ريف دمشق-سانا
تناولت المحاضرة التي أقامها المركز الثقافي العربي في جرمانا بمناسبة يوم اللغة العربية بعنوان /لغتنا عنوان قوميتنا/ مكانة اللغة العربية والمراحل التي مرت بها وصفاتها الجمالية ومدى استيعابها للبلاغة والبيان وجاء في المحاضرة التي ألقاها الشاعر والباحث ماجد الأوس أن العديد من المفكرين أشاروا إلى ان لغتنا العربية تكونت بصورتها المعهودة في العصر الجاهلي واتخذتها القبائل العربية الشمالية لسانا لها يعبر عن عقلها وشعورها وكانت لكل قبيلة لهجتها الخاصة لكنها كانت تصدر شعرها ونثرها بلغة أدبية واحدة هي الفصيحة المعربة أو ما يعرف بلغة قريش.
وأوضح الأوس أن اللغة العربية وسعت فنون الشعر والمعرفة والفلسفة وعندما احتاجت العلوم الحديثة إلى ألفاظ جديدة وضعت لها ألفاظ عن طريق النحت والاشتقاق والاصطلاح أو عن طريق التعريب لافتا إلى أن هناك مخاطر تواجه لغتنا العربية نتيجة لاستهدافها من الغرب والذي أطلق عدد من مستشرقيه دعوات لاستخدام العامية أو الكتابة باللاتينية ما استدعى الدفاع عن لغة الضاد من أعلى المستويات كما حصل في سورية عندما شكلت لجنة لتمكين اللغة العربية للحفاظ عليها.
واعتبر الأوس أن هناك ما يساهم في محاولة النيل من اللغة العربية مثل استخدام شركات الدعاية والإعلان ومؤسساتها العامية بدلا من الفصيحة والألفاظ الأجنبية وهذا ما يساهم في العزوف عن اللغة واستبدالها بالإنكليزية أو غيرها وهذا ما يعرف بالغزو الثقافي.
ودعا المحاضر إلى التصدي لكل هذه الأخطار ابتداء من المراحل الأولى في حياة الطفل وتلقينه اللغة العربية خالية من الشوائب عبر التعاون بين الأسرة ومؤسسات التربية والاهتمام بتقنيات التعليم وتهذيب المفردات العامية القريبة من الفصحى لتكون ملائمة للأطفال موءكدا الدور الجوهري الذي يمكن أن يقوم به الأديب في هذه العملية.
وفي مداخلته تحدث حسام قسام عضو المنتدى الثقافي في جرمانا عن ضرورة قيام الشرائح المثقفة بدورها في توعية الشباب بتجنب تقليد الغرب في القيم والأفكار واستبعاد كل ما هو عامي ودخيل في اللغة المستخدمة بوسائل الإعلام فضلا عن صناعة برامج أطفال تعمل على تنمية الذاكرة الأصيلة والانتمائية في شخصية أبنائنا.
بدوره اشار الشاعر الشعبي والفنان عباس الداهوك الى أن اللغة العربية تواجه خطرا كبيرا في عصرنا الراهن يتمثل في الغزو الإعلامي والدور السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي وغيرها في تكريس لغة تخاطب يستخدمها الشباب تعتمد المصطلح الغربي والعامي.
ورفض الفنان علي السعدي في مداخلته أي محاولة لتلقيح اللغة العربية بألفاظ غريبة لأن لغة الضاد تجمعنا وتوحد قوانا في وجه الأطماع الاستعمارية وكل من يستهدف وجودنا الحضاري.
يشار إلى أن محاضرة الشاعر الأوس استخدمت المنهج التطبيقي والعلمي الذي يغني أسس البحث الأدبي ولم تغفل جانبا من جوانب البحث في تحولات اللغة منذ أن استخدمت إلى يومنا هذا إضافة إلى اعتماده النطق باللغة العربية السليمة.
محمد خالد الخضر