اقتباس من الواقع: ليبي تعلّم «الثورة» في حمامات الوهابية، اختار حياً لتستوطن لحيته في حلب، ويتنقل بسيارة دفع رباعي، واختار الصبية التي يجب أن تتزوجه رغماً عن أنف الشريعة الإسلامية التي يقدّم نفسه على أنّه يمثلها بتفويض إلهي!. ومن فصوله أنّه دهس خلال تنقله في الحي يافعاً فلم يتجرأ أحد على القيام بأي شيء إسعافي لليافع خشية أن يكون أمر الدهس مقصوداً، فحضر الإرهاب بكل براثنه وطقوس فرجة أهالي الحي على الموت البطيء لليافع وللحي..«انتهى الاقتباس».
وقائع مشابهة وأقسى أو أقل قسوة انتشرت في أكثر من محافظة سورية، وتوجد مناطق تعجّ بالأهالي وبالإرهابيين معاً، أفلا تكفي تجربة ثلاث سنوات وخمسة شهور على استيعاب أنّ «المقاومة الشعبية والمحلية» في وجه إرهابيي تلك المناطق واجب وطني وإنساني وديني، قبل كل شيء؟.
لا يمكن قبول أن يتنقل الإرهابيون بسيارات الدفع الرباعي وغيرها في مناطق نفوذهم بأريحية وسلاسة، فليتفجر على الأقل العمل السري ضد الإرهابيين في المناطق المأهولة بالنّاس والإرهابيين، وكلّما ازدادت فعالية ذلك العمل يصبح قريباً من مرحلة العمل المقاوم العلني في تلك المناطق، إذ يمكن للأهالي زرع عبوات ناسفة بـ«دوريات» الاحتلال التكفيري وأرتالهم وحواجزهم وأماكن إقامتهم، والقيام باغتيالات سرية لرموز الإرهابيين وعناصرهم، وتقديم معلومات شديدة الأهمية للجيش العربي السوري، وغير ذلك من أفعال تؤذي الإرهابيين لكي يسلّم «تكفيريو هذا العصر» رويداً رويداً أنّه ما من بقعة في سورية يمكنها أن تحتملهم، وما من منطقة سكنية تصلح كحاضنة لهم، عندئذ مثلهم مثل أي احتلال ومعتد ينسحب ويهرب ويفر ويفشل.
من المؤكد أنّ الدولة التي وضعت إمكاناتها في خدمة الجيش العربي السوري هي رهن إشارة أي مقاومة شعبية تنشأ في المناطق المأهولة بالنّاس والإرهابيين، وتقتنع أنّ الضربات التي يمكنها تحقيق فعالية بدحر الإرهاب هي الضربات التي تأتي من البيئة المباشرة التي تمّ ويتم «تسويقها» على أنّها «حاضنة ثورية»!.
بعد كل هذه الأزمة «المخزية» ما من خجل تجاه الوقائع التي جعلت السؤال برسم المناطق المأهولة بالسكان والإرهابيين ماذا فعل الأهالي لمقاومة الإرهابيين؟ وماذا سيفعلون؟. وما من مسوغات لأي تجمع استقطب الإرهاب ويريد فقط من الجيش العربي السوري أن يحرره.
الحرية تبدأ من المسؤولية الذاتية التي تحصّن المسؤولية المجتمعية لكي تستعيد سورية -دون أي شوائب- مجتمعها النابذ للإرهاب.
بقلم: ظافر أحمد