معاناة القطاع الزراعي بحمص.. ارتفاع تكاليف الإنتاج وراء عزوف المزارعين عن الزراعة وجهود لتشجيع عودتهم لأراضيهم

حمص-سانا

شهد القطاع الزراعي في حمص خلال السنوات الخمس الأخيرة تراجعا ملحوظا من حيث انخفاض المساحات الزراعية لمختلف أنواع المحاصيل الرئيسة والثانوية وبالتالي تدني نسب الإنتاج كما ونوعا ما أدى إلى انخفاض الإنتاج الزراعي وارتفاع أسعار المنتجات حتى خلال موسم قطافها .

وحول أهم المشاكلات التي يعاني منها المزارعون في مختلف مناطق حمص وأسباب عزوف البعض عن الزراعة يقول معظم الفلاحين إن السبب الرئيس لتراجع القطاع الزراعي هو الحرب الإرهابية التي تشن على سورية والعقوبات الاقتصادية الجائرة الأمر الذي أدى إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج الزراعي من أسمدة ومحروقات ومبيدات وبذار وأجور فلاحة وارتفاع أجور اليد العاملة إضافة إلى خروج العديد من المساحات الزراعية من الخدمة بسبب وجودها ضمن مناطق تشهد أحداثا ما دفع العديد من المزارعين إلى العزوف عن الزراعة .

ويطالب أغلبية المزارعين على اختلاف زراعاتهم من قمح وبطاطا وتفاح ومشمش وزيتون ولوز وكرمة الجهات المعنية بضرورة فتح أسواق لتسويق منتجاتهم ووضع تسعيرة تلائم ما يدفعه المزارع من تكاليف زراعة وكهرباء ومحروقات وفلاحة بهدف تشجيعهم على الاستمرار بزراعة أراضيهم والتوسع فيها لتأمين ما يحتاجه المواطن من منتجات بأسعار مقبولة .

وللتعرف على ما يعانيه مزارعو الزيتون بحمص يقول أبو احمد أحد المزارعين إن الخدمات التي كان يقدمها لمحصوله قبل الأزمة انخفضت بنسبة 70 بالمئة حيث عمد على تخفيض عدد مرات الفلاحة والري وبسبب ارتفاع أسعار الأسمدة والمبيدات عمد إلى عدم استخدامها ما أثر بشكل مباشر على نوعية المنتج وكميته وبالتالي انخفاض المردود المادي .

ولا تختلف معاناة مزارعي الزيتون عن اللوز والكرمة والتفاح والمشمش حيث توحدت اراء المزارعين حول حاجتهم الى تدخل مباشر من قبل الجهات المعنية لدعم القطاع الزراعي بمختلف أشكاله أما من خلال تعويض الفلاحين من خلال تأمين بذار وأسمدة ومبيدات بأسعار مخفضة قليلا أو تأمين أسواق لتصريف منتجاتهم.

ولفت المزارع شادي طعمة من قرية زيدل التي تشتهر بزراعة الكرمة أن أكثر الصعوبات التي تواجهه في هذا الموسم هو التسويق وذلك نتيجة توقف التصدير إلى لبنان مؤخرا إلى جانب غلاء مستلزمات الإنتاج من أدوية الرش والمبيدات والتي تتأثر بسعر الصرف وغلاء المحروقات والعبوات .

من جانبه لفت رئيس الوحدة الارشادية في زيدل بسام بركات أن دور الإرشادية يقتصر على توزيع المصائد الفرمونية لمكافحة الآفات اضافة إلى تقديم النصائح والندوات الارشادية التي تساعد المزراعين في التعرف على الآفات وطرق مكافحتها.

فيما ذكرت رئيس دائرة زراعة المخرم المهندسة عبير الناصر أن أغلب الصعوبات التي تواجه مزارعي الزيتون في المنطقة تتلخص في غلاء عمليات الخدمة من الفلاحة والريات التكميلية ومبيدات المكافحة إلى جانب غلاء أجور اليد العاملة وقلتها.

وأوضح المزارع حسين العلي أن ارتفاع أجور المحروقات وغلاء أسعار المبيدات وارتباطها بسعر الصرف جعله كباقي المزراعين يقتصر على إجراء فلاحة واحدة للأرض رغم حاجتها خلال السنة على الأقل لثلاث فلاحات فيما أثر ارتفاع أسعار المبيدات على عزوف الفلاحين على مكافحة الآفات وتقول المهندسة احتفال منصور رئيسة مكتب التسويق في اتحاد الفلاحين أنه يجب رفع مقترحات للجهات المختصة لدعم المزارعين في مختلف المحاصيل والزراعات وخاصة محصول القمح الاستراتيجي إضافة إلى التعاون مع الخزن والتسويق لشراء بعض المحاصيل من الفلاحين بأسعار تشجيعية لمنع تلاعب التجار.

من جهته بين المهندس نزيه الرفاعي مدير زراعة حمص أن 30 بالمئة من مساحة الأراضي الزراعية خرجت من الخدمة بسبب الظروف الحالية وتعمل المديرية في هذه المرحلة على تشجيع عودة المزارعين إلى أراضيهم وتأمين كميات من بذار القمح والشعير لهم مجانا بالتعاون مع الجهات المانحة بهدف تقليص مساحة الأراضي الخارجة عن الخدمة وتنفيذ خطة الزراعة كما كانت قبل الأزمة لأن القطاع الزراعي من أهم القطاعات الاقتصادية لارتباطه بشكل مباشر بحياة المواطن.

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency