باريس-سانا
دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مجددا إلى إيجاد “استراتيجية دبلوماسية وعسكرية” لمكافحة تنظيم “داعش” الإرهابي لافتا إلى ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي “القرارات المناسبة للوقوف في وجه هذا التهديد الإرهابي”.
ودفعت الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها العاصمة الفرنسية باريس قبل أسبوعين الرئيس هولاند وحكومته إلى تكثيف حراكهم السياسي والعسكري بدعوى محاربة الإرهاب مع العلم أن السياسة الفرنسية كانت من أبرز داعمي الإرهاب طيلة السنوات الماضية ولا سيما في سورية رغم التحذيرات التي دعت مرارا إلى انتهاج سياسات واقعية تضمن السلم والأمن الدوليين بعيدا عن التلاعب مع الإرهاب الذي بدأ يرتد اليوم على داعميه.
ولفت هولاند خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزني إلى “أنه سيتوجه إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين” معربا عن أمله بأن “تخرج لقاءاته في موسكو بنتائج جيدة وتسمح باستخلاص الدروس مما جرى في باريس”.
وتطرق هولاند إلى النتائج التي خرجت بها اجتماعات فيينا لدفع سبل التسوية السياسية لحل الأزمة في سورية إلا أنه أصر على التدخل في خيارات الشعب السوري وحقه في تقرير مصيره بنفسه وذلك خلافا للاتفاق الذي خرجت به الاجتماعات بمشاركة أكثر من 20 دولة ومنظمة دولية في الرابع عشر من الشهر الجاري والتي تؤكد أن الشعب السوري هو من يحدد مستقبله لوحده.
ودعا هولاند إلى “التوصل لاتفاق عالمي مع تركيا من أجل ضمان أمن الحدود” حيث كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعلن أمس أن روسيا جاهزة للنظر في الاقتراح الذي قدمه هولاند حول اتخاذ إجراءات لإغلاق الحدود التركية السورية لمنع دخول الإرهابيين إلى سورية.
بدوره أكد رينزني “أهمية العمل من أجل حل الأزمة في سورية” مشيرا إلى أن بلاده “ستتابع مباحثات فيينا وستتعاون مع الأسرة الدولية وفرنسا والتحالف الدولي على الصعيد الدبلوماسي في هذا الشأن”.
وشدد على ضرورة “بذل المزيد من الجهود المتكاملة وإنشاء تحالف أكبر وأوسع قادر على توفير استجابة تؤدي للقضاء على تنظيم /داعش/ الإرهابي” معتبرا أن الاعتداءات الأخيرة التي تعرضت لها العاصمة الفرنسية باريس لم تكن اعتداء عليها فقط بل على أوروبا والعالم بأكمله.
وكان رئيس الوزراء الفرنسي السابق فرانسوا فيون دعا فى مقابلة مع إذاعة فرانس انتر الفرنسية إلى دعم القوات القادرة على هزيمة تنظيم “داعش” الإرهابي على الأرض ومن بينها الجيش السوري وإعادة العلاقات الدبلوماسية مع دمشق وهي ذات الدعوة التي توجهت بها روسيا مرارا إلى العالم وبات يدرك الأوروبيون أهميتها اليوم بعد الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها باريس وتزايد المخاوف من وقوع هجمات مماثلة بعد سنوات من الرعاية الأوروبية للإرهاب.