بيروت-سانا
استشهد عسكريان لبنانيان اليوم وأصيب عدد أخر أثناء تصديهما لمسلحين إرهابيين هاجموا حواجز للجيش اللبناني في عرسال شرق لبنان.
وقالت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام “إن مجموعة من المسلحين الإرهابيين شنوا هجوما على حاجزين للجيش اللبناني في المصيدة ووادي حميد في بلدة عرسال على السلسلة الشرقية للبنان” مشيرة إلى أن الجيش اللبناني قام بالرد على مصادر النيران ما أدى إلى استشهاد عسكريين وإصابة عدد آخر.
وفي السياق ذاته نقلت قناة المنار عن مصدر أمني لبناني قوله “إن الجيش اللبناني تمكن من تحرير جنديين لبنانيين كان المسلحون المهاجمون احتجزوهما عقب هجومهم على حاجز للجيش في عرسال”.
كما أشارت الوكالة الوطنية إلى أن التوتر ما زال سائدا في بلدة عرسال بعد انتشار كثيف للمسلحين الإرهابيين فيها إثر توقيف الجيش اللبناني للإرهابي عماد أحمد جمعة من جبهة النصرة الإرهابية في منطقة القلمون .
وأوضحت الوكالة أن مروحيتين تابعتين للجيش تحركتا من قاعدة رياق باتجاه جرود عرسال بحثا عن المسلحين الإرهابيين في ظل انتشار كثيف للجيش في المنطقة مشيرة إلى أن أهالي بلدة عرسال أطلقوا دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو إلى طرد المسلحين الإرهابيين من البلدة وعدم الاصطدام مع قوات الجيش اللبناني.
وكانت مديرية التوجيه في قيادة الجيش اللبناني ذكرت انه تم في وقت سابق توقيف الإرهابي جمعة على أحد حواجز الجيش في جرود منطقة عرسال وقد إعترف عند التحقيق معه بإنتمائه إلى جبهة النصرة الإرهابية وسلم بعد ذلك إلى المراجع المختصة لإستكمال التحقيق.
يشار إلى أن الجيش اللبناني أوقف عشرات الإرهابيين الذين فروا إلى لبنان عقب عمليات الجيش العربي السوري في القلمون خلال الاشهر الماضية.
الجيش اللبناني يستعيد السيطرة على وادي حميد في جرود عرسال
وفي وقت لاحق أعلن الجيش اللبناني أن وحداته تواصل التصدي والاشتباك مع أعداد كبيرة من الإرهابيين المسلحين في منطقة عرسال وجرودها
وتقوم بقصف مراكز تجمعاتهم وطرق تحركاتهم تمهيدا لعزلهم وتطويقهم.
وقالت قيادة الجيش اللبناني في بيان لها مساء اليوم إنه استقدم المزيد من التعزيزات العسكرية إلى المنطقة.
من جهتها أشارت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام إلى أن الجيش استعاد سيطرته بالكامل على وادي حميد في جرود عرسال بعد وقت من استعادة حاجز المصيدة.
وأوضحت الوكالة أن الاشتباكات العنيفة مستمرة بين الجيش والمسلحين حتى تطهير المنطقة بالكامل حيث تقوم مدفعية الجيش بدك بعض التلال التي كان المسلحون قد سيطروا عليها في وقت سابق لاستعادتها من جديد.
ولفتت الوكالة إلى أن عناصر قوى الأمن الداخلي الذين كانوا في فصيلة درك عرسال التي تعرضت لهجوم من إرهابيين مسلحين لم يتم إطلاقهم بعد انتهاء الهجوم بل نقلهم المسلحون إلى مبنى يملكه مصطفى الحجيري الملقب أبو طاقية وهو موءلف من 3 طوابق يضم أحدها مستشفى ميدانيا.
الرد على المجموعات الإرهابية في عرسال سيكون حاسما
إلى ذلك أكد الجيش اللبناني أنه سيكون حاسما وحازما في رده على المجموعات الإرهابية المسلحة التي هاجمت اليوم مواقع الجيش ومراكزه في منطقة عرسال شرق لبنان .
وقالت مديرية التوجيه في قيادة الجيش اللبناني في بيان لها “إن الجيش اللبناني لن يسكت عن محاولات المسلحين الغرباء عن أرضنا تحويل لبنان إلى ساحة للإجرام وعمليات الإرهاب والخطف والقتل” لافتة إلى أن ما جرى ويجري اليوم في عرسال يعد أخطر ما تعرض له لبنان والجيش لأنه أظهر بكل وضوح أن هناك من يعد ويحضر لاستهداف لبنان ويخطط منذ مدة للنيل من الجيش اللبناني ومن عرسال.
وشدد البيان على أن الجيش لن يسمح لأي مسلح غريب عن بيئة لبنان ومجتمعه بأن يعبث بأمن لبنان.
وأوضح البيان أن مجموعة من المسلحين الغرباء من جنسيات مختلفة هاجمت اليوم مواقع الجيش ومراكزه في منطقة عرسال ما أدى إلى وقوع عدد من الاصابات بين شهيد وجريح في صفوف العسكريين والمدنيين من أبناء البلدة الذين تضامنوا مع القوى العسكرية والأمنية ضد العناصر المسلحة التي تواجدت في البلدة.
وأكد البيان أن “الجيش اللبناني لن يسمح لأي طرف بان ينقل ما يجري في سورية إلى لبنان ولن يسمح بأن يكون أبناؤه رهائن ولن يسكت عن أي استهداف يطال الجيش وأبناء عرسال الذين وفر لهم الجيش الحماية وعزز وجوده في المنطقة بناء على قرار مجلس الوزراء” مشيرا إلى أن المسلحين الغرباء أمعنوا في التعديات وأعمال الخطف والقتل والنيل من كرامة أبناء المنطقة.
بري: الاعتداءات الإرهابية على الجيش اللبناني في عرسال عدوان على لبنان واللبنانيين
من جهته أدان رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الاعتداءات الإرهابية على الجيش اللبناني والقوى الأمنية في منطقة عرسال شرق لبنان والتي أدت إلى استشهاد عسكريين لبنانيين اثنين داعيا اللبنانيين جميعا إلى توحيد صفوفهم خلف الجيش والقوى الأمنية.
وقال بري في تصريح له عقب اتصال أجراه مع قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي اطلع خلاله على تطورات الأوضاع في منطقة عرسال “إننا إذ ندين أي تعرض للجيش اللبناني والقوى الأمنية التي تنفذ مهامها الأمنية على الأرض في أي موقع وفي أي جهة فإننا نرى أن هذا العدوان هو عدوان على كل لبنان وعلى كل اللبنانيين وإن أي جرح في جغرافيا الوطن هو جرح في قلب لبنان”.
وأكد بري أن ابناء عرسال لن يدعوا الإرهاب يتسلط على بلدتهم ويمارس العدوان على الجيش والقوى الأمنية.
وحيا بري أرواح الشهداء من عسكريين ومدنيين الذين تصدوا للإرهاب مشددا على أهمية توحيد صفوف اللبنانيين خلف جيشهم باعتبار أن هذه الوحدة هي حصن لبنان بمواجهة الإرهاب.
من جهته اعتبر رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام اعتداء المجموعات الإرهابية التكفيرية على الجيش اللبناني والقوى الأمنية في بلدة عرسال البقاعية وجوارها اليوم يشكل اعتداء صارخا على لبنان وعلى القوات المسلحة اللبنانية مثلما هو اعتداء على المواطنين اللبنانيين في أمنهم ورزقهم وممتلكاتهم.
وأكد سلام في تصريح له أن الحكومة اللبنانية تتعامل مع هذه التطورات بأقصى درجات الحزم والصلابة ولن تتهاون في حماية أبنائها مدنيين كانوا أم عسكريين ولن تسمح بفرض حالة من الفوضى الأمنية في أي منطقة لبنانية أو خروجها عن سيطرة القوى الشرعية تحت أي ذريعة كانت.
وشدد سلام على ضرورة الالتفاف حول الجيش اللبناني ومنحه كل الدعم اللازم للقيام بمهامه في التصدي للمجرمين الذين تطاولوا على السيادة اللبنانية ونالوا من كرامة عسكريين ومدنيين لبنانيين داعيا القوى السياسية اللبنانية كافة إلى التحلي بأعلى درجات الحكمة والمسوءولية وبذل كل الجهود لتحصين لبنان والنأي به فعلا عن الأخطار المحيطة به.
ومن جهته أكد وزير الدفاع الوطني اللبناني سمير مقبل أن ما يحدث في منطقة جرود عرسال وسواها يزيده إصرارا لمجابهة أي إعتداء وخاصة أن اللبنانيين جميعا يقفون صفا واحدا داعمين لمواقف الجيش اللبناني.
من جهة أخرى أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام بأن مفوض الحكومة اللبنانية المعاون لدى المحكمة العسكرية اللبنانية سطر استنابات قضائية إلى الأجهزة الأمنية مديرية المخابرات والشرطة العسكرية في الجيش اللبناني شعبة المعلومات للتحري والبحث وغجراء الاستقصاءات لمعرفة هوية الأشخاص الذين اعتدوا اليوم على الجيش اللبناني وتسببوا في سقوط شهيدين من عناصره وعدد من الجرحى في منطقة عرسال البقاعية اللبنانية وإلحاق الأضرار بالآليات والأعتدة العسكرية.
قانصوه يحذر من محاولات الإرهابيين التسلل للقرى اللبنانية الحدودية للسيطرة عليها
كما حذر النائب اللبناني عاصم قانصوه من مخاطر محاولات الإرهابيين المسلحين المندحرين من الأراضي السورية بفضل عمليات الجيش العربي السوري في القلمون التسلل إلى القرى اللبنانية الحدودية.
وقال قانصوه في تصريح لوكالة أخبار اليوم اللبنانية أن محاولتين لدخول الإرهابيين المسلحين إلى بعض القرى اللبنانية حصلتا منذ نحو 10 أيام بهدف الإستيلاء عليها وإيجاد منطقة خاصة بهم نظرا إلى أن الجانب السوري مقفل وكذلك الجانب اللبناني مقفل بفعل وجود الجيش اللبناني الذي يمنع دخول هؤلاء الإرهابيين أو السيارات المفخخة إلى الداخل اللبناني لافتا إلى حصول محاولتين لهؤلاء الإرهابيين للدخول إلى القرى اللبنانية في البقاع لكنهم جوبهوا بقوة هائلة من الجيش اللبناني والمقاومة.
ولفت قانصوه إلى أن هؤلاء الإرهابيين تكبدوا خسائر كبيرة وسقط منهم نحو 80 قتيلاً دفعة واحدة وبعد ذلك انكفؤوا.
المرابطون: الخطر الإرهابي سيقضي على الجميع اذا لم يتوحد اللبنانيون ضده
كما أدانت الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين في لبنان /المرابطون/ بشدة الاعتداء الارهابي الذي طال عناصر الجيش اللبناني في عرسال مجددة دعوتها للجميع في لبنان إلى دعم جيشه.
وحذرت الهيئة في بيان لها اليوم مجددا من يحاول أن يستقوي بالإرهابيين والمخربين لدعم مواقف سياسية بانه سيكون أول ضحاياه.
وقال البيان: “إن ما جرى اليوم من استهداف للجيش الوطني اللبناني ولقوى الأمن الداخلي من قبل عصابات الارهابيين والمخربين في عرسال يؤكد ما كنا حذرنا منه منذ بدايات الأزمة في سورية من أن هؤلاء المخربين والارهابيين وبعد القضاء عليهم على أرض سورية العربية سيتوجهون باتجاه لبنان”.
ودعت حركة “المرابطون” في بيانها جميع اللبنانيين إلى الوقوف والدفاع عن لبنان بوجه هوءلاء الارهابيين والمخربين معربة عن يقينها بأن الجيش اللبناني سيتحمل مسوءوليته الوطنية كاملة بالدفاع عن الوطن والمواطنين مؤكدة “أن الخطر الإرهابي سيقضي على الجميع وعلى لبنان إذا لم يتم جعل معركة مكافحة
الارهاب قدرا يوحد الجميع في هذه المعركة الوطنية”.