غير نهائي لأنها تزاول أكثر من جنس إبداعي.
وأوضح هلال أن مزاوجة الشاعرة بين أجناس مختلفة في نصها جعلته يحمل أكثر من دلالة تأويلية ويعبر عن وجهات نظر عديدة معتبرا أن مجموعة صرت الآن غابة منجز على مستوى قصيدة النثر لغياب الوزن والإيقاع والموسيقى فيها والتي استعاضت عنها بإيقاعات أخرى كالصورة والدلالة واللغة والتناص الثقافي.
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: