قطاع غزة- القدس المحتلة-سانا
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها الهمجي الوحشي واسع النطاق على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لليوم التاسع والعشرين موقعة المزيد من الشهداء والجرحى إضافة إلى تدمير منازل الفلسطينيين جراء غارات لطيران الاحتلال الحربي وقصف مدفعي وآخر من الزوارق البحرية بشكل مكثف إلى جانب توغل بري على أطراف القطاع.
وارتفع عدد الشهداء الذين سقطوا اليوم جراء العدوان المستمر لقوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 50 شهيدا.
وأشار أشرف القدرة المتحدث باسم لجنة الإسعاف والطوارىء في غزة في تصريح نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية معا إلى أنه تم انتشال جثامين 32 شهيدا من بين الأنقاض والركام الناتج عن القصف المتواصل لقوات الاحتلال إضافة إلى استشهاد 18 فلسطينيا آخرين في مختلف مناطق القطاع.
ولفت القدرة إلى أن عدد ضحايا العدوان المتواصل لقوات الاحتلال الإسرائيلي منذ 29 يوما وصل الى 1865 شهيدا و9470 جريحا.
وبلغ عدد ضحايا العدوان الاسرائيلى على قطاع غزة يوم أمس 120 شهيدا بينما أصيب أكثر من 230 آخرين بجروح.
من جانبها أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الفلسطينية استشهاد قائدها في شمال قطاع غزة دانيال منصور في قصف استهدف أحد المنازل في جباليا.
في غضون ذلك أعلن الكيان الصهيوني فجر اليوم عن تهدئة لسبع ساعات ابتداء من الساعة العاشرة من صباح اليوم وحتى الساعة الخامسة مساء.
وبعيد دقائق من اعلانها عن تهدئة مزعومة من طرف واحد لسبع ساعات اطلقت طائرات ومدفعية الاحتلال الاسرائيلي صواريخها وقذائفها مستهدفة منازل المواطنين الفلسطينيين في أنحاء مختلفة في قطاع غزة ما ادى لاستشهاد فلسطينيين اثنين بينهم طفلة تبلغ من العمر 8 سنوات.
وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية وفا أن قوات الاحتلال قصفت منزلا في مخيم الشاطئ لعائلة حمودة ومنازل محيطة به غرب مدينة غزة ما أدى إلى استشهاد طفلة وإصابة أكثر من 30 اخرين معظمهم من الأطفال والنساء.
بدورها واصلت المقاومة الفلسطينية عملياتها النوعية ردا على العدوان الاسرائيلي الوحشي المتواصل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة واطلقت صلية صواريخ وقذائف جديدة على مستعمرة “أشكول”.
كما أطلقت المقاومة صواريخ أخرى على مواقع الاحتلال الإسرائيلي في إسدود وعسقلان جنوبي فلسطين المحتلة.
العدو الإسرائيلي يقر بإصابة سبعة من جنوده خلال تصدي المقاومة الفلسطينية لقواته في القطاع
وكان سبعة جنود من جيش الاحتلال الإسرائيلي أصيبوا الليلة الماضية إثر تصدي فصائل المقاومة لهم في مختلف مناطق قطاع غزة وهو الأمر الذي بات يؤرق كيان الاحتلال ولا سيما بعد تزايد أعداد قتلاه ومصابيه.
ونقل موقع واللا الاسرائيلي عن مصادر إعلامية اسرائيلية قولها إن “سبعة جنود إسرائيليين نقلوا ليلة أمس من قطاع غزة إلى مشفى سوروكا في بئر السبع جراء إصابتهم خلال اشتباكات مع الفصائل الفلسطينية في غزة”.
وأكد الموقع في الوقت ذاته أن نحو 122 جنديا أصيبوا منذ بدء العدوان على غزة وهم يعالجون إلى الآن في المشافي الإسرائيلية موضحا أن “عشرة منهم إصاباتهم خطرة أما الباقون فإصاباتهم متوسطة”.
وفي غضون ذلك اعلن الكيان الصهيوني فجر اليوم عن تهدئة لسبع ساعات ابتداء من الساعة العاشرة من صباح اليوم وحتى الساعة الخامسة مساء وسط توقعات العديد من المراقبين بقيام الاحتلال بنقض تعهده هذا على غرار نقضه المتواصل للعهود والمواثيق التي يتعهد الالتزام بها.
رئيس الوفد الفلسطيني إلى القاهرة: أبلغنا مصر موافقتنا على دعوتها إلى “هدنة مدتها 72” ساعة في غزة تبدأ صباح الغد
من جهته أكد رئيس الوفد الفلسطيني إلى القاهرة عزام الأحمد أن الوفد الفلسطيني أبلغ مصر بالموافقة على دعوتها لهدنة في قطاع غزة تبدأ الساعة الثامنة صباح غد ولمدة 72 ساعة وذلك ضمن اطار الجهود لوقف العدوان الاسرائيلي المتواصل على غزة.
ونقلت وكالة وفا الفلسطينية عن الأحمد قوله إنه “سيتم خلال الهدنة بدء المفاوضات غير المباشرة بين الوفدين الفلسطيني والاسرائيلي من أجل تثبيت وقف إطلاق النار في غزة وتحقيق المطالب الفلسطينية التي أبلغها الوفد لمصر بما يؤمن وقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني بما يشمل وقف العمليات العسكرية الإجرامية الإسرائيلية ضد اهالي قطاع غزة ورفع الحصار عنها”.
من جهته أكد مصدر مصري مسؤول في تصريح لوكالة انباء الشرق الاوسط المصرية أن مصر دعت الوفدين “الفلسطيني والإسرائيلي” للحضور الى القاهرة بعد الالتزام بهدنة لمدة اثنتين وسبعين ساعة تبدأ من الساعة الثامنة من صباح الغد مشيرا إلى أن التوقعات تشير إلى الالتزام بالتهدئة وإرسال الوفود لبدء عملية التفاوض استنادا للمبادرة المصرية.
معاريف: الجيش الاسرائيلي يطلب من الحكومة اتخاذ قرار بالانسحاب من غزة
إلى ذلك وعلى الرغم من الخسائر الفادحة التي تكبدها جيش الاحتلال خلال عدوانه الحالي على قطاع غزة وتململ العسكريين الإسرائيليين من هذا العدوان الذي لم يحقق أياً من أهدافه التي حددت تحت ذرائع واهية ما زالت حكومة الاحتلال تصر على استمرار العدوان لدعم موقفها وتحقيق مكاسب سياسية تقنع الرأي العام الاسرائيلي بجدوى العدوان ولكن هذا الموقف أدى الى توتر كبير بين المستويين السياسي والعسكري في /اسرائيل/ ومطالبة الاخير بالانسحاب من غزة.
وفي هذا السياق نقلت صحيفة معاريف الاسرائيلية عن /مصدر مطلع/ تأكيده قيام ما يسمى /المجلس الوزاري الأمني المصغر/ الذي شكل خصيصا لإدارة العدوان على غزة بتكليف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الحرب موشيه يعالون باصدار أوامر لجيش الاحتلال بـ”إعادة الانتشار في الوقت المناسب” وهو ما يوضح حقيقة الموقف الحرج الذي يعصف بمسوءولي الكيان الصهيوني جراء العدوان على غزة.
وأضافت معاريف “اتضح أيضا ان المجلس الوزاري الامني المصغر تبنى توصيات وزارة الدفاع كما عرضها رئيس الأركان الاسرائيلي ونائبه” مبينة أن مصادر سياسية أكدت أن الثمن الاقتصادي والاصابات الكثيرة في الجيش الاسرائيلي دفعت /المجلس الوزاري الامني المصغر/ إلى اتخاذ قرار بالانسحاب من غزة.
ومن الجدير بالذكر أن سلطات الاحتلال تقر بشكل شبه يومي بمقتل العشرات من جنودها واختفاء آخرين منذ بدء العدوان على غزة إضافة إلى نزوح المستوطنين من المستوطنات القريبة إلى قطاع غزة.
وأجبر الثمن الباهظ الذي دفعه الكيان الصهيوني جراء عدوانه وسائل إعلام هذه الكيان على الإقرار ببعض خسائره رغم الأوامر المشددة من حكومة الاحتلال بالتعتيم الإعلامي على حجم الخسائر الاقتصادية والبشرية فقدرت “حجم الخسائر الاقتصادية خلال الأربعة أسابيع الماضية بنحو /5ر1/ بالمئة من إجمالي الناتج المحلي الاسرائيلي أي قرابة ال/3ر4/ مليارات دولار”.
صحيفة لوموند: نتنياهو يحاول الخروج من الازمة دون فقدان ماء الوجه
وسلطت صحيفة /لوموند/ الفرنسية الضوء على محاولات رئيس وزراء كيان الاحتلال الاسرائيلي /بنيامين نتنياهو/ لايجاد مخارج للتخلص من المأزق الكبير الذي وقعت به حكومته في عدوانها على قطاع غزة مع انسداد الأفق أمام انجاز أي هدف من أهداف عدوانه على القطاع.
واشارت الصحيفة في تحليل لمراسلتها في القدس المحتلة /هيلين سالون/نشرته اليوم تحت عنوان /نتنياهو يحاول الخروج من الصراع دون ان يفقد ماء وجهه/إلى ان اعلان قوات الاحتلال عن اختفاء مزعوم لاحد جنودها الذي اعلنت تلك القوات لاحقا عن مقتله خلال المعارك التي جرت في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة يوم الجمعة الماضي شكل مخرجا غير متوقع لنتنياهو للخروج من ورطته في غزة.
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن نتنياهو وبعد ما تواجهه قوات الاحتلال من مقاومة عنيفة وما تكبدته قواته من خسائر بشرية ومادية أصبح //موءيدا للعودة الى الوضع الذي سبق العملية العسكرية مع تجنب تقديم أي مطالب للفلسطينيين فقط للحفاظ على ماء وجهه أمام الاسرائيليين”.
ورأت الصحيفة أنه “بالنسبة لنتنياهو فإن الانسحاب من الأراضي التي أعاد احتلالها هو الحل الأقل سوءا وتكلفة بالنسبة للخسائر البشرية التي يمكن أن يتكبدها جيش الاحتلال” موضحة أنه “خلال ثلاث فترات من رئاسته للحكومة الاسرائيلية فان نتنياهو نجح في التهرب من محاولات اجلاسه على طاولة مفاوضات سلام ودفع استحقاقاته”.
ولفتت الصحيفة إلى أن العديد من المسوءولين الاسرائيليين يعتبرون أن هذا الخيار الذي يطرحه نتنياهو يشكل “هزيمة لاسرائيل وانتصارا للمقاومة الفلسطينية” فيما توءكد المعطيات أن المقاومة لن تقبل بإعطاء نتنياهو مثل هذا الأمر بل ستصر على فرض شروطها بخصوص رفع الحصار المفروض على قطاع غزة منذ سنوات طويلة.