الشريط الإخباري

استشهاد 14 عسكريا لبنانيا في عرسال ومجلس الأمن يدين هجمات المجموعات المتطرفة

بيروت-سانا

تواصلت الاشتباكات اليوم بين الجيش اللبناني والمسلحين الإرهابيين في مرتفعات بلدة عرسال البقاعية شرق لبنان وتحديدا في محلتي رأس السرج ووادي عطا.

وأعلنت قيادة الجيش اللبناني ان الجيش أنهى تعزيز مواقعه العسكرية الأمامية وتأمين ربطها ببعضها البعض ورفدها بالإمدادات اللازمة ويعمل حاليا على مطاردة المجموعات الارهابية المسلحة التي لا تزال تمعن في استهداف العسكريين والمدنيين العزل في بلدة عرسال شرقي لبنان.

وقال بيان لمديرية التوجيه في قيادة الجيش اللبناني اليوم إن “الجيش يخوض منذ يومين معارك ضارية في منطقة جرود عرسال البقاعية ضد مجموعات ارهابية مسلحة وتكفيرية على أكثر من محور ما ادى الى استشهاد 14 من عناصر الجيش واصابة /86/اخرين وفقدان /22/عسكريا حيث تتواصل عمليات البحث والتقصي لمعرفة مصيرهم”.

يذكر أن الجيش اللبناني تمكن امس خلال عملياته العسكرية في محيط عرسال من طرد المسلحين الارهابيين من مبنى مهنية عرسال بعد ان حاولوا السيطرة عليه لدى دخولهم الى عرسال امس الاول واعتدائهم على عدة حواجز للجيش.

وتمكن الجيش اللبناني من صد هجوم إرهابي بأعداد كبيرة للمسلحين الارهابيين على احد مراكزه بالقرب من مبنى مهنية عرسال وقضى على العشرات من الارهابيين المهاجمين.

وقالت مديرية التوجيه في قيادة الجيش اللبناني “إن عناصر الجيش اللبناني المتواجدين في هذا المركز العسكري تمكنوا بعد اشتباكات عنيفة بمختلف انواع الاسلحة من ايقاع عشرات القتلى والجرحى في صفوف المجموعات الارهابية المسلحة المهاجمين فيما لاذ الباقون منهم بالفرار”.

وذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام أن الجيش اللبناني طلب من الإعلاميين ترك مشارف عرسال والنزول إلى منطقة اللبوة في البقاع لضرورات عسكرية خاصة بعد استقدام تعزيزات عسكرية كبيرة إلى منطقة عرسال كما صدرت نداءات استغاثة من أهالي عرسال بوجود جرحى في صفوف المواطنين اللبنانيين على الطرق.

ويستخدم الإرهابيون اهالي بلدة عرسال دروعا بشرية ويمنعونهم من مغادرة البلدة بقوة السلاح في حين شهدت عرسال نزوحا في الأماكن القريبة من بلدات اللبوة والبعيدة عن مسرح الاشتباكات باتجاه البقاع الشمالي وبعلبك.

وكانت قيادة الجيش اللبناني أعلنت في بيان أصدرته مديرية التوجيه أن وحدات الجيش اللبناني تابعت خلال الليل الفائت عملياتها العسكرية في منطقة عرسال ومحيطها وأحكمت سيطرتها الكاملة على مبنى مهنية عرسال بعد تعرضه لهجوم من قبل الجماعات الإرهابية كما استهدفت بالأسلحة الثقيلة نقاط تجمع المسلحين وسقط عدد من الشهداء والجرحى للجيش خلال المواجهات.

القضاء اللبناني يصدر مذكرات توقيف وجاهية بحق 6 منتمين إلى تنظيمات ارهابية

من جهة أخرى أصدر قاضي التحقيق العسكري في المحكمة العسكرية اللبنانية اليوم مذكرات توقيف وجاهية بحق ستة مدعى عليهم بجرم الانتماء الى تنظيمات ارهابية بعد استجوابهم.

وكان القاضي اللبناني استجوب فلسطينيا وخمسة لبنانيين في جرم الانتماء الى تنظيمات ارهابية منها / جبهة النصرة/ والقيام بأعمال ارهابية.

مجلس الأمن يدين الهجمات التي تشنها مجموعات متطرفة على الجيش اللبناني في عرسال

من جانبه أدان مجلس الأمن الدولي اليوم الهجمات التي تشنها مجموعات متطرفة على الجيش اللبناني في منطقة عرسال معربا عن دعمه للجهود التي تبذلها القوات المسلحة اللبنانية لمكافحة الارهاب. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن المجلس جدد في بيان رئاسي صدر باجماع اعضائه الـ 15 أيضا “دعمه الكامل للحكومة اللبنانية” مطالبا مجلس النواب اللبناني “بالعمل على أن تجري الانتخابات الرئاسية دون مزيد من التأخير”. ودعا أعضاء المجلس “كل الأطراف اللبنانية إلى الحفاظ على الوحدة الوطنية في مواجهة محاولات زعزعة استقرار البلاد”.

لحود: الجيش اللبناني يتصدى لعدوان إرهابي خارجي بكل المفاهيم

وأكد الرئيس اللبناني الأسبق اميل لحود أن الحرب التي يخوضها الجيش اللبناني مع الارهابيين التكفيريين في منطقة عرسال كشفت عن وجود أشخاص وقوى تريد “انكشاف الجيش سياسيا” وهو ما ظهر جليا في “تهجم البعض على الجيش اللبناني والتشكيك في دوره الوطني الجامع”.

وأشار لحود في بيان أصدره اليوم إلى أن الجيش اللبناني اعتاد على تقديم التضحيات في سبيل لبنان و”كان دوما ينتصر على التعدي والتحدي وترسخت عقيدته القتالية في محاربة العدو الاسرائيلي والارهاب” لافتا إلى أن الجيش اللبناني كان له صولات وجولات ضد هذا العدو المزدوج الذي تتلاقى مصالحه على السعي الى تدمير لبنان.

وشدد لحود على أن تكليف الجيش اللبناني هو “تكليف وطني للدفاع عن الارض والشعب وهو يتصدى لعدوان ارهابي خارجي بكل المفاهيم” مبينا أن القرار السياسي “يحصن الجيش اللبناني والساحة الداخلية ضد أي اختراق او فتنة”.

وأعرب لحود عن أمله في أن يتم حسم المعركة لمصلحة الوطن والشعب مهما كانت التضحيات موءكدا ان مصير الارهاب والتكفير والظلام “الدحر والاندثار وان كل شبر من ارض لبنان هو قبر لاوغاده”.

وأدان رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان الاعتداء الذي قامت به مجموعات إرهابية على مواقع الجيش اللبناني في عرسال.

وقال أرسلان في اتصال مع قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي: “إن هذه المجموعات الارهابية انتهكت السيادة اللبنانية واحتلت عرسال وهذا الأمر لطالما حذرنا منه ومن المهام الملقاة على عاتقها لتفتيت المنطقة وإعادة رسم خارطتها بما يتناسب مع مصلحة إسرائيل “مستنكرا ما يتعرض له الجيش اللبناني من هجمة إرهابية.

واعتبر أرسلان أن ما يقوم به الجيش اللبناني إنما هو دفاع مشروع عن لبنان ضد عدوان خارجي واجتياح عسكري من قبل أجانب ولا يمكن تشبيهه إلا بالاجتياحات الإسرائيلية والجميع مطالبون بتقديم كل الدعم المعنوي واللوجستي للجيش اللبناني لتمكينه من القيام بمهامه لطرد الغزاة وتلقينهم درساً لا ينسى بما يتناسب مع عملاء إسرائيل ومن يدعمهم.

وأكد أرسلان أن الوقت حان للارتقاء بالمواقف السياسية إلى درجة من المسؤولية الوطنية الحقة وأولها دعم الجيش ونبذ كل من يحرض عليه أو يشكك بمهامه الوطنية.

ورأى أن ما يهدف إليه الارهاب العميل اليوم هو توسيع رقعة المعركة ضد محور المقاومة من غزة إلى البقاع إلى حلب الى الموصل وكله بهدف تنفيس الهزيمة التي لحقت بإسرائيل على يد المقاومين الأبرار في غزة.

بدوره ندد رئيس حركة الإصلاح والوحدة اللبنانية الشيخ ماهر عبد الرزاق بالاعتداء الإرهابي على الجيش اللبناني في عرسال داعيا كل القوى إلى الالتفاف لدعم الجيش والقوى الأمنية لمواجهة المخططات الإرهابية التي تنفذها مجموعات تكفيرية مسلحة تطال كل الأراضي اللبنانية ولاسيما منها جرود عرسال والحدود اللبنانية السورية.

وقال عبد الرزاق: “إن الهجوم الإرهابي الغادر على السكان الآمنين والعسكريين في منازلهم ما هو إلا دليل يبين خطورة الحالة التكفيرية التنظيمية وإصرارها على ضرب الجيش فهذا العمل ليس صدفة بل جاء عن تصميم وتخطيط إرهابي تكفيري وعلينا أن نعي خطورة ما يجري وضرورة دعم الجيش ليقوم بالدفاع عن وحدة لبنان وكرامته وليضرب بيد من حديد لحسم الموقف مهما كان حجمه”.

وشدد عبد الرزاق على أن خطف العسكريين من منازلهم للضغط على لبنان بشعبه ومؤسساته لن يلوي ذراع اللبنانيين معتبرا أن الخطف من أخطر أعمال الإرهاب.

بدوره أدان الأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان فايز شكر بشدة الاعتداء الإجرامي الإرهابي الذي أقدمت عليه العصابات التكفيرية على بلدة عرسال وجرودها والذي أدى إلى تهجير العديد من أهلها وقتل أبنائها مؤكدا أن هذا الاعتداء يكشف عن المخطط الذي أعدته تلك القوى الإرهابية لهذه المنطقة بشكل خاص وللبنان بشكل عام.

وأكد شكر في تصريح له اليوم أن هذا العدوان الذي يتزامن مع الهجمة الصهيونية على غزة يمثل الوجه الآخر للمؤامرة على الأمة العربية الممتد من مغربها إلى مشرقها مشيرا إلى أن “ترابط تلك الإعتداءات يهدف لإضعاف قوى المقاومة لدى الأمة العربية لتسهيل تمرير المشروع الصهيوني الأمريكي الهادف إلى السيطرة على الأرض والثروة العربية وتمزيق المجتمعات العربية”.

واعتبر شكر أن الإعتداء على عرسال اليوم يشكل رسالة لكل اللبنانيين بأن وطنهم مستهدف في وجوده ومصيره وعليهم جميعاً التنبه للمخاطر التي تهدد وطنهم وتحمل مسؤولياتهم الوطنية والأخلاقية لمواجهة هذا العدوان والوقوف صفاً واحداً إلى جانب جيشهم في التصدي لكل محاولات النيل من بلدهم وأهلهم موضحا أن “ما يحدث اليوم لم يعد يحتمل أي مواقف مترددة أو تبريرية أو إستغلال لحسابات شخصية ضيقة”.

وأشار شكر إلى أن ما صرح به بعض نواب تيار المستقبل في طرابلس وما رافقه من إعتداءات على مراكز الجيش اللبناني في المدينة يشكل تشجيعا لتلك العصابات الإرهابية على عدوانها ومحاولة مكشوفة لتغطية هذه الأعمال الإجرامية المدانة مؤكدا أن أهالي طرابلس الحريصين على مدينتهم ووطنهم لن يرضوا بتلك المواقف الغريبة عنهم وعن تاريخهم وقيمهم وتمسكهم ببلدهم.

بدوره أكد حزب الاتحاد اللبناني أن ما يجري في المنطقة يعد اعتداء صارخا على لبنان برمته ودولته المقاومة ويشكل حلقة من حلقات مشروع ما يسمى “الفوضى الخلاقة” الأمريكي الذي يتربص شرا بهذا الوطن وهو مستمر في مخطط اقحام لبنان في النيران المشتعلة في المنطقة.

ودعا الحزب في بيان له اللبنانيين كافة إلى الالتفاف حول مؤسسة الجيش اللبناني لمحاربة آفة الإرهاب والى عدم التهاون في التعامل مع هذه الظاهرة وتوفير كل الدعم للجيش والقوى الأمنية لملاحقة هذه الجماعات .

ونددت أحزاب وقوى وشخصيات لبنانية عدة بالاعتداءات التي تقوم بها المجموعات الارهابية المسلحة ضد الجيش اللبناني في عرسال داعية اللبنانيين جميعا الى الالتفاف حول الجيش وتقديم الدعم الكامل له خلال مواجهته للإرهابيين.

كما أدانت الأمانة العامة في الحزب العربي الديموقراطي التعديات التي تقوم بها الجماعات التكفيرية المسلحة ضد مواقع الجيش اللبناني في البقاع والشمال.

ودعت الأمانة قيادة الجيش للضرب بيد من حديد كل من تسوله نفسه العبث بأمن وأمان المواطنين أو التجروء على هيبة الجيش وعناصره والعمل على اطلاق سراح المخطوفين منهم لدى الجماعات المسلحة مؤكدة أن الجيش كان وسيبقى الضامن الأوحد لتكريس الاستقرار وتحصين مسيرة السلم الأهلي في لبنان.

من جانبه طالب عضو كتلة التحرير والتنمية النائب اللبناني أنور الخليل بالإلتفاف الوطني الشامل حول الجيش في معركته المفتوحة والمستمرة بوجه المجموعات الإرهابية المنظمة دفاعا عن لبنان ووحدته الوطنية.

وقال الخليل في تصريح له “لقد بدا واضحا أن هذه المجموعات الإرهابية تمتلك مشروعا سياسيا يستهدف لبنان كما استهدف عددا من البلدان العربية وبالتالي فإن هذه المجموعات تمثل مشروعا سياسيا بالغ الخطورة وعلينا جميعا ان نواجهه بخطاب سياسي موحد ينطلق من وحدتنا الوطنية” مشددا على أن الجيش اللبناني يدافع عن لبنان ولا مبرر لأي جهة أن تتبنى خطابا ذات معايير مزدوجة.

بدوره اعتبر حزب التوحيد العربي اللبناني أن الجيش اللبناني أصبح الهدف الرئيسي للجماعات التكفيرية لقيامه بواجبه الوطني في حماية اللبنانيين من الإرهاب والإجرام.

واكد الحزب في بيان له أن ما يجري في عرسال جريمة تكفيرية متكاملة مع العدوان الصهيوني على غزة وتهجير مسيحيي العراق ويستهدف بشكل رئيسي نشر الفكر الظلامي والمنحى التدميري في المنطقة داعيا الى المسارعة في اتخاذ خطوات نوعية تحرر لبنان من أجواء الفتنة وتضع حدا امام كل الاصوات التي تشكل البيئة الحاضنة للمشاريع التكفيرية.

وحث الحزب على تأييد الجيش اللبناني ودعمه في مواجهة مشاريع الإمارات التكفيرية التي تهدد السيادة والأمن والإستقرار في لبنان داعيا قيادة الجيش إلى التعامل بحزم مع المسلحين الإرهابيين الذين لا يفقهون سوى لغة الغدر والتكفير.