يستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ويستمر أيضاً قتل الإنسان وتدمير المساكن مع إفراط شديد في استخدام القوة، وكذلك استخدام الأسلحة المحرّمة دولياً.
لقد تجاوزت «إسرائيل» في عدوانها جميع الخطوط الحمر التي حددتها المواثيق الدولية، وانتهكت كل الأعراف وميثاق الأمم المتحدة.. والأخطر من هذا وذاك أن «إسرائيل» اعتدت بشكل مباشر على أماكن تتبع للأمم المتحدة وقصفت المدنيين الفلسطينيين الذين اعتقدوا أن تلك الأماكن التي ترفع علم الأمم المتحدة قد تكون ملجأً آمناً لأولئك الذين دُمرت بيوتهم وسويت بالأرض، لكن «إسرائيل» التي تعودت أن تدوس القوانين والأعراف وكذلك ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن تابعت جرائمها وقصفت مدارس «أونروا» من دون أن يرف لها جفن من تصريحات السيد بان كي مون المنزعج من الانتهاكات الإسرائيلية.
إن مجلس الأمن، والأمم المتحدة وبعض المندوبين الدائمين في مجلس الأمن يعلمون جيداً أن تاريخ «إسرائيل» الإجرامي مملوء بالاعتداءات على مقرات الأمم المتحدة، حيث استهدفت «إسرائيل» خيمة الأمم المتحدة في قانا وقتلت المئات من الأطفال الذين كانوا يحتمون فيها إبان العدوان الإسرائيلي على لبنان في عام 1996 ولم تكن أقل قسوة وإجراماً في عدوان تموز عام 2006 حيث قتلت «إسرائيل» العديد من عناصر «اليونيفل» التابعة للأمم المتحدة بعد قصفها لكتائبها المراقبة في الجنوب اللبناني.
هكذا تستمر «إسرائيل» في جرائمها واعتداءاتها وإرهابها تحت الأجنحة السياسية الأمريكية، وهذا ما يؤكد أن الراعي الأكبر لإرهاب الدولة هو الولايات المتحدة الأمريكية، وهي أيضاً الراعي الأول لإرهاب المنظمات التكفيرية التي نمت وترعرعت تحت أبصارها في أفغانستان والعراق وليبيا.. وإذا كان أوباما قد وجّه بعض طائراته لقصف قوات «داعش» في شمال العراق، وإذا كان وزير الخارجية الفرنسي قد زار بغداد وأربيل بحجة التنسيق لمكافحة الإرهاب فإن ذلك لا يكفي للدلالة على أن أمريكا وبعض دول الاستعمار القديم قد غيرت مواقفها المنحازة للمنظمات الإرهابية، وهذا ما أكدته الصحافة الأمريكية والغربية، بأن من يريد مواجهة الإرهاب فإن عليه التصدي له في العراق ومالي وسورية وليبيا واليمن، وألا تقتصر تلك المواجهات على تصريحات أو ضربات جوية تجميلية للمواقف الأمريكية والغربية كما يحصل الآن.
بقلم: محي الدين المحمد