بغداد-سانا
أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي سحب ترشحه لرئاسة الوزراء لمصلحة حيدر العبادي المكلف تشكيل الحكومة الجديدة.
وقال المالكي في كلمة له الليلة بحضور أركان ائتلاف دولة القانون نقلتها قناة العراقية: “إنني لا أريد أي منصب فمنصبي هو ثقة الشعب العراقي العظيم بي وهو منصب لا أرقى ولا أشرف منه” مضيفا.. “إنه ولتسهيل سير العملية السياسية وتشكيل الحكومة العراقية الجديدة أعلن أمام الشعب العراقي سحب ترشيحي لمصلحة الأخ الدكتور حيدر العبادي وكل ما يترتب على ذلك حفاظا على المصالح العليا للبلاد وسأبقى جنديا مقاتلا مدافعا عن العراق وشعبه وسندا له”.
وقال المالكي: “إن مسؤوليتي وواجبي الشرعي أن أدافع عن هذا البلد وشعبه ومقدساته وسأبقى على العهد مع الله في الدفاع عن العراق ولن أفرط بثقة الشعب العراقي الذي خرج بشيبه وشبابه وضحى وتحدى حتى الاستشهاد وانتخبنا بأصابع شريفة حتى حققنا أعلى الأرقام ونلنا أكثر الأصوات ككتلة ومرشح بين المتنافسين في يوم تاريخي مشهود سيظل علامة مضيئة وحقيقة دامغة في تأريخ العملية الديمقراطية في العراق”.
وأوضح المالكي أن العراق واجه موجة جديدة من الإرهاب في أوائل عام 2012 حين كانت المنطقة العربية تعيش بدايات “الحرب الطائفية” وهي حرب شاركت في إثارتها أجهزة مخابرات دولية وإقليمية بالتعاون مع بعض القوى السياسية المحلية التي كانت توفر غطاء سياسيا لـ “المنظمات الإرهابية”.
وتابع المالكي: “إن بداية المرحلة الجديدة للإرهاب في العراق تزامنت مع اندلاع الأزمة في سورية في أوائل عام 2011 حيث حظيت “المنظمات الإرهابية” في سورية بدعم متعدد الاتجاهات والأشكال من بعض الدول الكبرى والإقليمية ذات (التوجهات الطائفية) ولم يكن الهدف الأساس للأزمة السورية إسقاط النظام فيها فقط إنما ليكون بوابة لإحداث تغييرات ورسم خارطة سياسية جديدة في المنطقة ومن بينها العراق”.
وأضاف المالكي: “إن الانتكاسة الأمنية التي حدثت بعد سيطرة تنظيم (داعش) الإرهابي على مدينة الموصل وتهديده لمحافظات أخرى جاءت تتويجا لمشروع بدأ في سورية مرورا بالعراق وعدد من دول المنطقة ليصل في نهايته إلى الدول التي ساندت ووقفت إلى جانب التنظيمات الإرهابية”.
وأكد المالكي أن القوات الأمنية العراقية والمجاهدين المتطوعين وأبناء العشائر الغيارى تمكنوا من استيعاب واحتواء الهجمة الإرهابية والانتقال بسرعة من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم واستعادة زمام المبادرة وتحرير محافظات وفتح طرق رئيسية بين المدن والمحافظات.
وأضاف المالكي: “أمام هجمة ظالمة تعرضت لها شخصيا التزمت الآليات القانونية في معركة الدفاع عن الدستور حتى اتهمت بالتشبث بالسلطة مع أنه كان دفاعا عن الوطن وحرمة الدستور والاستحقاقات الانتخابية.. والدفاع عن الحق لا يعني بأي حال من الأحوال تمسكا بالسلطة ولم ألجأ إلا للمحكمة الاتحادية وتعهدت بقبول قرارها واليوم أقول للشعب العراقي الكريم لأسلمن ما سلم العراق وشعبه ولن أكون سببا في سفك قطرة دم واحدة وإن كان فيها جور علي” معلنا عن تنازله عن الدعوى القضائية التي رفعها ضد الرئيس العراقي فؤاد معصوم.
وكان الرئيس العراقي فؤاد معصوم كلف في الحادي عشر من شهر آب الجاري حيدر العبادي تشكيل الحكومة العراقية الجديدة بعد ترشيح التحالف الوطني له لرئاسة الوزراء.
الأمم المتحدة ترحب بسحب المالكي ترشحه لرئاسة الوزراء
في سياق متصل رحب مبعوث الامم المتحدة الى العراق نيكولاي ملادينوف بإعلان رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي سحب ترشحه
لمنصب رئاسة الوزراء لمصلحة رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي واصفا هذه الخطوة بالتاريخية.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ملادينوف قوله في بيان: “إن قرار المالكي السماح بتشكيل حكومة جديدة من دون مزيد من التأخير يثبت أنه رجل دولة ويبرهن عن التزامه بالعملية الديمقراطية وبالدستور” مضيفا إن ذلك “سيسمح بخطوة تاريخية أخرى هي الانتقال السلمي للسلطة في بلد عانى طويلا من سفك الدماء والعنف”.
القوات العراقية تطهر سد حديثة
من جانب آخر واصلت القوات المسلحة العراقية عملياتها الجوية والبرية ضد عصابات ما يسمى تنظيم “دولة العراق والشام” الإرهابي في عدة مدن عراقية وأوقعت في صفوفها 243 قتيلا ودمرت العديد من الأوكار وعشرات السيارات.
وتمكنت قوات عمليات الأنبار بعد معارك ضارية مع العصابات الإرهابية التي استولت لعدة ساعات على سد حديثة من تطهيره بشكل تام والقضاء على سبعين إرهابيا.
وقال مصدر عراقي لمراسلة سانا في بغداد إن القوات العراقية واصلت تمشيطها لقضاء حديثة واعتقلت عددا من المتعاونين مع التنظيمات الإرهابية بالتعاون مع أبناء العشائر المنتفضة ضد عصابات القاعدة والتنظيم الإرهابي.
وأضاف المصدر “في الوقت ذاته تمكنت قوة أخرى من قيادة عمليات الأنبار مدعومة بقوات النخبة من إعادة السيطرة على قرى الكرمة المحيطة بمنطقة ابراهيم بن علي بعد اشتباكات عنيفة مع العصابات الإرهابية أسفرت عن مقتل أربعة عشر إرهابيا بينهم قناصان”.
وفي منطقة بروانة القريبة من قضاء حديثة قضى طيران الجيش العراقي على أحد عشر إرهابيا ودمر عدة شاحنات محملة بالأسلحة والذخيرة.
وقال قائد طيران الجيش العراقي الفريق الطيار الركن حامد المالكي إن طيران الجيش العراقي رصد عدة شاحنات محملة بالأسلحة والذخيرة والإرهابيين تقترب من منطقة بروانة فوجه لها ضربات دقيقة أسفرت عن تدمير جميع الشاحنات بما فيها من أسلحة وذخيرة والقضاء على أحد عشر إرهابيا.
من جانبها أعلنت وزارة الدفاع العراقية مقتل سبعين إرهابيا مما يسمى تنظيم “دولة العراق والشام” بعدة ضربات جوية في سنجار.
وذكر بيان للوزارة تسلمت سانا نسخة منه أن الطيران الحربي نفذ اربع ضربات جوية بناء على معلومات من مديرية الاستخبارات العسكرية استهدفت تجمعات لعصابات التنظيم الإرهابي في مناطق باب شلو وأم الشبابيط بسنجار.
وفي محافظة ديالى تم القضاء على أكثر من خمسين إرهابيا بضربات جوية للطيران الحربي العراقي استهدفت مواقعهم على أطراف بلدة العظيم شمال شرق محافظة ديالى.
وقال مصدر في جهاز الاستخبارات العسكرية العراقية إن “طائرات حربية عراقية قصفت مواقع للتنظيم الإرهابي باطراف ناحية العظيم التابعة لمحافظة ديالى ومنطقة نجانة التابعة لمحافظة صلاح الدين ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن خمسين إرهابياً وتدمير خمس سيارات مزودة برشاشات.
وأشار المصدر إلى أن القوات الأمنية ألقت القبض على إرهابي من التنظيم يحمل الجنسية السعودية في ناحية العظيم واقتادته إلى مركز أمني للتحقيق معه ومن ثم أحالته إلى الجهات المختصة لاستكمال الإجراءات القانونية بحقه.
وعلى صعيد مواز قال المصدر “إن عشرة عناصر من القوات الأمنية سقطوا بين شهيد وجريح بانفجار عبوات ناسفة مزروعة في الطرق والممرات التي تربط قرى ناحية العظيم كان إرهابيو التنظيم قد تركوها قبيل انسحابهم من الناحية خلال الأيام الماضية”.
وتابع المصدر أن طيران الجيش قصف مواقع لعصابات التنظيم الإرهابي وسط قضاء بيجي شمال تكريت ما أسفر عن مقتل سبعة عشر إرهابيا فضلا عن حرق ثماني سيارات وتدمير وكر كان يتحصن فيه الإرهابيون كما وجه طيران الجيش العراقي ضربة مركزة إلى وكر لعصابات التنظيم الإرهابي في ناحية القيارة جنوب الموصل ما أدى إلى مقتل 11 إرهابيا وحرق ست سيارات تابعة لهم.
إلى ذلك أكدت وزارة الدفاع العراقية أن مناطق حزام بغداد آمنة ومسيطر عليها منوهة بتعاون المواطنين مع القوات الأمنية.
من جهة أخرى أعلنت اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد تشكيل غرفة عمليات مشتركة مع القياد ات الأمنية لاتخاذ جميع الإجراءات المناسبة لمنع تسلل الإرهابيين مع المهجرين للمحافظة.
وكانت قوة من شرطة النجف بالتعاون مع مديرية الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية القت القبض على ستة إرهابيين دخلوا المحافظة مع الأسر المهجرة.
وفي السياق نفسه أكد مصدر في وزارة النفط إحباط محاولات ما يسمى تنظيم “دولة العراق والشام” الإرهابي لإحداث أزمة في المشتقات النفطية في عموم البلاد.
وقال المصدر إن الصادرات النفطية من حقول كركوك متوقفة منذ شهر آذار الماضي تبعها توقف المشاريع الخاصة بها كالمصافي وغيرها موضحا أن المحافظة تعاني حاليا من أزمة بالمشتقات كون الكميات التي تصلها لا تسد حاجتها ولاسيما بعد قطع الطرق المؤدية لها وتوقف مصفى بيجي الذي كانت تعتمد عليه المحافظة بهذا الشأن.
من جهة أخرى ذكر بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي بدء مشاوراته لتشكيل الحكومة الجديدة منذ الساعات الأولى لتكليفه بشكل رسمي.
ونقل البيان الذي تلقت صحيفة الصباح نسخة منه أن “العبادي منشغل حاليا بتشكيل الحكومة واعداد البرنامج الحكومي بالاتفاق مع بقية الكتل السياسية”.
وأشار البيان إلى أن رئيس الوزراء المكلف دعا الكتل السياسية إلى تعيين ممثلين لها لغرض التفاوض والاتفاق على الحقائب الوزارية وأن يكون المرشحون من الكفاءات الوطنية القادرة على النهوض بالعراق إلى المستوى اللائق به مركزاً على أهمية تمثيل المرأة في الحكومة المقبلة بشكل مناسب.