الشريط الإخباري

جمعية”كريم”الخيرية.. عمل أهلي لخدمة ذوي الشهداء بحمص

حمص -سانا
لم يعد يقتصر عمل الجمعيات الخيرية على تقديم الإعانة المادية فقط بل امتد ليشمل تقديم الرعاية لاسر الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم لرفعة سورية وعزتها وكرامتها ومن تلك الجمعيات جمعية “كريم” الخيرية في محافظة حمص.

بدأ عمل الجمعية عام 2012 بشكل رسمي بعد اشهارها من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية بتقديم بعض المساعدات لأسر الشهداء ومع ازدياد العمل وسعت الجمعية من مهامها ونشاطاتها لتشمل الاهتمام بذوي الشهداء من جميع النواحي.2

وأكد عيسى بدران رئيس جمعية كريم لنشرة سانا الشبابية أنه بعد اشهار الجمعية تم تشكيل مكاتب متعددة تابعة للجمعية في مناطق المحافظة منها مكتب شموع سورية و المكتب الطبي والمكتب التربوي ومكتب التمريض ومكتب سيدات سورية ومكتب المشاريع الصغيرة إضافة لمكتب الاغاثة.

وحول عمل كل مكتب أوضح بدران أن المكتب التمريضي يضم عددا من المختصين من ممرضين وأطباء متطوعين بالجمعية يتابعون أمور الجرحى بعد خروجهم من المشفى ويقدمون كافة المساعدات التي يحتاج اليها الجريح مجانا.

ويتبع للمكتب التمريضي فريق “بلسمة الجراح” الذي يقوم بزيارة الجرحى في منازلهم ويتابع حالتهم الصحية ويرفع من معنوياتهم كما إنه يقدم الفرشات الطبية الخاصة بالمرضى أما المكتب التربوي فيقوم برعاية أطفال الشهداء تربويا وصحيا.

وتابع بدران “إن مكتب سيدات سورية يضم مجموعة من المتطوعات وزوجات الشهداء حيث يتواصلون مع زوجة الشهيد اثناء العزاء ويقومون بتقديم تقرير مفصل عن عائلة الشهيد للجميعة ولهم اياد بيضاء في مساعدة زوجات الشهداء وايجاد فرص عمل للبعض منهن”.

أما مكتب مشاريع صغيرة فيسعى لمساعدة زوجات الشهداء والمصابين لانشاء مشاريع صغيرة تمكنهم من تامين حاجياتهم ومتطلباتهم وأكد بدران أن أغلب المشاريع التي تم افتتاحها ناجحة ومنتجة.

وأوضح بدران أن عملهم الأهلي هو أقل واجب يمكن أن يقدموه لأسر الشهداء والجرحى الذين يذودون عن حياض الوطن، لافتا إلى أن عدد المتطوعين في الجمعية وصل إلى 300 متطوع وهم من كافة الاختصاصات الطبية والنفسية والهندسية وطلاب الجامعات.

بدوره قال هيثم منصور أحد المساهمين في تأسيس الجمعية إن هدفهم كان منذ البداية تقديم الدعم المادي والمعنوي لأسر الشهداء وتطور عملهم إلى الاهتمام بابناء الشهداء والمفقودين لافتا الى ان عملية تاهيل الاطفال تتم بطريقة احترافية من خلال مختصين بكافة المجالات بدءا من الترفيه وانتهاء بالتعليم مع التركيز على الجانب النفسي للاطفال لاجتياز المحنة التي يمرون بها.

وأضاف “إن ما يقومون به هو جزء بسيط لرد الجميل للاباء الذين ضحوا بالغالي والرخيص في سبيل عزة الوطن ومنعته”.

وأشار منصور إلى أن فريق المتطوعين تم تقسيمه إلى قسمين صيفي وشتوي بحيث يتماشى مع الدوام المدرسي فخلال ايام المدرسة يقوم الفريق بمتابعة دروس الاطفال من الصف الأول وحتى السادس وبشكل يومي وفي الصيف يقوم الفريق بافتتاح دورات لتعليم الطلاب ولا سيما المقبلين على الشهادات.

بدورها قالت المتطوعة بشرى ابراهيم اختصاصية إرشاد نفسي “إنها تسعى لاخراج الطفل من الحالة النفسية الصعبة التي يمر بها من خلال اخراجه من المنزل واضافة سلوكيات صحيحة لحياته وإلغاء الخاطئة منها”.

واضافت “إنها في المرحلة الاولى وجدت صعوبة كبيرة في التعامل مع الاطفال الذين فقدوا اباءهم وتعلقوا بوالدتهم لكنها استطاعت عن طريق التواصل مع الاسرة من التغلب على كافة الصعاب وبات ذلك واضحا في تعلق الاطفال بالمدرسة والمواظبة على الحضور باستمرار”.

وقال نور الدين عمار المشرف على تعليم الأطفال “إن ظاهرة التطوع فرضت نفسها نتيجة الاوضاع حيث فقد الكثير من الأطفال اباءهم وكان لابد من جهة تعمل على رعايتهم وتقدم لهم ولو جزءا بسيطا مما يحتاجونه”.

بدوره أوضح المتطوع الشاب محمد العلي مشرف اللجنة الثقافية في الجمعية انهم يعملون على ايجاد روح المنافسة وإدخال المعلومة عن طريق اللعب حيث عمدنا إلى تعليم الرياضيات للأطفال عن طريق اللعب والشعر عن طريق المنافسة واطلقنا على كل مجموعة اسم شاعر.

وقال عمار استاذ المسرح انه استطاع اكتشاف مواهب العديد من الاطفال من خلال العمل معهم ويستعد حاليا لتقديم عرض مسرحي من تاليفه واخراجه يشارك فيه هوءلاء الاطفال.

وقال الاستاذ علي الراس مدرس اللغة العربية “إن طلابه باتوا متميزين بالشعر والفصاحة والاعراب رغم انه في بداية عمله كان هاجسه اخراج الاطفال من حالتهم النفسية الصعبة وإعادة الطفولة إليهم”.

من جانبه محمد ابراهيم العلي مدرس الرسم قال “أحاول تفريغ طاقات الاطفال من خلال الرسم واترك لهم الحرية في رسم مايرغبون” مشيرا إلى أن أغلب الأطفال يرسمون لوحات للجندي العربي السوري وعلم الوطن.

سكينة محمد