دمشق – سانا
يحتفل السوريون بعيد الشجرة في الخميس الأخير من كل عام ويقومون بحملات تشجير على نطاق واسع وبمشاركة طلاب المدارس والمنظمات الشعبية وجميع قطاعات المجتمع تأكيدا على الدور الحضاري والاقتصادي والاجتماعي والبيئي للشجرة في حياتنا وعلى ارادة الحياة وخاصة في ظل الظروف الحالية التي استهدف فيها الإرهاب البشر والشجر والحجر.
ويحيي السوريون عيد الشجرة هذا العام وملؤهم الأمل والتفاؤل بغد قريب يحرزون فيه نصرا نهائيا على قوى الشر والارهاب ويستردون ألقهم وحضارتهم التي ما برحت تنير كل دروب العالم الى يومنا هذا وهم يغرسون شتلات الشجر في تراب الوطن المروى بدماء الشهداء العظماء مؤمنين أن عظمة الشهيد ستشع نورا وسلاما في كل الدنيا.
وتقول التلميذة تالا في الصف الرابع حلقة أولى : لأن الشجرة تعني الخير وترمز للحياة نقوم أنا وأصدقائي بزراعة الأشجار في حديقة مدرستنا كلما ودعنا شهيدا من رفاقنا .. والأسبوع الماضي زرعنا شجرة باسم الشهيد علي أحمد من الصف السادس والذي استشهد في طريقه للمدرسة بقذائف الإرهابيين التي يطلقونها على دمشق.
وتضيف : نعلق على جذع كل شجرة اسم الشهيد وعمره وصفه ونعاهده أننا لن نستسلم وسنتسلح بالعلم وحب الحياة لنقهر الجهل والقتلة وسنظل مثله نأتي إلى المدرسة حتى لو استشهدنا في الطريق إليها.
وتروي المدرسة أم محمد قصتها مع شجرة ابنها الشهيد الذي ودعته قبل أربعة أعوام وتقول بكلماتها الممزوجة بالدمع “أصبح عمر شجرة الشهيد أربع سنوات وأزورها كل يوم حتى أتزود بالصبر وأتذكر ولدي الذي رحل قبل ان يكمل العشرين من عمره دفاعا عنا وعن الوطن وعزته وكرامته”.
وأضافت: “سنحرس شجرة الشهيد بعيوننا كما حرس الوطن بدمائه ولن نقبل إلا أن تعود بلادنا ارض سلام ومحبة وخير كما كانت على مر الازمان حيث لا إرهاب ولا اجرام ولا تدمير”.
أما المهندس الزراعي سعيد الذي يعمل في مجال الزراعة وتنظيم حملات التشجير فيؤكد أن زراعة الاشجار تعبر عن صدق الانتماء للوطن والتمسك بذرات ترابه موضحا أن حملات التشجير التي شهدتها المناطق السورية هذا العام تشكل ردا على أعداء الإنسانية والحياة بأن الحياة مستمرة وأن الإرهاب عابر لا مكان له على الارض السورية.
وبدأ الاحتفال بعيد الشجرة في سورية لأول مرة عام 1959 وتقام من يومها احتفالات رسمية كثيرة لغرس أعداد كبيرة من شتلات الأشجار حيث أقامت وزارة الزراعة يوم أمس احتفالا مركزيا في موقع وادي الجب الحراجي بمركز ربعو لحماية الغابات في منطقة مصياف بمحافظة حماة.
وتسعى وزارة الزراعة إلى تنفيذ الخطط في مجال التشجير الحراجي والمثمر رغم التحديات والصعوبات التي تواجه العمل بسبب الظروف الاستثنائية التي تمر بها سورية حيث وصل عدد المشاتل الحراجية الى 46 مشتلا إضافة إلى 21 مركزا لإطفاء الحرائق في جميع المحافظات كما وافق المجلس الأعلى للتخطيط الاجتماعي والاقتصادي على رصد مبلغ 200 مليون ليرة في الخطة الاستثمارية للعام 2016 لتأمين عدد من الصهاريج اضافة الى تأمين مستلزمات العمل.
وكانت بدأت فكرة الاحتفال بعيد الشجرة في عادات الحضارات القديمة كالفرعونية والبابلية واستمرت حتى يومنا هذا حيث يحتفل عدد كبير من دول العالم بهذا العيد كالدول العربية والولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا وكندا ونيوزيلاندا واسبانيا كما يعد الصحفي الأمريكي جولياس ستيرلينج مورتون أول من اقترح تأسيس يوم عيد الشجرة في أمريكا في اجتماع مجلس زراعة ولاية نابراسكا في 4 كانون الثاني عام 1872 واحتفل بيوم الأشجار في 10 نيسان من ذاك العام وتستمر لليوم هذه الذكرى.
عاليا عيسى
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA)