لا تختلف عقيدة التنظيمات الإرهابية عن العقيدة الأميركية التي تحكم سياسات واشنطن في العالم والمعنونة بـ «من ليس معنا فهو ضدنا».
وانطلاقاً من هذه التشاركية في العقيدة تمنع الولايات المتحدة إدراج العديد من هذه التنظيمات في قوائم الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب, وكان آخر جهد لإدارة أوباما قبل يومين حين منعت إدراج كل من حركة «تركستان الشرقية» و«إمارة القوقاز» و«جيش الإسلام» و«حركة أحرار الشام» و«جيش المهاجرين والأنصار» و«لواء السلطان مراد» وغيرها من الكيانات التي تنشط وترتكب أعمالاً إرهابية في دول ومناطق مختلفة حول العالم في قوائم المنظمة الدولية لمكافحة الإرهاب.
في كل يوم ترتكب هذه التنظيمات الإرهابية الكثير من الجرائم بحق الإنسانية، ومع ذلك تلقى حماية واشنطن وأدواتها لكونها أداة لتنفيذ السياسة الأميركية .
والمتابع لسياسة واشنطن في مسألة مكافحة الإرهاب, يجد أن التنظيمات الإرهابية التي خرجت عن طاعتها مثل «القاعدة» و«داعش» و«النصرة» هي التي أدرجت في قوائم الأمم المتحدة فقط وبقية التنظيمات الأخرى خارجها لأنها لاتزال تعمل تحت امرة الاستخبارات الأميركية والغربية.
قبل أيام قام ارهابيون من تنظيم «جيش الإسلام» الارهابي بقتل الطيار السوري المقدم نورس حسن خلافاً لكل القوانين الدولية وتعاليم الإسلام، و لم يستغرب الشعب السوري هذه الجريمة بحق الطيار الذي هبط بالمظلة في منطقة يسيطر عليها إرهابيو التنظيم المذكور أثناء تنفيذ مهمة تدريبية, فهذه الجريمة النكراء هي من ضمن سلسلة من الجرائم التي ارتكبها افراده بحق المدنيين وأسفرت عن استشهاد واصابة آلاف المدنيين في المناطق التي يتواجد فيها ومحيطها.
إن قتل هذا التنظيم الإرهابي للطيار نورس حسن واحد من أدلة لا تعد ولا تحصى على الوحشية التكفيرية التي استمدها إرهابيوه من رعاته ومموليه السعوديين الذين ينفذون أوامر الاستخبارات الغربية والإسرائيلية, وإثبات على عدم إيلاء التنظيم لأسراه في قبضة الجيش العربي السوري أي اهتمام أو رحمة، حيث كان بالإمكان مبادلته بالبعض منهم.
لقد كان الأجدر بالإدارة الأميركية أن توافق على إدراج كل التنظيمات الارهابية في سورية والعراق في قوائم الإرهاب الدولية وفي مقدمتها «جيش الاسلام » فما فعله تنظيم «داعش» الارهابي بالطيار الأردني فعله ارهابيو «جيش الإسلام» بالطيار السوري، والتنظيمان المذكوران عقيدتهما الوهابية وممولوهما آل سعود.
مع الأسف لم تستفد الولايات المتحدة من تجاربها السابقة, فالتنظيمات الإرهابية التي تقاتل في سورية والعراق اليوم بأمرتها قد تنقلب ضدها فها هي «داعش» انقلبت على داعميها الأتراك والغربيين, ولن يكون بعيداً اليوم الذي نرى فيه «جيش الإسلام» يستهدف المصالح الأميركية عندما تنتهي صلاحيته لدى الـ «سي أي ايه».
إن القصاص للطيار السوري البطل لن يطول وإن زملاءه وعدوا بذلك وسيكون لهم الأمر في الوقت المناسب, والجيش العربي السوري الذي توعد قاتلي الطيار السوري بعقاب شديد لن تثنيه مثل هذه الجرائم عن متابعة عملياته ضد الإرهاب في ربوع الوطن.
صحيفة الثورة