دمشق-سانا
غطت أسراب من طائر اللقلق الأبيض سماء دمشق بأعداد كبيرة صباح اليوم في رحلتها السنوية جنوبا مشكلة في تحركاتها لوحات وأشكالاً جميلة متعددة.
واللقلق الأبيض أو “أبو سعد” كما يسميه الناس في بلاد الشام من الطيور الخواضة ذات الأرجل الطويلة ولون ريشه أبيض تماما إلا نهاية أطراف أجنحته فهي سوداء بينما يتلون ساقاه ومنقاره باللون الأحمر.
وفي تصريح لـ سانا قال الدكتور دارم طباع مدير مشروع حماية الحيوان و الخبير البيئي إن “اللقلق طائر ضخم جميل يصل طوله إلى ما بين 100 و125 سم ويصل طول جناحه إلى 155-200 سم ووزنه إلى ما بين 3ر2 و5ر4 كغ وهو من الطيور المهاجرة القوية حيث يستطيع أن يصل إلى المنطقة الاستوائية وأفريقيا جنوب الصحراء وحتى أفريقيا الجنوبية أو شبه القارة الهندية شرقاً”.
وتجتمع اللقالق المهاجرة القادمة من الشمال بمعظمها في سورية وتتوزع على كامل بلاد الشام حيث تشكل سورية الممر الرئيسي لها قبل أن تنطلق بمعظمها جنوباً بعد أن تسجل وقوفها بأكثر من ثمانين موقعاً على الأراضي السورية.
وتلعب الطيور المهاجرة حسب طباع دورا بيئيا مهما من خلال تغذيتها على الكثير من الحشرات والقوارض لتكون “بلا منازع صديقة الفلاحين وأبناء الريف في حماية أراضيهم” كما أنها تزين سماء المدن السورية بتشكيلاتها الرائعة أثناء تحليقها.
وأوضح طباع أن طيور اللقلق تهاجر في شهري آب وأيلول من أماكن تكاثرها فى أوروبا متجهة إلى الجنوب لتقضي شتاءها فى أفريقيا مروراً بكينيا وأوغندا حتى السافانا التي تصل إلى جنوب أفريقيا وتتجمع فى هذه المناطق على شكل أسراب مكونة من آلاف الطيور ويصل بعضها إلى غرب السودان ونيجيريا وتشاد ذاهبة باتجاه الغرب مباشرة وعند حلول الربيع تعود مرة أخرى إلى أماكن سكنها في الشمال وقد سجلت عودتهم مرة ثانية في شهري شباط ونيسان إلى كل من مصر والسودان وبعد رحلة تستمر نحو 49 يوماً تعود مره ثانية إلى أوروبا عبر سورية أيضاً في نهاية شهري آذار ونيسان.
وعند مقارنة رحلة الخريف بالربيع تستمر الأولى 26 يوماً فقط وذلك بسبب قلة الطعام التي تتناولها الطيور المهاجرة وسرعة الرياح التي تزيد من معدل سرعة تحليقها ويتم التواصل عبر اللقالق البالغة من خلال اصطدام مناقيرها ببعضها حيث تصدر صوتا مرتفعا يشبه صوت البندقية الذي يسمع من على مسافه بعيدة مكونة إيقاعات مختلفة مميزة للقالق.