قدمت الدول الغربية بمنعها مجلس الأمن إصدار قرار يرحب باستعادة الجيش العربي السوري وحلفائه لمدينة تدمر الأثرية من تنظيم داعش الإرهابي دليلاً على تقاطع سياساتها مع سياسة الدول الإقليمية وفي مقدمتها السعودية وتركيا وقطر الداعمة للتنظيمات الإرهابية في سورية والعراق خصوصاً.
كما جاء تصرف الدول الغربية داخل مجلس الأمن في إطار التعمية على فشل التحالف الأميركي في مكافحة الإرهاب الداعشي وغيره خلافاً لما تعلنه رئيسة هذا التحالف الولايات المتحدة.
ويؤكد منع الدول الغربية إصدار قرار أممي يرحب بعودة تدمر إلى الأمن والأمان مدى النفاق الغربي الذي ملأ الدنيا حين تمكن تنظيم داعش الإرهابي من السيطرة على المدينة، الأمر الذي يعكس حقيقة الدور الذي تلعبه السياسات الغربية في توفير مناخات خصبة للتنظيمات الإرهابية حين يلتقي ذلك مع مصالحها.
إن تصرُّف الدول الغربية التي حوّلت مدينة تدمر حين سيطر التنظيم الإرهابي عليها إلى مادة إعلامية ضد الدولة السورية كاف لتحميلها مسؤولية كل الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي بحق أهالي وآثار تدمر، وأيضاً المسؤولية عن جرائم هذا التنظيم في سورية بشكل عام وخارجها بما في ذلك المسؤولية عن تفجيرات باريس وبروكسل وأي تفجيرات أخرى في أوروبا يتبناها هذا التنظيم أو ذاك.
فعندما ترفض الدول الغربية الترحيب باستعادة تدمر وإدانة تفجيرات إرهابية قام بها هذا التنظيم في سورية والعراق وتدين تفجيرات باريس وبروكسل فهي تتبنّى سياسة ازدواجية تشكل دعماً لهذا التنظيم الإرهابي وأداة للاستخدام الإعلامي من طرفه لارتكاب المزيد من الجرائم في كلا المكانين.
حتى الآن لا زالت الدول الغربية ترفض التوحد الدولي ضد الإرهاب الذي تطرحه سورية وروسيا وأبرز دليل على ذلك اليوم هو إقدام واشنطن على تدريب ما تسميها معارضة معتدلة وهي في الأساس مجموعة من الإرهابيين المنتمين إلى تنظيمي داعش والنصرة وغيرهما واللذين يتلقون الدعم الكامل من السعودية وقطر وتركيا.
والسؤال.. كم من التفجيرات الإرهابية يجب أن تقع في أوروبا وأميركا، وما عدد الضحايا الذي يجب أن نصل إليه حتى تقتنع هذه الدول بخطورة الاعتماد على التنظيمات الإرهابية لتحقيق أهداف سياسية واقتصادية ومطامع استعمارية؟!.
كل التوقعات الأمنية الأوروبية تقول أن تنظيم داعش الإرهابي قادر على تنفيذ هجمات إرهابية جديدة في أوروبا ولا خيار أمام هذه الدول لمنع وقوع أي تفجيرات جديدة إلا التعاون مع الحكومات السورية والعراقية والروسية التي أثبتت على الأرض جدوى مكافحتها للإرهاب الوهابي بأشكاله المختلفة والأفضل بدلاً من انتظار تفجير إرهابي جديد في إحدى المدن الأوروبية المبادرة السريعة للتعاون مع الحكومات آنفة الذكر لحماية شعوبها بدلاً من ذرف دموع التماسيح عليه.
بقلم: أحمد ضوا
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط:
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: