سورية .. التعطيل وسيلة لبلوغ الهدف-الوطن العمانية

في ظل سعي معسكر التآمر والعدوان على سورية إلى قلب معادلة الميدان لصالح الإرهاب والإصرار عليه، بالإعلان عن ذلك صراحة في المنابر الإعلامية والمؤتمرات الصحفية مع الاستمرار في الضخ الهائل للسلاح النوعي والمتطور بهدف كسر التفوق الجوي السوري وكذلك الروسي، فإن الحديث عن الحل السياسي أو الإعلان عن جولة جديدة من محادثات مؤتمر جنيف الثالث يصبح بلا طعم ولا لون ولا رائحة، إذ لا يعقل أن يقترن الحديث عن الحل السياسي بالانتصار للإرهاب وتقديم الدعم اللازم لعصاباته، فإما أن يكون هناك حل سياسي يبدأ من محاربة الإرهاب وتطهير الأرض السورية من رجسه وتهيئة المناخ المواتي لبلورة آفاقه ومتطلبات نجاحه، وإما أن يكون ثمة إرهاب، وبالتالي ادعاء المعتدين على سورية وشعبها وجيشها وقيادتها والمتدخلين في شؤونها الداخلية تأييدهم الحل السياسي في الوقت الذي ينتصرون وينحازون فيه إلى الإرهاب وعصاباته، ويسعون من خلال هذا الادعاء إلى تقديم الغطاء الشرعي والقانوني للإرهاب وعصاباته في إطار رهانهم عليه في تحقيق أجنداتهم وأهدافهم، هو ازدواجية واضحة لا تُعبِّر إلا عن عزم على تكريس الواقع المرير للإرهاب الذي يكتوي بنيرانه الشعب السوري صباح مساء.

وإزاء ذلك، تبدو اجتماعات فيينا وجنيف والتفاهمات الروسية ـ الأميركية التي تمخض عنها اتفاق الأعمال العدائية (الهدنة) مجرد محطات أو استراحات لمعسكر التآمر والعدوان، لتنظيم صفوف العصابات الإرهابية التي يدعمها ويصنفها بـ”المعارضة المعتدلة” ويسعى إلى تعويم إرهاب المزيد منها وتحديدًا ما تسمى “جبهة النصرة” إحدى أذرع تنظيم القاعدة الإرهابي وشمولها بالهدنة، وكذلك للعب على عامل الوقت لإعطاء العصابات الإرهابية المزيد من الوقت لخلخلة الدولة السورية وتدمير بنيتها الأساسية، والإيغال في إحداث الفرقة والفتن الطائفية والعرقية بين مكونات النسيج الاجتماعي، بانتظار ما ستسفر عنه الانتخابات الرئاسية الأميركية ومجيء إدارة جديدة، حيث الرهان عليها في أن تغير نهج التعامل الناعم مع الأزمة السورية وحلفاء سورية وتنهج السلوك الخشن مكانه، وربما القوة الخشنة في مرحلة ما. وبالنظر إلى مجمل هذه التحركات والسلوكيات المنافية لأبسط المبادئ والقيم والمنافية للأخلاق والأعراف الدبلوماسية والقوانين الدولية حول سيادة الدول، فإن الهدف ليس إرادة الحل السياسي، وإنما الهدف هو تمزيق سورية والدول العربية التي يرى كيان الاحتلال الإسرائيلي أنها تهدد بقاءه وترفض احتلاله وجرائم حربه بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، عملًا بنصيحة كيسنجر بإثارة الفتن الطائفية والمذهبية والعرقية داخل كل قطر عربي يمثل تهديدًا لحليف بلاده كيان الاحتلال الإسرائيلي بما يؤدي إلى تقسيم القطر إلى كيانات طائفية وعرقية متناقضة ومتناحرة مع بعضها بعضًا بحيث يسهل السيطرة عليها وتكون عوامل وحدتها وظروفها شبه معدومة.

ولذلك اللغة المبنية على الاحتمالية وعدم وضوح الرؤية لدى ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية بشأن موعد جولة المحادثات القادمة، تعكس عدم إرادة معسكر التآمر والعدوان على سورية الحل السياسي، واللعب على عامل الوقت، حيث قال دي ميستورا بعد لقائه وزير خارجية النمسا سباستيان كورتس أمس الأول في فيينا: أستطيع تحديد الفترة وليس تاريخها (المحدد).. فشهر رمضان يقترب، ولهذا التاريخ الذي في اعتبارنا قبل أو بعد (الشهر)، مضيفًا “إننا بحاجة إلى القيام بذلك في أقرب وقت وليس في وقت متأخر وإلا سنفقد الزخم وعلى الأطراف المتحاورة أن تأخذ بعين الاعتبار أن شهر رمضان سيبدأ بحلول السادس من يونيو”. فالتعطيل والتأجيل كانا ولا يزالان نهجين لدى معشر المتآمرين لنسف أي جهود للحل وتجنيب الشعب السوري ويلات إرهاب‏ المؤامرة الكونية.

رأي الوطن

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency

انظر ايضاً

الوطن العمانية: عودة سورية إلى الجامعة العربية تعيد الدور العربي لمكانته الصحيحة

مسقط-سانا أكدت صحيفة الوطن العمانية في افتتاحيتها اليوم أن العودة السورية إلى الجامعة العربية تمثل …