تونس-سانا
أكدت صحيفة “الشروق” التونسية أن المؤامرة الكونية التي تتعرض لها سورية معقدة ومتشعبة ولها آباء وعرابون تدين لهم بالاستمرار كل هذه السنوات مشيرة إلى أن الأب الأكبر لهذه المؤامرة هو الولايات المتحدة ويأتي في طليعة الوكلاء والعملاء رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان.
وقالت الصحيفة في مقالها الافتتاحي لعددها الصادر اليوم والذي كتبه رئيس تحريرها الأول عبد الحميد الرياحي” بعد الدرس القاسي الذي تلقاه الأمريكيون في العراق والهزيمة المرة التي حصدوها لم يعودوا يريدون الظهور او التدخل مباشرة لذلك اتخذوا لهم في الشأن السوري وكلاء وعملاء وسماسرة ووسطاء اصطفوا في حلف العدوان وتنافسوا على إهدار الدم السوري فتعاونوا على تدريب عصابات القتل والإرهاب والتدمير ومولوا وسلحوا وفتحوا الحدود ليبدأ مسلسل الدم والدمار وليتوغل سرطان التنظيمات الإرهابية في الجغرافيا السورية بشكل بات يهدد ليس سورية فقط بل العالم بأسره”.
وأوضحت الصحيفة أنه “في طليعة هوءلاء الوكلاء والعملاء والوسطاء نجد بالخصوص “أردوغان” الذي اجتاحته نوبة أحلام سلطانية تسللت في لحظة تاريخية مجنونة إلى صلب مخطط السيد الأمريكي الرامي إلى رسم خارطة جديدة للمنطقة تقوم على “الفوضى الخلاقة” والتقسيم وإعادة التشكيل وبذلك منح السلطان نفسه دور الناشر والمروج للفوضى الخلاقة من خلال فتح أبواب الجحيم على سورية بفتح حدود بلاده لعبور جحافل الإرهابيين المتقاطرين من كل حدب وصوب تجمعهم فقط رغبة جامحة في تعميم الفوضى ونشر الخراب والموت والدمار في الجسد السوري يتبعه في هذا الدور أطراف إقليمية عربية وغير عربية لكل طرف حساباته لكنهم يلتقون حول مطلب تدمير سورية”.
وتابعت الصحيفة ..”الآن وبعد الصمود الأسطوري للجيش العربي السوري وللقيادة والشعب السوري وبعد التدخل الروسي القوي والمزلزل لأوكار الإرهاب والإرهابيين وبعد اعتداءات باريس وحمى الإرهاب التي تجتاح أوروبا والعالم بدأت الأمور تتجه صوب الحسم بما أنضج ظروفا للحديث عن حل سياسي للأزمة بما يعنيه ذلك من بداية نهاية التنظيمات الإرهابية”.
ورأت الصحيفة أن كل هذه المؤشرات هي نذر سوء لعيال السلطان” أردوغان ولأحلامه السلطانية” مبينة أن الإدارة الأمريكية عندما تنعرج في طريق التسوية السلمية فإنها تترك وكيلها السلطان وعياله المزروعين في سورية ومعهم باقي الوكلاء والعملاء في وضع تسلل واضح وفاضح.
وخلصت الصحيفة إلى القول “ليبحث هؤلاء جميعا لأنفسهم عن دور جديد وعن مقاولة جديدة.. لأن مقاولة “الدواعش” سقطت كورقة ولم يبق من عمرها إلا الوقت الذي سوف يتطلبه اقتلاعها من جذورها”.