دمشق-سانا
لم يكن حمل السوريين لزجاجة المياه مشهدا مألوفا كما هو حال نظرائهم في الدول التي تشهد درجات حرارة مرتفعة لكن يبدو أن الأمور اختلفت في السنوات الأخيرة حتى بات مثل هذا المشهد اعتياديا وتصدرت زجاجات المياه مبيعات العديد من المراكز التجارية ومحال البقالة.
وأفاد عدد من أصحاب هذه المراكز والمحال ممن تحدثت نشرة سانا الاقتصادية إليهم بأن مبيعاتهم من المياه المعبأة زادت خلال السنتين الأخيرتين بنسبة 300 بالمئة وأن أعلى نسبة مبيعات سجلت خلال موجة الحر غير المسبوقة التي حلت على البلاد الصيف الفائت مؤكدين أن العبوات الوسط الأكثر طلبا مقابل حركة خفيفة على العبوات العائلية وأن الأسعار تتفاوت تبعا للمنطقة وموقع منفذ البيع ولكنها في العموم تزيد بين 20 و 50 بالمئة من السعر الذي تبيع به الشركة العامة لتعبئة المياه تبعا لكثرة الوسطاء وتكاليف النقل والتشغيل.
وتزايد في الأعوام الأخيرة وعلى وقع الارتفاعات الملحوظة لدرجات الحرارة صيفا استهلاك المياه ولا سيما المعبأة منها إذ باتت صناعة المياه المحلية إنتاجا وتوزيعا إحدى الصناعات الآخذة في النمو سواء لجهة زيادة الكميات المنتجة أم خلق فرص عمل جديدة عبر تعزيز شبكات التوزيع ومنافذ البيع وتوسيع قنوات التسويق.
وبينت المؤسسة العامة للصناعات الغذائية أن المعامل التابعة للشركة أنتجت منذ بداية العام الجاري حتى نهاية الشهر الفائت حوالي 243ر10 ملايين ليتر توزعت على 712ر2 مليون ليتر من نبع السن و 038ر4 ملايين من بقين و 831ر1 مليون من الدريكيش و 660ر1 مليون من الفيجة بقيمة إجمالية 670 مليون ليرة سورية.
ويعزو عدد من الباعة الفارق الكبير بين أسعار عبوات المياه لدى الشركة وأسعار بيعها للمستهلك إلى تعدد وتنوع حلقات الوساطة وضعف الرقابة على الأسواق وانخفاض العرض مقابل ارتفاع الطلب في بعض الأحيان فالعبوة سعة نصف ليتر تبيعها الشركة “أرض المعمل” بـ 52 ليرة لتصل إلى المستهلك النهائي بحوالي 100 إلى 125 ليرة بفارق بين 30 إلى 55 ليرة فيما تبيع عبوة الـ 5ر1 ليتر بـ 100 ويشتريها المستهلك بين 125 إلى 150 بفارق بين 25 إلى 40 ليرة علما بأن الطلب عليها يفوق الطلب على العبوات الصغيرة في حين هو محدود جدا على العبوات العائلية.
وتعد صناعة المياه المعبأة إحدى الصناعات الحديثة نسبيا والتي انتشرت حول العالم بداية ثمانينات القرن العشرين وأخذت تتوسع بشكل مطرد بيد أنها لم تحقق أرباحا ملموسة للمنتجين إلا في العقد الأخير ويرجع ذلك إلى انخفاض تكلفة المدخلات التي تستخدمها في الإنتاج سواء باستخدام منابع المياه المعدنية أم مصادر المياه المنزلية العادية.
وأصبحت المياه المعبأة وفقا لدراسات منتجا رئيسا لملايين المستهلكين حول العالم فالأميركيون ينفقون سنويا نحو 21 مليار دولار لشراء المياه لذا ينظر إلى هذه الصناعة على أنها من الأنشطة التجارية الواعدة ويرجع النمو في الطلب لعوامل عدة أهمها أنها ربما تكون أفضل طعما ونقاء من مياه المنازل العادية كما ينظر إليها كبديل مناسب عن المشروبات الأخرى التي تحتوي غالبا على السكر.
أحمد العمار
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: