لافروف يؤكد حصول بعض التقدم على عدة محاور في تسوية الأزمة الأوكرانية

برلين-سانا

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حصول بعض التقدم على عدة محاور في جلسة المحادثات الرباعية التي تجرى في برلين بين وزراء خارجية روسيا وأوكرانيا وفرنسا وألمانيا مشيراً إلى أن المحادثات ستستمر في الأيام المقبلة للوصول إلى صيغة معينة “لوقف المأساة في أوكرانيا”.

وقال لافروف في مؤتمر صحفي عقده اليوم في برلين إن “وقف إطلاق النار وبدء حوار سياسي هما المشكلتان الأساسيتان ولم يحصل أي تقدم بهذا الشأن موضحاً أن روسيا تصر على وقف إطلاق النار في أوكرانيا دون شروط لكن كييف لا تزال تقدم شروطاً غامضة” ، وبين لافروف أن حكومة كييف لم تلتزم بوقف إطلاق النار بحجة أن الأطراف التي يجب أن تتحاور معها لا تدخل في الحوار وقال إن “موسكو تدعو الولايات المتحدة إلى استخدام تأثيرها على الحكومة الأوكرانية لدفعها لوقف الحرب والعنف والبدء بحوار شامل بمشاركة كل الأقاليم والقوى السياسية”.

وحذر لافروف من خطورة عدم سيطرة الحكومة الأوكرانية على كل الفصائل المسلحة وخاصة اليمينية التي تشكل خطراً على الحكومة نفسها ما يعيق التوصل لتسوية لافتاً إلى أن روسيا تعمل مع الولايات المتحدة والأوروبيين الذين يمكنهم التأثير على هذه الجماعات للوصول إلى حل سياسي.

وأشار لافروف إلى أنه تمت “إزالة المشاكل الوهمية” التي وضعتها حكومة كييف في وجه المبادرة الروسية بإرسال نحو 300 قافلة مساعدات إنسانية مع تأكيد الجهة الأوكرانية أن المساعدات ستصل إلى من يحتاجها معرباً عن أمله بأن تصل المساعدات الإنسانية الروسية إلى جميع المحتاجين في المناطق المتضررة شرق أوكرانيا في القريب العاجل.

وأوضح لافروف أنه تم التوصل إلى اتفاق حول مراقبة الحدود وأمنها الذي يقع على عاتق روسيا من جهة الأراضي الروسية وعلى مسؤولية أوكرانيا من جهة أراضيها مشيراً إلى أن “مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لم يسجلوا تحركات غير شرعية على الحدود الروسية الأوكرانية” ومؤكداً أن روسيا دعت مراقبي منظمة الامن والتعاون إلى مراقبة الحدود الروسية الأوكرانية ولفت لافروف إلى أهمية أن تؤكد الأطراف المشاركة في المحادثات حول أوكرانيا في برلين تمسكها باتفاق جنيف الخاص بهذا الشأن مشدداً على ضرورة أن توحد القضايا الإنسانية أطراف المفاوضات بشأن الأزمة الأوكرانية.

ونفى لافروف ما تردد في وسائل الإعلام حول إعلان كييف تدمير الجيش الأوكراني قافلة عسكرية روسية حاولت دخول الأراضي الأوكرانية موضحا أن هذا الخبر “غير حقيقي وأن قافلة عسكرية أوكرانية كانت تتوجه في ذات الوقت تقريباً إلى مقاطعة لوغانسك بهدف قطع طريق تقدم المساعدات الإنسانية وأن قوى الدفاع الشعبي دمرت القافلة ولا علاقة لروسيا بالموضوع”.

وانتقد لافروف موقف أعضاء الاتحاد الأوروبي الذين يؤكدون حرصهم على تنفيذ اتفاق جنيف والحل السلمي دون أن يتجرؤوا على إعلان ذلك صراحة مبيناً أن روسيا أوضحت دائماً حيوية اتفاقية جنيف ولم تجد معارضة من أحد كما أن اتفاق برلين طالب بوقف إطلاق النار دون أن يتم تنفيذه رغم إيفاء روسيا بكل التزاماتها بهذا الشأن.

وجدد لافروف دعوته للسلطات في أوكرانيا إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تبدأ بعملية إصلاح دستورية وحوار شامل بمشاركة كل الأقاليم والقوى كسبيل وحيد للوحدة الوطنية والابتعاد عن التمسك بما يسمونه “حكومة المنتصرين” والتخلي عن قرارات الاجتثاث التي يتخذها البرلمان الأوكراني لمنع أحزاب وحركات معينة من تولي بعض المناصب لأن الاستمرار في هذه السياسة سيؤدي إلى تقسيم البلاد.

وحول وضع الحدود الروسية الأوكرانية شدد لافروف على حق روسيا في اتخاذ القرارات التي تعتبرها ضرورية لحفظ أمنها على أراضيها موضحاً أن هناك حرباً من جهة أوكرانيا تستخدم فيها المدافع والطيران والمنصات الصاروخية وذلك على بعد كيلومترات فقط من الحدود الروسية وقد وصلت هذه القذائف إلى الأراضي الروسية وأن موسكو تقدر أن ذلك لا يمكن أن يكون مقصوداً بل كان صدفة لكن الحذر واجب وضروري.

وفيما يتعلق بطلب أوكرانيا مساعدة عسكرية من الاتحاد الأوروبي قال لافروف “إن هذا الأمر سيء لأن ضرورة وقف إطلاق النار أمر أساسي وحكومة كييف تراهن على الحل العسكري وما زالت تعمل على الحصول على انتصارات لتثبيت سلطتها ما يناقض كل الاتفاقات التي تم التوصل إليها” داعياً الغرب إلى أن يدرك مسؤوليته عما يحدث في أوكرانيا ويؤثر على من لا يريد إحلال السلام فيها.

وكانت وزارة الخارجية الروسية أعلنت فى وقت سابق عن تحقيق بعض التقدم فى المحادثات الرباعية التى تجري فى برلين بخصوص الأزمة الأوكرانية.

انظر ايضاً

معرض (ربيع حلب 2024)… أعمال تحاكي الفن والإبداع

حلب-سانا تحت عنوان “ربيع حلب 2024” نظم اتحاد الفنانين التشكيليين في حلب المعرض الفني السنوي