الشريط الإخباري

تعزيز البنية المعرفية والثقافية والأخلاقية للمواطن السوري في منتدى حواري

دمشق-سانا

تركزت أعمال اليوم الأول للمنتدى الحواري حول تعزيز البنية المعرفية والثقافية والاخلاقية للمواطن السوري على أهمية تحديد “مواصفات” المواطن الانسان الذي “نسعى لبنائه” ضمن فلسفة التربية في اعادة بناء الانسان.

ويهدف المنتدى الذي تنظمه وزارة الثقافة والهيئة الع90ليا للبحث العلمي في مكتبة الاسد الوطنية بدمشق الى تبادل الافكار والخبرات ومناقشة السبل الكفيلة بتعزيز البنية المعرفية
والثقافية والاخلاقية والخروج بمقترحات علمية وعملية تخدم برنامج اعادة الاعمار الشامل.
ودعا وزير الثقافة عصام خليل الى الاخذ بعين الاعتبار الاجيال التي ستكون تحت المجهر في الرصد لطريق المستقبل وقال.. “هناك جيل متقدم في التجربة مستقر في القناعات وليس بوسعنا اعادة انشائه وجيل لا نزال نمتلك القدرة في التأثير عليه نسبيا وفي تصويب بعض مفاهيمه وهناك جيل هو الامل ولا يتحقق بمجرد الرغبة ويجب ان ينشأ متحررا من كوابح العقل” مضيفا..”إذا كنا نتوجه بحزم الى اعادة اعمار سورية ينبغي ان نوءسس هذا التوجه على قاعدة صلبة وهي اعداد المرأة السورية”.

وأشار خليل الى ان “الخطاب المعتمد التعليمي والثقافي يعتمد على التلقين” داعيا الى ان يكون “هذا الخطاب جاذبا ويحرض العقل على الاستجابة له والتجاوب معه”.

من جهته تساءل مدير عام الهيئة العليا للبحث العلمي الدكتور غسان عاصي.. “ماذا بمقدورنا ان نفعل لتستعيد سورية الحبيبة ألقها الحضاري والالفة المعهودة بين اطياف المجتمع ونسير للامام في طريق البناء العصري” معتبرا المنتدى “محطة ومناسبة للوقوف على الموضوع ومناقشته في محاولة لتلمس بعض الاجابات وطرح بعض المقترحات للتقدم خطوة للامام في طريق ترقية البنية المعرفية والثقافية والاخلاقية للمواطن السوري والمجتمع برمته”.

وفي المحور الثقافي والاعلامي والديني ناقش المنتدى ترسيخ مفهوم الهوية والمواطنة /الحقوق والواجبات والانتماء الوطني/ في الثقافة والاعلام ودور الموءسسات الثقافية والاعلامية والدينية في تعزيز البنية الثقافية للمواطن السوري حيث رأى وزير الاوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد “ان القاء المسوءولية بالتقصير على الجانب الديني اجحاف ولا بد من تحديد السلبيات لدى كل الموءسسات وليس في الموءسسة الدينية فقط”.

واعتبر السيد ان “مشكلة الخطاب الديني مشكلة عامة لانه ليس هناك خطاب ديني محلي ولا يمكن الاستقلال عن الدول العربية والاسلامية بالخطاب” لافتا الى ان بناء الوطن يقوم من خلال الاستقامة والاخلاق وتعزيز البنية الاخلاقية في المجتمع.

من جهتها الاديبة كوليت الخوري اشارت الى الدور الكبير والمهم للاعلام على جميع الصعد في تعزيز البنية الثقافية للمواطن السوري موءكدة انه لا يمكن فصل الثقافة عن الاخلاق الوطنية وان “اساليب التربية لم تكن على المستوى المطلوب” داعية الى “اعادة النظر في التربية وتكوين بنية المواطن”.

بدوره أوضح الباحث الدكتور علي القيم اهمية دور القطاع الخاص في دعم المشاريع الثقافية داعيا الى استثمار المعرفة بالتدبير والسعي وانهاء “حالة الخوف” لدى المثقف وعقد الموءتمرات والندوات ونشر ثقافة التسامح والحوار في الموءسسات ورفع ميزانية وزارة الثقافة والتأكيد على ان الثقافة ليست بديلا من البحث العلمي.

من ناحيته أكد الكاتب حسين جمعة اهمية ترسيخ مفهوم الهوية والمواطنة في التربية والتعليم والتنسيق بين الجهات المعنية بالثقافة معتبرا ان الدولة المدنية الحضارية تبنى على الهوية داعيا الى “تحقيق المواطنة من خلال سريان القوانين بدرجة واحدة على الجميع دون استثناء” داعيا الى تدريب المعلم في المدرسة والاعتناء بالتغذية الراجعة واحداث المجلس الاعلى للثقافة والعلوم.

ودعا رئيس الجلسة الدكتور مهدي دخل الله الى “عدم التفرقة بين الطلاب في المدارس اثناء تدريس مادة التربية الدينية وابدالها بالتربية الاخلاقية والغاء الاستثناءات من القوانين” ورفد الثقافة الوطنية بالمعرفة والانتقال من الخطاب الوصفي الى الخطاب النقدي.

وتركزت مداخلات الحضور حول دور المجتمع الاهلي في المرحلة القادمة والاستفادة القصوى من المراكز الثقافية والمساجد في التدريب على اختصاصات ثقافية وضرورة ان تكون الكلمة مسوءولة بمستوى الدم السوري الذي سفك ودراسة الظاهرة الاجتماعية الناتجة عن الازمة وتوصيف نتائج الحرب على سورية ووضع استراتيجية كاملة لاعادة اعمار الانسان والوطن.

وفي المحور التربوي والتعليمي ناقش الحضور دور الموءسسات التربوية والتعليمية في تعزيز البنية المعرفية للمواطن السوري.

وقدم رئيس الجلسة الموءرخ الدكتور محمود السيد ورقة عمل حول بناء الانسان من الجانب التربوي أكد فيها ان البناء المنشود للانسان هو البناء المتكامل والمتطور في جميع الوجوه واشار الى “مستلزمات البناء تربويا والمشكلات التي ادت الى الاخفاق في عملية البناء والاولويات التي ينبغي التركيز عليها في هذه العملية”.

وحول دور الموءسسات التعليمية في تعزيز البنية المعرفية للمواطن السوري قدم معاون وزير التربية الدكتور فرح المطلق عرضا حول اهمية التربية ودورها في بناء الانسان واكد على اهمية فلسفة التربية في اعادة البناء داعيا الى ان تتفق جميع الموءسسات المعنية بالتربية والتنشئة الاجتماعية لتحديد مواصفات المواطن الانسان الذي نسعى لبنائه ومن ثم يبدأ العمل على البناء المتفق عليه.

من جهته دعا عضو مجمع اللغة العربية بدمشق الدكتور موفق دعبول الى الخروج من المنتدى بتطبيقات عملية وامتلاك الشجاعة لمناقشة جميع القضايا التي تخص المواطن السوري وتنمية السلوك الاخلاقي والحس الحضاري والاهتمام بالاستماع والحوار وادارة النقاش وتنمية السلوك الاخلاقي.

بدوره الدكتور كمال بلان الاستاذ في كلية التربية بجامعة دمشق أكد اهمية تكريس ثقافة الالتزام بالقانون معتبرا انه “الجانب المهمل في البعد التربوي” وان الاهتمام بهذا الجانب ليس من جهة التشريعات فقط بل الالتزام بالقانون موءكدا على العلاقة بين السلوك الاخلاقي وثقافة الالتزام بالقانون واجراء دراسة تقويمية لمعرفة القيم الاخلاقية الموجودة في مناهجنا “بالتعزيز”.

من ناحيته ركز الدكتور عدنان مسلم الاستاذ في قسم علم الاجتماع بجامعة دمشق في ورقة عمله حول اهمية المفاهيم في تجسيد البنية المعرفية للمواطن السوري وترسيخ الهوية الوطنية في المجتمع داعيا الى تفعيل العمل التطوعي لكونه احد المعايير التي ترسخ الهوية والانتماء في الموءسسات الاجتماعية لافتا الى دور العمل الجماعي بروح الفريق في ترسيخ الهوية والانتماء وتعزيز البنية الثقافية .

وتركزت المداخلات حول كيفية الانطلاق في المرحلة القادمة وبناء المواطن واعادة النظر في دور الجامعات والمدارس الخاصة وضرورة ان تكون القوانين عادلة وتطول الجميع ومكافحة الفساد اولا من خلال “الصدمة” والعمل للوصول الى حلول للتعامل مع هذا الواقع وضرورة وجود برامج ومقترحات اجرائية وبرامج تواجه شيئا من هذا الواقع.

ويناقش الموءتمر في يومه الثاني غدا في المحور الاجتماعي والسكاني ترسخ مفهوم الهوية والمواطنة /الحقوق والواجبات والانتماء الوطني/ في الموءسسات الاجتماعية ودور المجتمع المدني في تعزيز التنمية الاجتماعية في سورية وتمكين المرأة ودورها في تماسك الاسرة والمجتمع والهجرة وسبل حل مشكلاتها.

طلال ماضي


تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency