دمشق-سانا
تنقل الأديب الدكتور علي العبيدي في الكتابة الإبداعية من الرواية إلى النقد فالشعر بعد أن امتلك أدواتها لتقديم تجربة خاصة تحمل الأصالة والابتكار في الكتابة واتباع الأسلوب المنهجي في النقد.
ويقول العبيدي في حديث خاص لـ سانا: “النقد كعلم معرفي فني قائم وموجود شهد تطورا مهما في نظرياته ورؤاه مع الاحتفاظ بفلسفة الناقد الشخصية في التعامل مع النص ما أدى إلى تنوع دراساته التي تنطوي على آراء مختلفة” مؤكدا في الوقت نفسه أنه لولا وجود النقد وحضوره لكنا أمام فوضى ثقافية أدبية عارمة.
ولكن معاناة النقد الحالية كما يراها مؤلف كتاب الرواية العربية في البيئة المغلقة تتمثل في أن “النقد لم يحافظ على أمانته أو حياديته أو موضوعيته وانجرت الممارسة النقدية إلى الرأي الخاص المحض”.
وينتقد العبيدي طغيان المديح في العملية النقدية لأن من يمارسها بات يحتكم الى الحالة الاجتماعية مع صاحب النص لافتا إلى أن بعض النقاد “يخففون من لهجتهم إن كان الكاتب امرأة” مشيرا في الوقت نفسه إلى غياب هذه الظاهرة عند النقاد الغربيين بسبب التزامهم بالموضوعية.
ويضيف مؤلف كتاب الموسيقا وشعر الحب في الفكر الصوفي: “في رأيي الخاص أن النقد هو البحث عن مواطن القبح والضعف في النص الادبي وتقويمها وقيادة صاحب النص إليها ليصححها في حين أن ما نشهده الان في غالبيته مدح مطرز ببعض المصطلحات النقدية أو تجريح مبني على موقف من الكاتب أو الشاعر”.
ويفرق العبيدي بين الناقد وبين من يكتب النقد الذي يكتب من وحي ذائقته ويختلف ما يصل إليه مع المدارس النقدية مستعرضا أسماء عدد من النقاد العرب المعاصرين أمثال “إيليا حاوي وسمر روحي الفيصل ويمنى العيد والدكتور صلاح فضل والدكتور داوود سلوم والدكتور محمود الربداوي وعلي عز الدين الخطيب والدكتور محمد فتوح أحمد والدكتور فائق مصطفى والدكتور عبد الرضا علي” وآخرون في الطريق لم تسطع أسماؤهم بعد حسب تعبيره.
وحول سيادة نوع شعري معين على الساحة الأدبية الحالية يقول العبيدي.. “تعاني الساحة الأدبية من اتخام في مجال قصيدة النثر أغلبها يخوض في موضوع واحد هو الحب والتي بسبب فوضى كثرتها لم تلق النصيب المقنع من القراءة ما حد من مقدرة النقاد وكتاب الرأي النقدي في السيطرة على دراستها او حتى قراءتها”.
ويجد الناقد العبيدي في شعر التفعيلة تحديثا شكليا في القصيدة العربية مؤكدا أن الأصل هو الباقي وأن الطارئ هو الزائل والقصيدة العربية حاضرة بقوة وهي التي تهز المتلقي وتخلد في ذاكرته والدليل على ذلك خلود الشعر الجاهلي وحضوره الدائم على مستوى القراءة والبحث والدرس.
ويتابع العبيدي: “مواصفات النص الشعري العمودي ارتكزت باجماع المفكرين اللغويين وفلاسفة الادب والشعراء الفحول على قواعد وأسس هندسية وهي الوزن والقافية والتي ينتج عنها الصورة واللغة الشعرية والتي لن نجدها في قصيدة النثر”.
وختم العبيدي حديثه بدعوة كل من يشتغل بالأدب على امتلاك قدرات استيعابية مدعمة برغبة جامحة في النهل من مصادر الثقافة وعدم الاكتفاء بكاتب أو بصنف محدد من الكتاب داعيا الشعراء للعودة لقراءة الأدب والشعر القديم والنقاد العمل على نقد المادة الأدبية لا صاحبها.
يشار إلى أن الدكتور علي العبيدي شاعر وناقد وأديب من العراق ويقيم في سورية منذ سنوات له في الرواية والقصة شهداء بلا أكفان ورجال فوق لهيب الرمال وصقيع الجبال ومجموعة قصص مخطوطة بعنوان الظمأ على شواطئ دجلة وفي الدراسات النقدية صدر له الرواية العربية في البيئة المغلقة رواية الأسر أنموذجاً والموسيقا وشعر الحب في الفكر الصوفي بالاشتراك مع الراحل سالم حسين الأمير كما صدر له عدد من المجموعات الشعرية هي حقائب هموم الى الوطن وقمر على أسوار الظلمتين ومخاض القوافي وبعد الذي حدث ولهاث القوافي وبانتظار الصدى.
محمد خالد الخضر
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: