إلى أين تمضي سورية في 2016 ؟… بقلم أحمد ضوا

تمضي سورية “دولةً وشعباً وجيشاً” إلى العام 2016 وهي شامخة وأكثر صلابة ومنعة, بعد أن لقن شعبها طوال السنوات الماضية من الحرب الإرهابية عليها البشرية درساً ناصعاً ومشرفاً في اجتراع وسائل الدفاع عن الأوطان و تقديم أغلى التضحيات في سبيل عزتها وشموخها.

و رغم الجراح والآلام المثخنة والخسائر الكبيرة بقي الأمل بمستقبل سوري أفضل ومشرق عنواناً لجميع السوريين الذين تعززت لديهم خلال هذه الحرب الإرهابية القاسية على كل مقدرات الوطن أهمية سورية كبقعةٍ جغرافيةٍ وجيوسياسية مقدسة في هذا المكان الحساس من العالم, وتحملوا خلال هذه الحرب الإرهابية الظالمة عليهم عبئاً كبيراً لا يقدر من أجل عدم التفريط بهذا الإرث التاريخي العظيم.

في بداية عامٍ جديدٍ دائما يطوي التفاؤل بالمستقبل كل ما يخالف ذلك, واليوم وبفضل التضحيات التي يقدمها جيش الوطن والانتصارات الكبيرة على التنظيمات الإرهابية ينظر السوريون إلى المستقبل بعينٍ واسعةٍ ملؤها الثقة الكاملة بالنصر المؤكد في هذه الحرب وعودة الأمن والاستقرار إلى ربوع سورية.

وما يعزز كل هذه الآمال هي الآفاق التي فتحت أمام إيجاد حل سياسي ينجزه الشعب السوري دون تدخل خارجي, ولكن كل ذلك مرتبط إنجازه ارتباطاً عضوياً بالضغط على الدول الداعمة والراعية للتنظيمات الإرهابية لوقف هذا الدعم كلياً والاستجابة لقرارات مجلس الأمن المتعلقة بمكافحة الإرهاب, وقطع التمويل المالي عن التنظيمات الإرهابية من أي جهةٍ كانت وعبر أي وسيلة.

كما يرتبط إفساح المجال أمام السوريين لإنجاز الحل السياسي بمدى توقف عدد من الدول الإقليمية والدولية عن التدخل في الشأن الداخلي للشعب السوري بما لا ينسجم مع القرارات الدولية وشرعة الأمم المتحدة وسيادة الدول المطلقة.

والأمر الأهم من كل ذلك, هو إدراك كل السوريين الذين تورطوا لأي سبب كان في هذه الحرب الإرهابية على وطنهم أن التعنت والمكابرة في عدم التراجع عن ذلك يحملهم مسؤولية الاستنزاف الكامل لموارد الوطن والألم للمواطنين الذين يدفعون ثمناً باهظاً لاستمرار الإرهاب عبر حواضن لم تدرك أنه مهما طال الزمن لن تكون الكلمة الأخرى إلا للشعب السوري, وحينها يكون القطار قد فات كل من لم يعد إلى حضن الوطن والعمل لبنائه من جديد.

إن تزايد المصالحات الوطنية في جميع المناطق وسريان الإحساس بأوجاع الوطن من قبل الكثير ممن تورطوا بالأحداث هو أيضا مفتاح أمل جديد لسورية, ومن واجب الجميع “دولةً وشعباً” المشاركة بهذا العمل الوطني على أوسع نطاق لانه عندما يجتمع السوريون مع بعضهم لن يكون هناك خاسر في هذا الوطن المعطاء.

انظر ايضاً

بغداد–دمشق المطلوب اقتران الإرادة بالعمل… بقلم: أحمد ضوا

حظيت مباحثات السيد الرئيس بشار الأسد مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني