دمشق-سانا
ردد جمهور الأطفال جملتهم السحرية مع ممثلي مسرحية “الأمير اللقلق” متفاعلين مع العرض الذي أخرجته الفنانة آنا عكاش عن نص أعدته للكاتب “فيلهيلم غاوف” متناولة في تجربتها الجديدة قصة مشوقة تتالت فيها الأدوار معبرة عن عالم الفقراء والأغنياء وكيف يمكن استخلاص العبرة من خلال تقمص البشر لحياة الكائنات الأخرى من خلال رحلة يقطعها الأمير بين النبات والحيوان فمرة يكون شجرةً وأخرى يكون سمكة أو طيراً.
وشهدت مسرحية “الأمير اللقلق” التي افتتحت عروضها أمس على خشبة القباني حضوراً كبيراً لجمهور الأطفال برفقة آبائهم في فضاء مسرح أبي خليل القباني حيث استقى العرض مادته من المزج بين عالم الكبار والصغار مقترحاً مساحات جديدة للعب الحر والبريء مع مخيلة الطفل بعيداً عن الكليشيهات والمسرحيات التقليدية ليكون هذا العرض بمثابة مشاركة ذهنية وعاطفية ونفسية بين الخشبة والطفل من جهة وبين المنصة والجمهور على كراسي الصالة من جهةٍ أخرى.
وشارك في هذا العرض كل من الفنانين إبراهيم عيسى في دور الأمير وآلاء عفاش في دور الساحر و مؤيد الخراط في دور المستشار وروجينا رحمون في دور الأميرة مجسدين بحركية بدنية عالية اللوحات المتعاقبة في المسرحية من خلال مستويي الأداء مع الدمية وكممثل وراوٍ في آن معاً بغية الانتقال من المباشرة الفنية إلى تكريس وإشراك مخيلة الطفل في فهم الصراع المسرحي وتكوين فكرته الخاصة عن الشخصيات التي قام الممثلون الأربعة بتجسيدها طول فترة العرض.
وساهم ديكور الفنان محمد وحيد قزق في تقديم حلول سينوغرافيا مختزلة تجلت في مجسم المملكة والقصر والأشجار ومشهدية البحر ليسانده في ذلك موسيقا الفنان سامر الفقير الذي قدم عدة أغنيات كتبها الشاعر عبادة الأسعد لصوت ديمة عز الدين كانت في نسيج اللعبة المسرحية وبعيداً عن التزيين والزركشة الفائضة لتأتي على هيئة فقرات غنائية راقصة تناوب الممثلون على أدائها مع الدمى التي صممها الفنان التشكيلي بطرس المعري متكئاً في عمله اللافت على الذاكرة الشعبية السورية.
إضاءة الفنان أدهم سفر ساهمت بدورها في توظيف الدخان والإضاءة الخاطفة لتنفيذ الخدع على الخشبة والانتقال بالشخصيات من دور إلى دور وذلك عبر تورية لطيفة بين الممثل والدمية والفضاء لتعزيز قدرات الممثل وتكوين ما يشبه ستائر افتراضية بين مراحل العرض بغية تجزئة الفضاء وجعله مطواعاً لصالح رؤية مخرجة العرض ومعدته ليكون الجمهور بذلك أمام مفارقات لونية وبصرية ودرامية جعلت من إيقاع “الأمير اللقلق” رشيقاً وسلساً وبعيداً عن الإطالة.
يذكر أن المسرحية من إنتاج وزارة الثقافة “مديرية المسارح والموسيقا” المسرح القومي ونفذ الديكور فنياً الدكتورة عروب المصري والإضاءة عماد حنوش بينما نفذ الدمى والإكسسوار إيمان عمر وأدار المنصة هيثم مهاوش وحسين إبراهيم وعلي النوري والمخرج المساعد نوفل حسين والعرض مستمر يومياً الساعة الرابعة عصراً على مسرح القباني والدعوة عامة.
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: