موسكو-سانا
أكد رئيس قسم الأمن الأوروبي في معهد أوروبا التابع لأكاديمية العلوم الروسية ديميتري دانيلوف وضوح وشفافية الموقف الروسي إزاء مسألة تسوية الأزمة في سورية وذلك لأنه يعتبر أن الإرهاب الدولي وفي مقدمته تنظيم داعش الإرهابي يشكل خطرا كبيرا على الأمن والاستقرار في العالم وأن مكافحته تحمل أولوية أساسية ينبغي أن تشارك بها الدول الأوروبية إلى جانب روسيا.
وقال دانيلوف في مقابلة مع مراسل سانا في موسكو اليوم.. إن “المواقف الغربية تهدف إلى الخلط بين الأولويات الضرورية لاستتباب الأمن في العالم وتضع محاربة الإرهاب على سوية واحدة مع القضايا الداخلية لبلدان الشرق الأوسط بصورة عامة وفي سورية بشكل خاص وهي بذلك تختلف عما تدعو إليه روسيا حيث يرى الغربيون أن سبب الأزمة في سورية ليس الإرهاب وإنما هو الحكومة التي تحارب الإرهاب وهذا ما ترفضه روسيا وتعتبره خلطا للأولويات في مسألة حل الأزمة السورية”.
ووصف دانيلوف الدعوات الغربية لمحاربة الإرهاب ب “المزيفة وغير الحقيقية” لأنه من غير الممكن القيام برعاية التنظيمات الإرهابية من جهة ومحاولة تجريدها من السلاح من جهة أخرى مشيرا إلى أن الخلاف واضح في المواقف تجاه تسوية الأزمة في سورية بين روسيا والغرب على الرغم من أنه بدأ يظهر بعض التحسن في الجانب الإيجابي معتبرا أنه كلما بدأت مثل هذه البوادر تظهر في السياسات الغربية نراها تصطدم بموانع عدة تثير معضلات أكثر تعقيدا مما تم التوصل إليه من توافقات.
ودعا دانيلوف جميع الأطراف التي تثير هذه العقبات إلى إدراك بأن روسيا تعمل في سورية وفق القانون الدولي وميثاق منظمة الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي وموافقة الحكومة الشرعية في سورية وقال.. “إذا كانت الأطراف الدولية الأخرى غير راضية عن ذلك فلتلجأ إلى الشرعية الدولية ولكن الغرب لا يميل للتقيد بهذه الخطوات لذلك فإن روسيا أيضا تعتبر نشاط الحلف الغربي العامل في سورية بقيادة الولايات المتحدة غير شرعي”.
وفي مقابلة مماثلة قال كبير الباحثين العلميين في مركز الأبحاث الأوراسية في الأكاديمية الدبلوماسية التابعة لوزارة الخارجية الروسية علي مصطفى بيلي.. إن “تشكيل المجموعة الدولية لدعم سورية وتصميمها على القيام بالمهام الموكلة إليها وسعيها لاتخاذ خطوات محددة يعتبر بحد ذاته نجاحا في اتجاه البحث عن سبل لحل الأزمة في سورية”.
وأضاف بيلي.. إن “قرار مجلس الأمن الدولي الصادر على أساس توافقات اجتماع فيينا 2 يشير بوضح إلى الخطوات التي يجب أن تقوم بها أطراف هذه التوافقات لجهة جمع السوريين إلى طاولة مباحثات يتفقون حولها على مبادئ إنهاء الأزمة في بلادهم وجلب السلام إلى الشعب السوري الذي عانى طيلة خمس سنوات من ممارسات التنظيمات الإرهابية”.
وأشار بيلي إلى أن المشكلة تكمن في اختلاف المواقف حول أي من التنظيمات تعتبر إرهابية مؤكدا أن السعودية تحاول التغطية على التنظيمات الإرهابية التي مارست شتى أنواع الترهيب بحق السكان المدنيين وقامت بتدمير المنشآت والبنى التحتية في الوقت الذي يعترض فيه البعض الآخر على ذلك ويعد كل من حمل السلاح ومارس الإرهاب يجب تصنيفه في لائحة التنظيمات الإرهابية التي ينبغي على المجتمع الدولي أن يحاربها.
ورأى بيلي أن التوافق أصبح أكثر صعوبة بعد العملية الاستفزازية التي ارتكبتها السعودية بإعدام 47 شخصا من بينهم الشيخ المعارض نمر باقر النمر ما يجعل إعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل هذا الفعل صعبا جدا معتبرا أنه لا يمكن التوصل إلى أي اتفاقات لحل الأزمة في سورية إذا لم يتم التوافق بين الدول الكبرى على خطوات عملية محددة.
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).