وصلت الولايات المتحدة في مماطلتها للفصل بين ما تطلق عليها «معارضة مسلحة معتدلة» وتنظيمات إرهابية أخرى إلى الحائط المسدود، وعندما وجدت أن الجانب الروسي مُصر على عملية الفصل تنصّلت من كل تعهداتها وأوعزت بتغيير اسم «جبهة النصرة» ليصبح «جبهة فتح الشام» وكشفت بذلك دعمها لكل التنظيمات الإرهابية ومنها الـمُدرجة على قوائم الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب.
ولم تكتفِ إدارة أوباما بالنكوص بتعهداتها للجانب الروسي بل صعّدت من دعمها للتنظيمات الإرهابية لتقوم باستهداف المدنيين في حلب على أوسع نطاق والهجوم على مناطق جديدة بهدف الحدّ من تقدم الجيش العربي السوري الذي يعمل لتخليص حلب وأهلها من جرائم الإرهاب.
المعارك العنيفة التي تخوضها وحدات من الجيش السوري في منطقة الراموسة مع الآلاف من الإرهابيين الانتحاريين ومهما طالت لن تكون إلا في مصلحة الجيش، وما تتكبده هذه التنظيمات الإرهابية من خسائر كبيرة في العديد والعتاد سينعكس لاحقاً على إمكانية حفاظها على أي موقع وبالتالي الهزيمة المنكرة أمام أبطال الجيش.
إن نكوص الإدارة الأميركية بتعهداتها للجانب الروسي يبيّن رفض الولايات المتحدة للحلّ السياسي في سورية الذي تدعمه نظرياً، وتعمل على الأرض عبر التنظيمات الإرهابية لمنع تحقيقه عملياً إلا بما يخدم سياستها الهدّامة للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
ما تقوم به التنظيمات الإرهابية في حلب اليوم من عمليات هجومية ضد المدنيين وقوات الجيش السوري، يعكس رغبة أميركية واضحة باستمرار استنزاف الشعب السوري وتدمير بُناه التحتية ومحاولة إنجاز أي شيء من قبل الإرهابيين قبل ذهاب ممثليهم إلى جولة جنيف الجديدة.
لا شك أن محاولة الإرهابيين قطع طريق حلب حمص عبر هجومهم بالآلاف على منطقة الراموسة تهدف في الأساس الى محاصرة أهالي حلب وقطع الشريان الحيوي للمدينة وفي نفس الوقت التأثير على عمليات الجيش الجارية لمحاصرة الإرهابيين في بعض المناطق الأخرى.
إن المعركة في حلب ستُحسم في نهاية المطاف للجيش العربي السوري صاحب الأرض والحق الذي ينفِّذ عملياته وتكتيكاته العسكرية بما يخدم الهدف الأسمى وهو الوفاء بتعهده لأهالي حلب بإنهاء معاناتهم من التنظيمات الإرهابية.
إن انتصارات الجيش العربي السوري على الإرهاب وبيانها التصاعدي هي من سترسم الحلّ السياسي ومستقبل سورية في نهاية المطاف، والتصعيد الإرهابي الجاري في بعض المناطق والجهات المتعددة من أنحاء الوطن والخسائر الكبيرة للتنظيمات الإرهابية وعجزها عن إنجاز مراميها مؤشر كبير على وصول المشروع العدواني الإرهابي على سورية إلى نقطة الهزيمة.
صحيفة الثورة