الشريط الإخباري

مشكلات النقد الأدبي وآلياته محاضرة للدكتور غسان غنيم

دمشق-سانا

تناولت المحاضرة التي ألقاها الدكتور غسان غنيم تحت عنوان (مشكلات النقد الادبي وآلياته) مساء اليوم في المركز الثقافي بالمزة دور النقد في تشريح الظاهرة ليقدمها بتركيب جديد معلنا مدى اقترابها من المثال المفترض في عقل الناقد الذي يتوافق مع العقل الإنساني.

وأوضح غنيم أن “النقد العربي الحديث الذي يؤرخ له منذ عشرينيات القرن العشرين قد أعلن نوعا من القطيعة مع آليات النقد العربي القديم وأساليبه المعتمدة على النقد اللغوي والبلاغي لافتا إلى أن هذه القطيعة ابتدأت مع كتاب الديوان للعقاد والمازني ثم مع كتاب في الشعر الجاهلي لـ طه حسين والغربال لميخائيل نعيمة واتجه نحو المناهج النقدية الحديثة آنذاك”.

وأضاف أن “النقد آنذاك حاول أن يرسي قواعد متينة له على أساس يقوم في جوهره على الانفتاح على الغرب مصدرا للمعرفة وللتنظير الأدبي”.

وشرح الدكتور غنيم مراحل تطور النقد ومعنى النقد عند ارسطو وكيف تحول النقد إلى دراسة النصوص الأدبية وكيف يقوم الناقد بوضع النصوص تحت عدسة مكبرة للفحص بدقة كبيرة.

وبين أن النصوص الأدبية بطبيعتها عصية على الاصطياد السهل وحيرت الدارسين والفلاسفة ممن تصدوا لها بالدرس والفحص منذ زمن بعيد وهذا ما جعل بعض الفلاسفة مثل أفلاطون يقفون موقفا عدائيا تجاه الكتابة الادبية.

2ولفت غنيم إلى أن القراءة الأدبية ليس لها حدود معينة تنتهي عندها ولا ينبغي الوقوف عند احتمال واحد حول النص المقروء فالنص احتمال متعدد يحكم قراءته الإتساق النصي وتماسكه حيث لا يدفع القراءة إلى مجازفة تأويليه بعيدة.

وفيما يتعلق بمسألة المناهج النقدية الحديثة الأدوات الإجرائية المهمة في التعامل مع النصوص الأدبية أوضح أنه يجب ألا ينسى أن هذه النظريات والمناهج والأسس بنت سياقا فلسفيا وحضاريا ومعرفيا لا ينقصم عن سياق حياة منتجيها وعن نسقهم المعرفي والحضاري واستيراد هذه النظريات لتطبيقها تطبيقا تاما على إنتاجا الأدبي قد لا يتوافق مع السياق المعرفي والحضاري والتاريخي لدينا.

وحول الناقد بين غنيم أن الناقد المصيب هو من يمتلك الحس النقدي والموهبة والحساسية اللازمة للتعامل مع النصوص إضافة إلى المعرفة والثقافة الموسوعية مع فهم للمناهج النقدية المعاصرة وللمدارس النقدية وأساليبها وإجراءاتها وتمثل كل ذلك في ذات فاعلة لا تقوم على مجرد الاسترجاع والتكرار والاستعادة بشكلها الببغاوي بل بالتمثل الواعي الذي تظهر ملامحه في تطبيقات نقدية ناضجة.

ورأى أن الإبداع الأدبي نتاج نفوس حساسة تطفر بالإحساس وتتلقى مثيرات الحياة بأعصاب كأوتار القوس الكمان وتحتاج إلى نفوس تشابهها إلى حد بعيد لتتفاعل وتتعامل مع ما ينتج عن هؤلاء ولعل أكثر الموءهلين لذلك هم النقاد بفئتهم الأولى لأن أغلبهم مبدع لم يسع إلى استكمال دروب الإبداع لأنه مر بتجارب الإبداع واكتوى بنارها وعرف حالاتها ومخاضاتها فاضحى عالما بمكتنزات الإبداع وخفايا الجمال المختزن في لغته الباحثة عن الجمال والحق وقادرا على الغوص وراء مغائر الوجدان الأكثر عتمة وشحوبا.

3أما عن الممارسات النقدية الظاهرة على الساحة الأن فلفت غنيم الى أنها تتوزع بين نقد أكاديمي ملتزم بالأدوات النقدية يقوم على أسس علمية صارمة لها خصوصيتها ونقد رصين يقوم على أسس ومناهج نقدية سرت وشاعت في العالم ويتعامل هذا النوع من النقد مع النصوص الإبداعية بموضوعية وبعد عن الشطط وأخيرا النقد المتطفل الذي يهمل الأسس والمناهج النقدية وينطلق من حالة تقوم بشكل أساسي على الإعجاب أو الإنطباع مع عدم وجود خلفية ثقافية تؤهل أصحاب هؤلاء بالحكم الفعلي على النص الإبداعي وهذه الممارسة تتم بشكل عشوائي يبتعد عن العلمية وعن امتلاك الموهبة وتقوم على المجاملة أو الكره المفرط فيظهر فيه المدح المبالغ أو الذم الجائر.

وفي تصريح لـ سانا الثقافية قال الدكتور غنيم: “إن النقد فاعلية تقوم على المحاكمة تنطلق من فهم آلية الإبداع بشكل أساسي ومعرفة الأسس التي تبنى عليها عملية الإبداع وتقوم ممارستها على أسس رسختها التجربة النقدية الإنسانية بشكل عام”.

وأضاف “إن أهم هذه الأسس الموهبة النقدية والمعرفة الشاملة والأسس العلمية لممارسة عملية النقد ولا تتم هذه الفعالية إلا بحضور هذه الأسس أو بحضور جلها”.

كوثر دحدل

انظر ايضاً

“شرف الطب في التراث العربي” للدكتور محمد ياسر زكور

دمشق-سانا يتضمن كتاب “شرف الطب في التراث العربي” لمؤلفه الدكتور محمد ياسر زكور أقوالاً رويت …