S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
اللاذقية-سانا
نجحت السيدة نصرة شعبان من قرية السخابة في استنبات الكثير من المزروعات من خضار وفواكه بين أشجار الليمون والبرتقال المزروعة حول بيتها الريفي المتواضع فحققت اكتفاءها الذاتي ورفدت ما يفيض عنها للسوق المحلي الصغير القريب منها وذلك بعد أن واظبت على العمل في الأرض بمعولها الصغير وجهدها الكبير الممزوج بالصبر وحب الأرض التي التصقت بها وعشقتها منذ نعومة اظفارها.
تعشق ام علي 57 عاما أرضها وتعتبر شجيراتها بمثابة أولادها فهي الأرملة منذ أكثر من خمسة عشر عاما ولم ترزق بأطفال وتشعر ببساطة أنها امرأة تزرع الخصب والعطاء حولها وتستطيع بذراعيها وارادتها ان تمنح العالم من حولها الكثير من المنتجات التي يحتاجونها.
وحول هدفها من العمل في الأرض أكدت ام علي لنشرة سانا سياحة ومجتمع “أنه بالعمل والإرادة يستطيع من يملك ولو شبرا من الأرض تحقيق اكتفائه الذاتي ونشر الخصب رغم كل الصعوبات التي يواجهها المزارع كارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج”.
وتحتوي مزرعة ام علي التي يصفها أهل القرية بالمحمية معظم الزراعات من أشجار ليمون وكرمة وكيوي وتوت بري وتفاح وخوخ ورمان إضافة إلى الخضار كالكوسا والباذنجان والخيار والملوخية والملفوف والقنبيط والزعتر الأخضر والميرمية والمليسة وغيرها وكلها مروية بماء البئر الموجود في المزرعة كما أنها تربي الحيوانات الأليفة من بط ودجاج واوز وسمك في بركة السقاية وتستفيد من مخلفاتها كاسمدة عضوية بديلة عن الكيماوية لخدمة منتجاتها ومن لحمها وبيضها مشيرة إلى أنها تصنع من منتجات مزرعتها مربيات كمربى التوت الذي يكثر عليه الطلب من أبناء المنطقة.
وتزين مدخل منزل ام علي الورود بأنواعها ومنها القرنفل والجهنمية والجوري والقنديل والياسمين ودوار الشمس ويمضي يومها سريعا بعد أن تقتطع منه بعض الوقت لاعداد طعامها المفضل من الخبيزة وفطيرة الزلابية والحساء المعد من اللفت فوق مدفأة الحطب التي قامت باشعالها لتأمين دفئها مع أعداد طعامها على نارها المتوهجة كفاكهة الشتاء والأجمل من هذا ابتسامة الرضا التي ترتسم على شفتيها بعد أن توزع الحلوى من الهريسة التي اعدتها في فرنها المتواضع على اطفال القرية الذين اعتادوا اللعب في الارجوحة التي نصبتها بين شجرتي الجوز من حبال القنب.
صبا العلي
